فإن تكن مع نونها متصلة ** كقوله" الدنيا" و"صنوان" اعرف
فحكمها الإظهار عند النقلة **مخافة الإلباس بالمضعف"
واختلفوا هل الإدغام فيهما بغنة أم بغير غنة؟؟.
ذهب الجمهور إلي إدغامها في الياء والواو بغنة إلا ما كان من خلف عن حمزة أدغمها فيهما بغير غنة قولا واحدا، وذهب الضرير من طريق دوري الكسائي إلي إدغامها بغير غنة في الياء فقط. ـ من طريق الطيبة ـ.
ونقل الداني في جامع البيان عن خلاد أنه أدغم مثل الضرير. "
قلت: وما نقل عن خلاد غير معمول به
وقال أيضا:" وزاد ابن كيسة عليهم فقال:" يفعل ذلك في النصب والخفض، فأما الرفع فإنه يزيده إدغاما حتى يخيل إليك أنه ليس في الحرف تنوين رأسا مثل (نذير وبشير، وحميم وغساق)." ا. هـ صـ296
واختلفوا في تسمية الإدغام بغنة فيهما ـ أي الواو والياء ـ:
قال بعضهم: إنه إدغام بغنة، وقال آخرون: إنه إخفاء. والعمل علي الأول.
أدلة القائلين بأنه إخفاء:
قال أبو عمرو الداني في جامع البيان: فمن أبقي غنة النون التنوين مع الإدغام لم يكن ذلك إدغاما صحيحا في مذهبه، لأن الإدغام الصحيح ألا يبقي فيه من الحرف المدغم أثرا، إذا كان لفظه ينقلب إلي لفظ المدغم فيه،ويصير مخرجه من مخرجه، بل هو في الحقيقة كالإخفاء الذي يمتنع فيه الحرف من القلب لظهور صوت المدغم،وهو الغنة، ألا تري أن من أدغم النون والتنوين ولم يبق غنتهما قلبهما حرفا خالصا من غير جنس ما يدغمان فيه، فعدمت الغنة بذلك رأسا في مذهبه إذ غير متمكن أن تكون منفردة في غير حرف أو مخالطة لحرف لا غنة فه، لأنهما مما يختص به النون والميم لا غير.
وإذا كان كذلك صح أنه متي ظهرت الغنة مع اإدغام، فالنون والتنوين لم ينقلبا حرفا خالصا، وإذا امتنعنا من القلب الخالص امتنعنا من الإدغام التام إلا أنه لابد مع ذلك من تشديد يسير وهذا مذهب الحذاق من أئمتنا وأهل التحصل من النحويين ... ثم ذكر أبو عمرو "ألا تري الحسن بن داود كيف جمع بين ما يدغم فيه النون والتنوين ويبقي غنتهما وبين ما يخفيان عنده ولا يدغمان رأسا وأشار في العبارة وسوي بين حكمهما في النوعين وأطلق الإخفاء عليها في الضربين وذلك لما اشتركا فيهما في بيان الصوت وامتناع القلب وقد كشف ذلك ورفع الإشكال في حقيقته أحمد بن يعقوب التائب، فقال عن نافع ومن تابعه علي بيان الغنة عند الياء والواو ويجعلون النون غنة مخفاة غير مدغمة لأنهم لو أدغموها لذهبت الغنة، فصارت الياء والواو مشدّدتين لانقلاب النون ياء أو واوا واندغامها فهما.
وقد أوضح صحة ذلك وأبانا على حقيقته عبارة المصنفين عن المدغم بغنة ابالأخفاء لا وعن المدغم بغنة الأخفاء وعن المدغم بغير غنة ا [الإدغام قال لى الحسن أبن على قال ثنا أحمد أبن نصر الأخفاء ما يبقا معه غنة قال ابن مجاهد فى كتاب قراءات نافع: كان نافع يدغم النون عند الميم والراء ويخفيها عند اللام والواو والياء وثنا أبو الفتخ فارس أبن أحمد قال ثنا عبد الباقي أبن الحسن المقرئ قال: والغنة أذا ثبتت فى الوصل يعنى غنة النون الساكنة والتنون لم يشدد الحرف ولفظه به بتشديد يسير وإذا حذفت الغنة شدد الحرف،فإن قال قائل: إن محمد بن أحمد قال قد حدثكم عن ابن مجاهد أن الواو مع النون والتنوين مشددة لدخولها فيهما، فلا بد من تشديهما، فهذا يرد ما حكيته وقررت بصحته؟ قلت: ليس يراد كذك إذا كان ما حكاه من التشديد للواو، وإدخال النون والتنوين، فيها إنما علي مذهب من ترك الغنة وأذهبها رأسا لا غير، وذلك مما لا خلاف فيه. " ا. هـ صـ 299
قال السخاوي: .. اعلم أن حقيقة ذلك في الواو والياء إخفاء لا إدغام وإنما يقولون له إدغام مجازا وهو في الحقيقة إخفاء على مذهب من يبين الغنة لأن ظهور الغنة يمنع تمحض الإدغام لأنه لا بد من تشديد يسير فيهما وهو قول الأكابر قالوا الإخفاء ما بقيت معه الغنة وأما عند النون والميم فهو إدغام محض لأن في كل واحد من المدغم والمدغم فيه غنة وإذا ذهبت إحداهما بالإدغام بقيت الأخرى وخلف أدغمهما عند الواو والياء بلا غنة كما يفعل عند اللام والراء فهو إدغام محض على قراءته وقوله دونها أي دون الغنة وفي اللغة حذف الغنة وإبقاؤها جائز عند الحروف الستة ويستثنى مما نسبه في هذا البيت إلى الكل وإلى خلف ما سبق ذكره من نوني يس ون
¥