مواقف تربويّة من هدي الإمام ابن باز رحمه الله مع أسرته وأقاربه
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[17 - 08 - 08, 09:29 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيّنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
وبعد، فرحم الله الإمام ابن باز رحمةً واسعةً، وأسكنه فسيح جنّاته، فهو ممّن تميّز بالخلال الحميدة، والخصال الرشيدة، وجميل الأخلاق، وطيب الفعال، وعظيم التواضع، وهو ممّن يُقتدى به في الأدب والعلم والأخلاق، وفي تصرّفاته وسمته وهديه المبني على كتاب الله العظيم وسنّة رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الكريم، وخاصة في زهده وعبادته وأمانته وصدقه وكثرة التجائه وتضرّعه إلى الله عزّ وجلّ، وعظيم خشيته لله، وزكاء فؤاده، وسخاء يده، وطيب معشره، مع اتّباعه للسنّة الغرّاء، وكثرة عبادته، رحمه الله وجعل الفردوس مثواه.
وعبرةً لنفسي ثم لإخواني وأخواتي في الله، سأتكلّم عن هدي الإمام رحمه الله مع أفراد أسرته وأقاربه، وذلك بنقل بعض أقوالهم عنه التي ذُكِرَت في كتاب " موسوعة إمام المسلمين في القرن العشرين " (1/ 24 - 66/ ط. مؤسسة الريّان).
والشيخ رحمه الله توفّي عن زوجتين:
- أم عبد الله (الأولى).
- وأم أحمد (الثانية)، وقد أصرّت زوجته الأولى أن يتزوّج الثانية لعدم مقدرتها على خدمته بعد أن كبر سنّها.
وللشيخ أربعة أولاد:
- عبد الله (وبه يُكنّى) وعبد الرحمن، من زوجته أم عبد الله.
- وأحمد وخالد، من زوجته أم أحمد.
وله ست بنات: سارة، هند، مضاوي، جوهرة، هياء، نوف.
وجميع بناته متزوّجات، وما يُنقل عنه أن أصغر بناته تُسَمّى ندى أو هدى وقد مضى من عمرها عشر سنوات فغير صحيح.
وسأبدأ بذكر بعض أقوال أسرته وأقاربه مستعيناً بالله عزّ وجلّ:
- الابن الأكبر عبد الله
سؤال: رغم انشغال سماحته، كيف كان يختار الوقت المناسب لأفراد أسرته وأبنائه وأحفاده؟
حقيقة، كان رحمه الله يخصّص يومين في الأسبوعين، منه يوم واحد للرجال من أبنائه وأحفاده وعائلته من أسرته رحمه الله، ويوم آخر للنساء من بناته وزوجاته وحفيداته ونساء عائلته، يجلس معهم جميعاً ويحدّثهم في مختلف الأمور الحياتية والعامة وأمور الدين، ويوجّههم لما فيه الخير والصالح العام لأفراد أسرته، وإذا كان هناك عوائق أو مشاكل عند بعض أفراد الأسرة يتم طرحها على سماحته ويأخذ فيها القرار المناسب، يراعي أسرته الصغيرة مثلما يراعي أسرته المسلمة الكبيرة بدون تمييز أو فوارق، وكان يوازن في كلّ الأمور.
- الابن الثاني عبد الرحمن
سؤال: هل كانت له نصائح خاصة يلقيها عليك أو إلى أيٍّ من أبنائه وبناته؟
كان كثير النصيحة لنا مثل كل الذين يقابلونه، وتنصب على الجانب الديني، ويركّز على الاهتمام بالصلاة وطلب العلم للعلم.
سؤال: كيف كان ينظر لتعليم بناته؟
الحمد لله، كل بنات الشيخ وحفيداته حصلن على التعليم الكافي وبعضهن تجاوز المرحلة الجامعيّة، وكان حريصاً على تعليمهنّ.
سؤال: كم مرّة حجّ الوالد؟
(60) مرّة.
- الابن الثالث الشيخ أحمد
سؤال: كيف كنتم ترون سماحة الوالد تجاه أخيه وشقيقه الأكبر الشيخ محمد وأولاده؟
الوالد رحمه كان يزوره وعلى اتصال به، فلا يمر يوم أو يومان إلاّ ويزوره رغم مشاغل الوالد رحمه الله، وإذا لم يتمكّن فإنه يتصل عليه بشكل يومي من أي مكان يكون، وكان بينهما الكثير من المحبّة والتقدير.
سؤال: كان أكثر وقته رحمه الله مع الناس، فهل كان يتناول بعض الوجبات مع العائلة؟
لم يكن يتناول مع العائلة أي وجبات إلاّ وجبة العشاء في بعض الأحيان عندما يجمع العائلة في جلسة أسبوعيّة.
- زوجته أم عبد الله
سؤال: لدى سماحة الشيخ زوجتان ... فكيف كان يعدل بينهما؟ وما الطريقة التي اتّبعها في تجميع قلوب الأبناء؟
كان يحرص رحمه الله على العدل دائماً في كل الأمور سواء في النفقة أو المبيت وجميع الأمور، وكذلك في الحج، فكنت أحج معه سنة وهي سنة وهكذا، أما الأبناء فكان يشجّعهم دائماً على التواصل وزيارة بعضهم بعضاً ويحثهم على ذلك دائماً.
- زوجته أم أحمد
سؤال: في الاجتماع الأسري، هل كان سماحة الوالد يتناول قضايا أسريّة خاصّة أم قضايا اجتماعيّة ودينيّة؟
¥