ومع بداية الاحتلال القيصري للقوقاز والذي حشد الروس له عشرات الألوف من الجنود (حوالي 120 ألف جندي نظامي + الجيش الذي تم تحويله من جبهة القرم والجبهة الأوربية إلى القفقاس والبالغ تعداده 280 ألف جندي) ومئات من خيرة القادة بالإضافة إلى اّلاف من المرتزقة القوزاق وغيرهم لم تستطع روسيا السيطرة على القفقاس الشمالي بسبب بسالة المقاتلين الشركس وشراستهم المنقطعة النظير في الدفاع عن بلادهم وحريتهم واستقلالهم واستمرت هذه المقاومة لمدة 125عام فشلت خلالها العديد من الحملات الكبرى وكانت آخر المعارك البطولية للشعب الشركسي الصامد بالقرب من مدينة مايكوب عاصمة جمهورية الأديغى في منطقتي" أخجب " ووادي" خوذز " حيث لبست النساء لباس الفرسان وحملن السلاح وقاتلوا إلى جانب الرجال في تلك المعركة الغير متكافئة والتي تحولت إلى مذبحة بكل ما تحمله الكلمة من معنى وبعدها سيطر الروس على الجزء الأكبر من القفقاس الشمالي ومن ثم أتموا احتلال باقي أراضي الأبخاز التي كانت ماتزال تحاول البقاء صامدة حتى اّخر قطرة دم وقد تم لها ذلك حيث قام الروس بإبادة سكان تلك المناطق الصامدة عن اّخرهم وخاصة سكان اقليم "سوتشي ".
وقد خسر الروس في هذه الحملات أكثر من ربع جيشهم حيث دفن الروس في شمال القفقاس مايزيد على مليون ونصف المليون من جنوده خلال الفترة الواقعة مابين (1762 - 1864).
بعد أن تم للروس ما أرادوا قاموا بتوطين شعوب لم يكن لها أرض ولا حضارة مكان الشعب الشركسي صاحب التاريخ والحضارة فجاءوا بعشرات الألوف من القوزاق والأرمن واليهود والمنغريل (قسم من الجورجيين) وكل من هب ودب ليوطنوهم فوق أرض امتزج ترابها بدماء أبنائها الأبرار الذين لم يرتضوا الذل والهوان.
بالعودة إلى أبخازيا والتي فقدت أكثر من نصف سكانها نتيجة القتل والتهجير ففي عام 1917 انضم الأبخاز إلى جمهورية شمال القفقاس والتي تأسست في العام نفسه
وفي عام 1918 قام الجورجيون بضم أبخازيا تحت حكم جورجيا.
وفي 20 كانون الثاني عام 1920 ألغيت جمهورية شمال القفقاس وشكلت بدلاً عنها الجمهورية الجبلية الاشتراكية السوفيتية وعاصمتها فلادي قفقاس.
وفي آذار من عام 1921 اسقط الشيوعيون ***** جورجيا وعادت أبخازيا جمهورية مستقلة بقيادة " نيستر لوكوبا "
في عام 1922 انضمت أبخازيا إلى الاتحاد السوفيتي كدولة مستقلة ذات سيادة.
وفي عام 1925 صدر أول دستور لجمهورية أبخازيا المستقلة.
وبعد تسلم جوزيف ستالين وهو جورجي الأصل لرئاسة الاتحاد السوفيتي استغل دخول الألمان إلى شمال القفقاس أثناء الحرب العالمية الثانية للقيام بأعمال لم يسبق لأحد اّخر القيام بها عبر التاريخ فقد قام عام 1931 بتخفيض رتبة أبخازيا من جمهورية مستقلة ذات سيادة إلى جمهورية ذات حكم ذاتي تابعة لجورجيا وكان هذا التاريخ بداية قصة كفاح الشعب الأبخازي في العصر الحديث والذي مايزال مستمرا حتى الاّن.
ثم قام بنفي جماعي لشعب القرتشاي في أواخر عام 1943 وبعد ذلك وفي شهر اّذار من عام 1944 قام بتهجير الشيشان والأنغوش إلى سيبرية و كذلك عدد كبير من شعب القبرداي إلى كزخستان وبعدها بشهر واحد فقط أي في شهر نيسان من نفس العام قام بتهجير شعب البلقار إلى اّسيا الوسطى.
وفي شهر تشرين الأول عام 1944 تم تهجير شعب المسخيت والبالغ عددهم حوالي 200 ألف وهم من المسلمين من أرضه الواقعة مابين أرمينيا وجورجيا وجزء من أدجاريا والمسماة مسخيتيا إلى كزخستان ولم يعادوا إلى أرضهم التي استولت عليها جورجيا حتى الاّن ..
في تلك الفترة قام " بيريا " والذي كان رئيسا لجورجيا بإجراء كامل الاستعدادات لترحيل الشعب الأبخازي وضم أبخازيا إلى جورجيا منتظرا إشارة من ستالين الذي تذكر أيام التجائه إلى أبخازيا عندما كان ملاحقا من السلطات القيصرية وكيف أنه عاش بين الأبخاز الذين حموه و أخفوه عن عيون السلطات القيصرية فلم يأمر بتهجير الأبخاز بل أكتفى بتصفية قادتهم وزعمائهم فقط .. (انظر إلى الوفاء)!!!
بعد هذا النفي والتهجير الجماعي لشعوب القفقاس قام استالين بتقسيم اوسيتيا إلى جمهوريتين شمالية وجنوبية وضم الجزء الجنوبي إلى وطنه الأم جورجيا
وكذلك ألحق الجزء الأكبر من أراضي مقاطعة القرتشاي إلى جورجيا
¥