تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كاتب علماني ولد في النبطية بجنوب لبنان عام 1939م. أكمل تعليمه في الجامعة الأمريكية ببيروت ثم ثم في جامعتي فرانكفورت ونيويورك. حاز على شهادة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة نيويورك عام 1967. شارك في تأسيس مجلة مواقف عام 1968م. عمل أستاذاً في الجامعة الأردنية ويرأس تحرير المجلة الفلسطينية العربية الصادرة عن الجمعية الفلسفية. أهم مؤلفاته: (الأخلاق والعقل) .. و (الإنسان والمجتمع) .. (الأسس الفلسفية للعلمانية) .. (أولية العقل ـ نقد أطروحات الإسلام السياسي). وقد ساء عادل ضاهر بعض العلمانيين العرب الذين لا يأخذون العلمانية بالمعنى الغربي ويسيرون على منهج التوفيق والتلفيق فنقدهم قائلاً: "والأخطر من هذا تدليلاً على تراجع الفكر العلماني عندنا ما نشهده من محاولات حثيثة من قبل المفكرين العلمانيين لدعم موقفهم عن طريق اللجوء إلى الإسلام نفسه- القرآن والسنة- غير مدركين أنهم إنما يقدمون بهذا أكبر التنازلات للحركة المناوئة للعلمانية وأنهم –وهذا هو الخطر- يناقضون أنفسهم أيما تناقض إذا يجعلون النص الديني مرجعهم الأخير في مجال دفاعهم عن علمانيتهم، بينما العلمانية تقوم في المقام الأول على مبدأ أسبقية العقل على النص" أقول: عادل ضاهر زنديق من أم رأسه إلى أخمص قدميه، وحقيقة دعواه معاداة الإسلام، ولقد ركز عادل ضاهر في معظم كتاباته على الهجوم على النص) أي القرآن الكريم) بزعم أن النص؛ القطعي الثبوت، القطعي الدلالة يجب اعادة فهمه فهماً جديداً مخالفاً لكك الأفهام السابقة بما فيها فهم الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة ومن باب أولى فهم علماء المسلمين على مدار ألف وأربعمائة عام، بل إنه ينادى وأصحاب هذه المدرسة مثل محمد شحرور، وحسين أحمد أمين، ونصر حامد أبو زيد، ومحمد سعيد العشماوي وغيرهم ينادي هؤلاء جميعاً بوجوب فهم القرآن الكريم على ضوء معطيات العصر الثقافية والإجتماعية والسياسية والإقتصادية .. كما نلاحظ أن المجال الخصب لدراسة هؤلاء الزنادقة الجدد هو القرآن الكريم بصفة خاصة .. فمثلاً نصر حامد أبو زيد تناول آيات صفات الله تعالى ليبث سمومه وشبهاته، ومحمد سعيد العشماوي ركز على آيات الحجاب والمرأة، وأحمد أمين ركز على آيات الحدود، بالإضافة إلى تناولهم بالتشكيك والتجريح مجال السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي طولاً وعرضاً .. وخلاصة اعتقاد هؤلاء العلمانين اختراع دين جديد، عبارة عن نسخة لدين مزيف، لا علاقة له بدين الإسلام الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من رب العالمين ..

صفوة القول:

لقد خرجت الزندقة الجديدة من رحم الزندقة القديمة، فنفس الأهداف والمنطلقات التي انطلق منها الزنادقة الأوائل كابن عبد القدوس وبشار بن برد وابن الريوندي وعيسى الوراق والشمغاني والحلاج والسهروردي .. كذلك سار على نفس الدرب الزنادقة الجدد من طه حسين وحسن حنفي ومحمد أركون وجابر عصفور وشحرو وعادل ضاهر ومالك شبل وغيرهم من زنادقة العصر الحديث .. وإن كان الزنادقة الأوائل كانوا ينشرون كلامهم وأشعارهم بطرق خفية ويحتاج السلطان إلى إعمال أدلة ثبوت جريمة الزندقة كالإقرار من المنسوب إليه الشعر أو الكتاب أو شهادة الشهود وغير ذلك من أدلة وقرائن ولذلك كانوا يفلتون كثيراً نظراً لدقة أدلة الثبوت ضد هؤلاء الزنادقة قديماً .. لكن الآن حدث ولا حرج فالزنادقة يرتعون في أرض المسلمين وينتهكون عرض الإسلام ولا رقيب عليهم لأنهم بكل بساطة هو الحاكمون المتفذون! وهم علية القوم! وسدنة الدساتير والقوانين التي تحمي مصالحهم وأفكارهم الهدامة!! ولا أكون مبالغاً إن قلت: هذا عصرهم الذهبي .. لم لا وشريعة الإسلام قد غابت عن الحكم منذ أكثر من قرنين تقريباً .. خلاصة القول في الزنادقة الأوئل وزنادقة العصرالحديث .. أنهم تواصوا جميعاً على هدم الإسلام وتدمير معتقدات المسلمين والطعن في كل ماهو معلوم من الدين بالضرورة .. لم يتركوا صغيرة ولا كبيرة في عقيدة الإسلام إلا اتخذوها غرضاً للطعن وإثارة الشبهات .. تارة من طرف خفي وتارة كفاحاً .. حرب ضروس على الإسلام وأهله من قبل ثلة من العلمانيين اللادينيين المتآمرين الذين انسلخوا عن دينهم وعن هوية أمتهم ورغم ذلك وبكل تبجح يزعم هؤلاء الزنادقة أنهم مسلمون ويفهمون الإسلام أكثر من الصحابة الكرام بل ومن رسول الإسلام ذاته .. تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير