[قصة إسلام السموأل العلامة المغربي الطيب الرياضي الذي كان يهوديا فأسلم وكتابه إفحام اليهود]
ـ[أبو سلمى المغربي]ــــــــ[13 - 08 - 08, 01:44 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه قصة إسلام السموأل العلامة المغربي الطيب الرياضي الذي كان يهوديا فأسلم وكتابه إفحام اليهود,
وقصة وقوفه على نبوءة في التوارة بشأن النبي من بني إسماعيل:
(أُقِيمُ لَهُمْ نَبِيًّا مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلَكَ، وَأَجْعَلُ كَلاَمِي فِي فَمِهِ، فَيُكَلِّمُهُمْ بِكُلِّ مَا أُوصِيهِ بِهِ) سفر التثنية: 18
قبل أن نبدأ بقراءة قصة إسلامه بقلمه من كتابه إفحام اليهود نقرأ ترجمة موجزة عنه من بعض كتب التراجم
هو السموأل بن يحيى بن عباس المعروف بالمغربي. عالم بالرياضة والطب من أصل مغربي واشتغل بالعلم بالمشرق الاسلامي في القرن السادس الهجري / الثاني عشر الميلادي.
ترعرع السموأل في فاس في أسرة يهودية، ثم انتقل مع أسرته إلى الشطر الشرقي من الدولة الإسلامية، واستقر ببغداد. لكن استقراره في بغداد لم يطل كثيرا، إذ انتقل إلى مراغة بأذربيجان حيث قضى بقية عمره، إلى أن توفي في مراغة حوالي 570 هـ / 1175 م، بعدما أشهر اسلامه وكتب في إنتقاد اليهودية ونقض دعاواها. كان السموأل من العلماء المسلمين القلائل ذوي الأصل اليهودي، كما انه نموذج للعلاقات العلمية والثقافية بين المغرب وبلاد المشرق الاسلامي. فهو من أصل مغربي، ولد وتعلم بفاس وهاجر الى الشرق الاسلامي حيث تفتحت قريحته العلمية وأثرى بعطائه التقليد الرياضي الاسلامي. خلف السموأل مصنفات كثيرة بلغت 85 مصنفا ما بين كتاب ورسالة ومقالة في شتى المجالات، منها "كتاب إعجاز المهندسين"، و"كتاب الباهر في الجبر" و"كتاب في الحساب الهندي" و"كتاب في المياه" و"كتاب الموجز في الحساب"، و"كتاب المفيد الأوسط في الطب"، و"كتاب غاية المقصود في الرد على النصارى واليهود" وغير ذلك. كان السموأل حاذق الذهن، بلغ في الجبر والمقابلة الغاية القصوى. درس في بغداد كتاب الأصول لأقليدس، وكذلك جبر أبي كامل شجاع، و جبر الكرجي حتى بدأ يكون آراءه الخاصة في الرياضيات وهو في سن الثامنة عشر من عمره. وبدأ تأليف كتابه الشهير الباهر في الجبر وهو في سن التاسعة عشر من عمره. عرف السموأل أنه من العلماء الموسوعيين واسعي الاطلاع، فلم يكن من الذين يقصرون جهودهم على الموضوع الواحد ولا يقنعهم التخصص الضيق بل اجتهد في كافة العلوم. ولقد أحاط بالعلوم الرياضية في عصره حتى صار حجة في علمي الجبر والحساب. كما درس الطب حتى أصبح طبيبا ماهرا. ولقد طور السموأل المغربي الطريقة التحليلية في علم الجبر، واستطاع وبكل جدارة أن يوسع مفهوم العدد بمحاولات غير مباشرة. لذا بلور فكرة استقلال العمليات الجبرية عن التمثيل والتصور الهندسي الذي كان سائدا في ذلك الوقت، وكان هذا الاكتشاف تقدما مهما في الفكر الرياضي وممهدا لاكتشاف الجبر الحديث، في وقت كان أكثر العلماء في الرياضيات يهتمون بالحلول الهندسية لمعظم المسائل الجبرية.
- الأعلام للزركلي، 3، 205. - المرجع: طبقات الأطباء لأبن أبي أصيبعة، ص. 471
قصة إسلامه بقلمه من مقدمة كتابه إفحام اليهود
المصدر: كتاب إفحام اليهود وقصة إسلام السموأل ورؤياه النبي صلى الله عليه وسلم
المؤلف: السموأل بن يحيى بن عباس المغربي
الناشر: دار الجيل - بيروت
الطبعة الثالثة، 1990
تحقيق: د. محمد عبد الله الشرقاوي
بسم الله الرحمن الرحيم رب يسر وأعن يا الله
قال السموأل بعد حمد الله والصلاة على نبيه محمد المصطفى إن العناية الإلهية لتسوقه من تسبق في علم الله هدايته حتى يوجد منه الاهتداء في الوقت الذي سبق في علم الله تعالى وجوده منه فيه وأنا أذكر سبب ما وفقنى الله له من الهداية وكيف انساقت بي الحال منذ نشأت إلي انتقالى عن مذهب اليهود ليكون عبرة وموعظة لمن يقع إليه وليعلم متأمله أن اللطف الإلهي أخفى من أن يحاط بكنهه فإن الله يخص بفضله من يشاء ويؤتى الحكمة من يشاء ويهديه صراطا مستقيما وذلك أن أبى كان يقال له الرآب يهوذا بن آبون من مدينة فاس التي بأقصى المغرب والرآب لقب وليس باسم وتفسيره الحبر وكان أعلم أهل زمانه بعلوم التوراة وأقدرهم على التوسع في الإنشاء والإعجاز والارتجال لمنظوم العبراني ومنثوره وكان
¥