في آخر الحديث: " فرفع فيما رفع ". و في سندها ابن فضالة، و اسمه مبارك، و
هو مدلس، و قد عنعن. و قد توبع عاصم على أصل الحديث من يزيد بن أبي زياد عن
زر بن حبيش به. أخرجه عبد الله بن أحمد أيضا. و يزيد هو الهاشمي مولاهم، و
لا بأس به في المتابعات (حديث رقم:2913)
أما حديث عائشة فهو فضائل القرآن لأبي عبيد: - حدثني ابن أبي مريم، عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة بن الزبير، عن عائشة، قالت: كانت سورة الأحزاب تقرأ في زمان النبي صلى الله عليه وسلم مائتي آية، فلما كتب عثمان المصاحف لم يقدر منها إلا على ما هو الآن
والحديث لا يصح بهذا الإسناد لضعف ابن لهيعة ولوصح لكان معناه أنه لم يبق من سورة الأحزاب عند جمع عثمان القرآن في المصاحف وفي صدور الرجال إلا ما هو موجود الآن أما الباقي فقد رفعه الله
قال القرطبي في مطلع تفسيره لسورة الأحزاب:وقد حدثنا أحمد بن الهيثم بن خالد قال حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلام قال حدثنا ابن أبي مريم عن ابن لهيعة عن أبي الاسود عن عروة عن عائشة قالت: كانت سورة الاحزاب تعدل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مائتي آية، فلما كتب المصحف لم يقدر منها إلا على ما هي الآن.
قال أبو بكر: فمعنى هذا من قول أم المؤمنين عائشة: أن الله تعالى رفع إليه من سورة الاحزاب ما يزيد على ما عندنا. قلت: هذا وجه من وجوه النسخ، وقد تقدم في " البقرة " القول فيه مستوفى والحمد لله. انتهى
قلت:أما ظاهر كلام الشيخ فإنه يوحي بالتناقض كما قال الأخ أحمد، ولعلها زلة قلم من الشيخ لأنه يعلم جيدا كما قرره في مقدمة تفسيرة أن ترتيب آيات القرآن كان بتوقيف منه صلى الله عليه وسلم، ولم يكن للصحابة فيه مدخل لا من قريب ولا من بعيد؛ إذ كان جبريل عليه السلام ينزل عليه بالوحي، ويأمره بوضع آية كذا في موضع كذا، وهذا مما لا خلاف فيه. أما ترتيب سوره فالذي استقر عليه رأي أهل العلم المعتبرين أنه صلى الله عليه وسلم فوَّض ذلك إلى صحابته من بعده، ولما كان الصحابة رضي الله عنهم قد أَلْفَوا القرآن على ما كانوا يسمعونه من النبي صلى الله عليه وسلم وقت حياته، فدوَّنوه على وفق ذلك السماع، دون خلاف بينهم، واستقر الأمر على ذلك؛ على أن هناك من العلماء من ذهب إلى أن ترتيب السور أيضًا كان بتوقيف منه صلى الله عليه وسلم.
والشيخ غفر الله له عنده كثير من هذه الزلات ولا أظنها إلا سبق قلم منه، مثال ذلك قوله في سورة الحشر:"واللينة: النخلة ذات الثمر الطيب تطلق اسم اللينة على كل نخلة غير العجوة والبرمني في قول الجمهور أهل المدينة وأئمة اللغة. وتمر اللينة يسمى اللون
وإيثار (لينة) على نخلة لأنه أخف ولذلك لم يرد لفظ نخلة مفردا في القرآن وإنما ورد النخل اسم جمع "
مع أن قد ذكر الله في سورة مريم لفظة النخلة مفردة في قوله تعالى " وهزي إليك بجذع النخلة" وله من نظائر هذه الأوهام كثير، وأبى الله إلا أن يتم كتابه
ـ[أحمد يس]ــــــــ[07 - 04 - 09, 03:05 ص]ـ
كلامك يصح أخي بايعقوب لو نقل إلينا اختلاف الصحابة في ترتيب الآيات ولكن لم ينقل إلينا شيء من هذا فيما نعلم فنقل الشيخ الخلاف في جملته المنقولة نقل بلا دليل ومخالف لنقله إجماعهم على توقيفية ترتيب آية القرآن.
وجزى الله خيراً الأخ أبو السها.