تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولعل إصراره على مهاجمة التتار خارج مصر، وعدم بقائه في مصر، واختياره الهجوم دون الدفاع، واستبعاده خطة الدفاع المستكن، هو الذي جعل رجاله قادة وجنودًا في موقف لا يؤدي إلا إلى الموت أو النصر، مما جعلهم يستقتلون في الحرب، لأنه لم يكن أمامهم في حالة الهزيمة غير الإبادة والإفناء.

إن قطز لم يجاهد ليتولى السلطة، بل تولى السلطة من أجل الجهاد.

ثالثًا: إيمان قطز بالله واعتماده عليه، وإيمان المتطوعين في جيشه من المجاهدين الصادقين الذين خرجوا طلبًا للشهادة، كان له أثر عظيم في إحراز النصر.

إن أثر قطز والمجاهدين معه في معركة عين جالوت كان عظيمًا، وحين اطمأن قطز إلى نصر الله ترجل عن فرسه، ومرغ وجهه في التراب تواضعًا، وسجد لله شكرًا على نصره، وحمد الله كثيرًا وأثنى عليه ثناءً عاطرًا.

لقد كان انتصار المسلمين في "عين جالوت" على التتار انتصار عقيدة لا مراء.

الشهيد

لم تمض أسابيع قلائل، حتى طُهرت بلاد الشام كلها من فلول التتار، فرتب قطز أمور البلاد، واستناب على دمشق أحد رجاله، ثم خرج من دمشق عائدًا إلى مصر، إلى أن وصل إلى "القصير"، وبقي بينه وبين الصالحية المعسكر الذي حشد فيه قواته قبل الحركة لقتال التتار مرحلة واحدة، ورحلت قواته إلى جهة الصالحية، فانقض عليه عدد من الأمراء وقتلوه على مقربة من خيمته، ذلك يوم السبت 16 من ذي القعدة سنة 658 هـ- أكتوبر- 1260م، ولم يمض يومان على قتله حتى حلّ "بيبرس" مكانه باسم الملك الظاهر.

وقد دفن قطز في موضع قتله، وكثر أسف الناس وحزنهم عليه، وكان قبره يُقصد دائمًا للزيارة ..

وكانت سلطنة قطز سنة إلا يومًا واحدًا.

وكان قطز بطلاً شجاعًا مقدامًا حسن التدبير، يرجع إلى دين وإسلام وخير، كما قال فيه الذهبي، وله اليد البيضاء في جهاد التتار، فعوض الله شبابه بالجنة ورضي عنه.

لقد كان قطز صادقًا عزيز النفس، كريم الأخلاق، مجاهدًا من الطراز الأول.

قُتل قاهر التتار مظلومًا، فخسر روحه وربح الدنيا والآخرة، وسجله التاريخ في أنصع صفحاته - رضي الله عنه وأرضاه-، وجعله قدوة صالحة لقادة العرب والمسلمين، فما أشبه غزو التتار بغزو الصهاينة، وما أشبه دعم الصليبيين القدامى للتتار بدعم الصليبيين الجدد للصهاينة، وما أحوجنا اليوم إلى مثله قائدًا يتخذ الهجوم مبدأ، ولا يكتفي بالدفاع، ويتخذ العمل منهجًا ولا يكتفي بالكلام، ويقاتل العدو الصهيوني في الأرض المحتلة، ولا ينتظر أن يقاتله في أرضه، ويطلب الموت لتوهب له الحياة

ـ[مصطفى جعفر]ــــــــ[26 - 07 - 09, 08:07 ص]ـ

جزاكم الله خيرًا على المعلومات القيمة

ونفع بكم

ـ[أبو عبد الرحمان القسنطيني الجزائري]ــــــــ[26 - 07 - 09, 09:34 ص]ـ

جزاكم الله خيرا

ـ[أبو عيسى الأندلسي]ــــــــ[26 - 07 - 09, 04:32 م]ـ

مقال رائع , بارك الله فيكم

ـ[طويلبة علم]ــــــــ[29 - 07 - 09, 04:48 م]ـ

جزاك الله خيراً

رغم شراسة التتار بقيادة كتبغا نوين وهزيمتهم لجميع البلاد الإسلامية التى غزوها فقتلوا الرجال واحرقوا البلاد

واسروا النساء والأطفال

ورغم جبروتهم وتفوقهم العسكري في القتال وشجاعة فرسانهم الا أنهم هزموا أمام جيش قطز في عين جالوت التى كانت المعركة الحاسمة التى جعلت التتار يفرون من موت محقق

وكانت بدايات النصر عندما قتل قطز جميع رسل هولاكو فكانت تلك رسالة للتتار أننا لن نقبل الإستسلام

وأننا سوف نقاتلكم حتى الموت

وكذلك خروج قطز والمسلمين من مصر وإتخاذ سياسة الهجوم نيابة عن الدفاع

ووقوف العلماء والناس جميعا وتبرع الناس بما يملكون لتجهيز هذا الجيش

ووجود الكثير من كان همهم الموت في سبيل الله والشهادة دون غيرها ومبايعة قطز لجيشه على الموت وقد بداء بنفسه

فكانت معركة شديدة وبتوفيق من الله قبل كل شيء كان النصر وهزم التتار شر هزيمة ...

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير