وأما الامير أبو الحسن هذا، كان يذكر أنه سمع من أبي قريش محمد بن جمعة بن خلف الحافظ، وأبي تراب محمد بن سهل الواعظ القهستانيين وغيرهما، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في " التاريخ " وقال: الامير بن الامير بن الامير ناصر الدولة، كان من الحكماء ذوي الالباب لفطنته وممارسته الامر بيده ولسانه وقلمه وسيفه.
ولي نيسابور وهراة وسجستان نيفا وثلاثين سنة على السداد والاستقامة للسلطان، ورعاياه عنه راضون، والمسلمون في أمن ودعة.
وكان يقول: قلوب الاحرار قبور الاسرار.
وروى حديثا عن السيد أبي الحسن محمد بن علي بن الحسين إملاء عن الامير أبي الحسن محمد بن إبراهيم بن سيمجور عن أبي العباس محمد بن إسحاق الثقفي، ثم قال الحاكم: وسمعت أبا الحسن الهاشمي واحد عصره بمكة يقول: لقد من الله عليكم يا أهل خراسان بالامير العادل أبي الحسن محمد بن إبراهيم وجعل لنا فيه أوفر الحظوظ فيما يذكر به في كل موسم، وكان أبو بكر القفال الشاشي يقول: لولا الامير أبو الحسن لما استقر لي وطني بالشاش.
قال الحاكم: وسمعت أبا سعيد الخليل بن أحمد القاضي يقول: لولا الامير أبو الحسن لما سلم لي روحي عند خروجي من
سجستان، ولما وصلت إلى بخارى.
وابنه الامير أبو علي المظفر بن ناصر الدولة أبي الحسن محمد بن إبراهيم بن سيمجور، واسمه محمد فكان من أكملهم عقلا، وأحسنهم مذهبا، وأسمتهم عند الناس، وأتمهم تمكنا من نفسه، فلا ينطق إلا عند التعجب، ولا يغضب إلا عند المكافحة.
وحكي أنه ما
شتم أحدا قط، ذكره الحاكم أبو عبد الله في " تاريخه " وقال: لقد عهدت الامير بن الامير العادل أبا علي المظفر بن ناصر الدولة صائم النهار، قائم الليل، ما أعلم أنه ترك قيام الليل، ولم يزل أكثر ميله في صباه، إلى أن بلغ إلى الزهاد والعباد المعروفين بالزهد، وأكثر انتمائه كان إلى أبي العباس عبيدالله بن محمد الزاهد، وسمعت أبا العباس غير مرة يقول لي: صدقة من قولي كل يوم على نية الامير، أي على أن يكفيه الله مهماته، وإنما نكتب بعد وفاته: عبيد الله، قال: وقرأ القرآن على أبي الحسين محمد بن الحسين المقرئ واحد خراسان في وقته، وختم عليه غير مرة، وكنا نصلي به إذا حضرناه، ثم سألته أن لا يقدم أحدا في الامامة ويصلي بالناس، وكان يصلي بنا لنفسه، ويجهر ببسم الله الرحمن الرحيم، ويقنت في الركعة الثانية من صلاة الصبح بعد الركوع ولما سئل عقد الملجس للاملاء، أمر بأصوله المسموعة فحملت إلي، وانتقيت منها مجالس، وكان يحضر الاشراف، والرؤساء والقضاة وكافة أهل العلم من الفريقين والزهاد والمتصوفة وطبقات الناس، فيلبس البياض، ويقعد على الكرسي، ويحدث حتى يحير الناس في حسن أدائه، وعذوبة ألفاظه، وما رددت أنا ولا غيري عليه حرفا قط.
ولقد سمعته غير مرة يقول: ما يخطئ بحضرته أحد من العلماء لا يعرف الاسانيد ولا يحفظها، فإن هذا سلم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ميزان بين الحق والباطل، ولما نكب ما كان فيها إلا كما قال القائل: إذا أراد الله أمرا بامرئ * * وكان ذا رأي وعقل وبصر وحيلة يعملها في كل ما * * يأتي به محتوم أسباب القدر أغراه بالجهل وأعمى عينه * * وسله عن عقله سل الشعر
حتى إذا أنفذ فيه حكمه * * رد إليه عقله ليعتبر ثم قال: تحدث الناس بمقتل الامير أبي علي غير مرة في سنة ست أو سبع وثمانين وثلاثمائة، واستقر ذلك في أفواه الناس، ولم يظهر خليفته إلى رجب من سنة ثمان وثمانين، فحملت التوابيت الخمسة إلى قاين، وتواترت كتب الثقات أن تابوت يلمنكو الحاجب قدم للحجابة، ثم الامير أبو علي ثم ابنه أبو الحسين ثم أميرك الطوسي، ثم رجل كان يخدمهم، ولما فتح تابوت الامير أبي علي وجدوه ولم يتغير منه شئ، وعليه قميص من صوف أبيض وقد أرسل شعره إلى عاتقيه والقيد على رجله
وفي الأنساب
(المهذب، وهو لقب معتق هذا الرجل وهو: أبو الحسن مخلص بن عبد الله الهندي المهذبي عتيق مهذب الدولة أبي جعفر عبد الله بن محمد بن علي الدامغاني، من أهل بغداد)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[24 - 08 - 08, 07:15 ص]ـ
بل قد تجد وزير في دولة بنو بويه وهو غير شيعي
مثال
(ابن ماكولا (366 - 422 ه = 976 - 1031 م) الحسن بن علي بن جعفر، أبو علي ابن ماكولا، ويلقب يمين الدولة: وزير، من بيت رئاسة، من نسل أبي دلف العجلي.
كان مع (جلال الدولة) البويهي بالبصرة، واستوزره جلال الدولة سنة 417، ولقبه (يمين الدولة وزير الوزراء) فكان معه فيها، ثم في بغداد، بعد ولايته
)
فائدة:
و أما ابن ماكولا صاحب الاكمال هو
(ابن ماكولا * المولى، الامير الكبير، الحافظ، الناقد، النسابة، الحجة، أبو
نصر، علي (1) بن هبة الله بن علي (2) بن جعفر بن علي بن محمد ابن الامير دلف ابن الامير الجواد قائد الجوش أبي دلف القاسم بن عيسى العجلي الجرباذقاني (3)، ثم البغدادي، صاحب كتاب " الاكمال في مشتبه النسبة " (4)، وغير ذلك، وهو مصنف كتاب " مستمر الاوهام ")
انتهى
¥