[[[هذا السؤال لم يُطرح إلا في عصرنا، وأصله أن الأستاذ محمود شاكر رحمه الله ادَّعى في شبابه، قبل أن يستحكم علمه، أن المتنبي علوي صحيح النسب، وأن العلويين أنكروا نسبه، فثار ليطلب حقه السليب. ولم يقدِّم دليلاً على ذلك إلا شبهات هي أوهى من خيوط العنكبوت. ثم أقرَّ بأخرَة بأن هذه الدعوى لا أساس لها من التاريخ، وأنه وصل إليها من خلال ما أسماه "منهج التذوُّق"، أي الشعور الحدسي الذي وجده وهو يقرأ شعر المتنبي ويرى تعاظمه لنفسه، فيبغي إذن أن يكون من سلالة أعظم العلويين!]]]
[[[ومن غير الإنصاف أن تركِّز على تاريخ مقدمات الطبعة الثانية وتتجاهل أن متن الكتاب منشور في يناير 1936!!
وأراك تغافلت عن براءة الأستاذ من كتابه، بل من تلك الفترة من حياته، في حفل الجائزة!]]]
[[[وإذن فهذه نصوص عثر عليها الشيخ محمود شاكر بعد أن استحكم علمه، فاستعان بها للدفاع عن رأي رآه في شبابه قبل أن يستحكم علمه!!]]]
لا حول ولا قوة إلا بالله.
أنت، أخي الكريم، ادعيت أن الشيخ محمود محمد شاكر رحمه الله أقرَّ بأخرَة بأن هذه الدعوى [علوية المتنبي] لا أساس لها من التاريخ؛ فنقلت لك من كلامه ما يؤكد ثبوته على القول بعلوية المتنبي كـ:
- هذا النص هو الذي نصر فرضي نصرًا مؤزَّرًا، وألحقه بالحقيقة المقررة.
- وإذن، فالمتنبي، الذي ولد بالكوفة، دار العلويين، واختلف إلى كتاب فيه أولاد أشرافها العلويين =إلا يكن (علوي) النسب من أنفسهم صَليبة، فهو (علوي)، رَضاعًا، أي هو أخوهم من الرضاع، والرضاع لحمة كلحمة النسب.
- وهذه كلها أدلة متظاهرة جاءت من وراء الغيب، لكي تدلني على أن منهجي في (التذوق) يفضي إلى كشف الحجب عما طمره غبار السنين، وما يستره تكذُّبُ الرواة ذوي الأهواء =وأني كنت، بتوفيق الله، مصيبًا في فرضي (علوية) أبي الطيب، مستهديًا بهذا التذوق.
فهذه نصوص من مقدمة الشيخ لكتابه، الذي يعيد نشره بنفسه؛ إقرارًا بما فيه، والذي قرر فيه (علوية المتنبي)، يعاود فيها –أي المقدمة- تقرير ما أثبته في المتن الذي كتبه عام 1936، وينشر في نفس الكتاب أربع تراجم للمتنبي لم تنشر من قبل؛ ليقرر ذلك الذي افترضه: (علوية المتنبي)، تفهم أنت منها أنها نصوص استعان بها، هو نفسه، للدفاع عن رأي رآه في شبابه ......
ومع هذا كله ترى أن قولك أنه أقرَّ بأخرَة بأن هذه الدعوى لا أساس لها من التاريخ =في محله، وأنه تبرأ من كتابه!!!!!!!!!!!!!!
فماذا كان يجب عليه أن يفعل ليؤكد أنه لم يتبرأ من كتابه أكثر من ذلك!!!!!
وكل ذلك لأنك فهمت من كلمته في حفل الجائزة =أنه تبرأ من كتابه.
ألقيت كتابه كله وراء ظهرك، وما فيه من إقرار، يلي إقرار، يلي إقرار =بما افترضه (قبل أن يستحكم علمه؟؟؟؟؟)؛ لأنك فهمت من كلمته في حفل الجائزة =أنه تبرأ من كتابه.
لا حول ولا قوة إلا بالله.
فأين براءته هذه؟
في قوله: (وقرأتُ نصَّ قرار الأمانة العامَّة أذهلني العجبُ، فقد تبيَّن لي كلّ التبيُّن أن الجائزة ممنوحة لكاتبٍ آخر غيري! كان من تصاريف الأقدار أن اسمه يُواطئُ اسمي واسم كتابه يُواطئُ اسم كتابي، وقد نشر هو كتابه هذا في سنة 1936، أي منذ ثمان وأربعين سنة، ومبلغ علمي أن هذا الكاتب القديم قد غاب هو وكتابه معاً منذ سنة 1937 غيبةً منقطعةً مستمرَّة إلى يوم الناس هذا)
فأكمل كلامه: (فإذا كان قرار الأمانة يشهد لسميي الغائب بأنه مستحق الجائزة، فإن تهنئتها لي بالجائزة، ودعوتها إياي إلى الرياض، ووقوفي الآن بين أيديكم، تشهد لي جميعًا أكبر شهادة بأني مستحق لها، ولكن أخوف ما أخافه، أن يؤوب الكاتب القديم من غيبته، ويخرج على الأمانة العامة من سردابه متأبطًا كتابه، يطالبها بحقه في الجائزة. وهذا أمر مخوف على كل حال، ولكن ليست هذه قضيتي، إنما هي قضية الأمانة العامة تقضي فيها بما تشاء. أما أنا فهيهات أن يطالبني أحد بشي استحققته بما كان من تهنئتي ودعوتي لتسلم جائزة هذا العام علانية. وأكبر من ذلك، فمعي قرار يلغي كل قرار، هو تقديمي كتابيَ (المتنبي) إلى جلالة الملك فهد بن عبد العزيز، فتقبله بأكبر الفضل علي وعلى كتابي الذي لا كتاب لي عن (المتنبي) سواه. وهذا حسبي وحسب كتابي من شرف باذخ.
..................... ) اهـ
ما السر في عام 1937؟؟؟؟
¥