ثم خرج - مرة ثالثة - عمر محمد فلاته، ومعه: حماد بن محمد الانصارى، واطلعا على الجبل، وقد سأل الأخ " نما " المذكور عددا من شيوخ البادية منهم: " محمد بن ضيف الله القرافي " من بنى سالم، وكذلك سأل الشيخ خالد بن محمد النزهة، مدير إدارة مركز خدمة السنة والسيرة النبوية " فايز بن شريدة الحويفي المحمدى " و " حضرم بن ضيف الله الحويفى " فاتفقوا كلهم على تعيين جبل (الدقاقات) وأنهم يعرفون خلفا عن سلف أنه هو جبل ثور، ويسمى عندهم جبل ثور.
واما اسم (الدقاقات) فطارئ عليه، إنما أطلقه عليه العوام منهم، بسبب أن نساءهم كن ينصبن (مدقاتهن) لدباغ الجلود ونحو ذلك عليه.
وذكر " مطلق بن سعيد السكراني " أنه يتذكر يوم دخول الجيش السعودى إلى المدينة عام 1344 هـ، بقيادة الأمير محمد بن عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، الذى أقبل على المدينة - شرفها الله - من الشرق، من وادي النقمي، وكان " مطلق " يومها فتى في العاشرة من عمره، فهو يتذكر أن " مطلق السكراني " من أمراء (ولد محمد) أرسل رسولا من قبله ومعه " سعيد السكراني " من عبيده، وهو والد " مطلق " هذا يوصي المحاميد بأن يخرجوا لاستقبال الأمير محمد عند جبل ثور، وأن يدلوه على مداخل المدينة، وقد فعلوا ذلك واستقبلوه عند هذا الجبل، المسمى بجبل (الدقاقات) فهو كان ولا يزال معروفا لدى (المحاميد) وغيرهم من العربان بأنه جبل ثور.
وبهذا تم حسب رأي الموقعين على هذا التحقيق تعيين جبل ثور، وأنه هو نفسه هذا الجبل الذى يسميه - اليوم - عوام المحاميد وغيرهم جبل (الدقاقات) وموقعه - كما أشرنا - آنفا - شمالي أحد من جهة الغرب، ويقع على يمين الماشي في الطريق إلى الخليل، ويحده " وادي النقمي " من شماليه و " مبنى مصلحة المجارى والصرف الصحي " من جنوبه، وهو قريب من " بستان الصادقية " و " بستان الزبير ".
ومما زادنا اطمئنانا لهذا التحديد كلام ذكره " على بن موسى أفندى " كان حيا سنة 1320 هـ في كتابه " وصف المدينة " المنشور ضمن مجموعة في تاريخ المدينة عني بنشرها وتحقيقها الشيخ حمد الجاسر، وطبعت سنة 1392 هـ، قال في الصفحة الثلاثين ما نصه: " وأما ثور فهو في نهاية مفيض الصادقية بالجهة الشامية: جبل منقطع صغير أحمر، وفي السبخة التي من قبليه على ما ورد في الحديث يكون نزول الأعور الدجال في آخر الزمان ".
وعليه، فيقترح الموقعون على هذا التحقيق على من يعنيهم الأمر، من المسؤولين الكرام اعتماد هذا التحديد، والعمل على إبراز هذا المعلم من معالم حرم المدينة النبوية - شرفها الله - وإظهاره، حتى يعرفه الناس، وتعرفه الأجيال القادمة.
والله الموفق والحمد الله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
كتبه بخطه عبد العزيز بن عبد الفتاح بن عبد الرحيم القارىء في الثانى عشر من جمادى الآخرة سنة 1410هـ.
الموقعون:
- عمر محمد فلاته
مدير مركز خدمة السنة النبوية بالجامعة الاسلامية والمدرس بالمسجد النبوى الشريف
- حماد بن محمد بن محمد الانصاري
الاستاذ بشعبة السنة النبوية بالدراسات العليا بالجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة
- مرزوق بن هياس الزهراني
وكيل مركز خدمة السنة والسيرة النبوية والاستاذ المساعد بكلية الحديث بالجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة
- عبد العزيز بن عبد الفتاح القارىء
الاستاذ المشارك بشعبة التفسير وعلوم القرآن بالدراسات العليا بالجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة
المصدر: مجلة المنهل
العدد: 499 - مجلد 54
http://www.islamweb.net/seera/sera_geographie/thawr_madina%20.htm
ـ[ابن وهب]ــــــــ[29 - 08 - 08, 05:07 م]ـ
وقد كتب فيه غير واحد منهم الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي وغيره
وقد كان في الملتقى موضوع حول هذا ولكني بحثت عنه فلم أجده
تنبيه
قول العامة شارع الخواجات أو طريق الخواجات خطأ ويعتبر من المناهي اللفظية
لأن الخواجة بمعنى السيد و لا يصح إطلاق لقب (السيد) على الكفار
والله أعلم
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[16 - 10 - 09, 12:26 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1142108#post1142108
ـ[عبد القادر مطهر]ــــــــ[16 - 10 - 09, 01:00 ص]ـ
تحديد جبل " ثور " بالمدينة المنورة
¥