- وهذه كلها أدلة متظاهرة جاءت من وراء الغيب، لكي تدلني على أن منهجي في (التذوق) يفضي إلى كشف الحجب عما طمره غبار السنين، وما يستره تكذُّبُ الرواة ذوي الأهواء =وأني كنت، بتوفيق الله، مصيبًا في فرضي (علوية) أبي الطيب، مستهديًا بهذا التذوق.
فهذه نصوص من مقدمة الشيخ لكتابه، الذي يعيد نشره بنفسه؛ إقرارًا بما فيه، والذي قرر فيه (علوية المتنبي)، يعاود فيها –أي المقدمة- تقرير ما أثبته في المتن الذي كتبه عام 1936، وينشر في نفس الكتاب أربع تراجم للمتنبي لم تنشر من قبل؛ ليقرر ذلك الذي افترضه: (علوية المتنبي)، تفهم أنت منها أنها نصوص استعان بها، هو نفسه، للدفاع عن رأي رآه في شبابه ......
4 - سرعان ما تنسى كلامك المعروض أمام القراء. أنا قلت إن التذوق الموجود في كتاب المتنبي هو الحدس، فسارعت إلى إرشادي بقولك (وأما قولك: أي الشعور الحدسي، فيدل على أنك -أيضًا- لا تعلم شيئًا عما يقصده الشيخ رحمه الله بالتذوق). أي إنك دخلت في تفسير التذوق ولو بالاكتفاء من ذلك بأن تفسيري أنا له غير صحيح! فلما استشهدت بعبارة الأستاذ أعلاه، أنكرت أنك فسرت التذوق!!
نعم، نعم، يبدو أني بدأت أفهم لغتك.
قولي أن تفسيرك غير صحيح يحمل في طياته معاني مركزة جدًّا، وغامضة جدًّا، حتى عن عقل كاتبها، ولكنك -بحمد الله، وتوفيقه- استطعت أن تستخرج منه تفسيرًا لي، أعلنت بعدُ أنه قد أنهار!!!!!
آه يا (نافوخي)
اعذرني (فعل أمر للالتماس) فيبدو أني لم أتعود على هذا الفهم الدقيق لخبايا الكلام فلم يتحمل (نافوخي) الضعيف الصدمة، فاعذرني.
أخي -عفا الله عنك، وعني، وعن والدينا- لم تكن أول من اتهم الشيخ بـ (الحدس)، ولكن سبقك سابقين؛ فكتب الشيخ (المتنبي ليتني ما عرفته)، وبين فيها ماذا يقصد بـ (التذوق)، فارشدتك إليها لتعلم ماذا يقصد الشيخ بـ (التذوق)، فما كان منك إلا اتهامي بالـ (التعالي)!!!!
ولو اختصرت الطريق وقرأت المقالات -وهي عندك بلا شك -استفدته من مشاركة سابقة لك على الملتقى- لأرحتني، وأرحت نفسك من هذا (التعب)
وأخيرًا
هذا آخر ما أكتب في هذا الموضوع.
وشكرًا لك، كان وقتًا رائعا.
وتحمل (تعاليَّ) وصلفي و (قلة ذووووووووووووووووووقي)
قال صلى الله عليه وسلم: (أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِى رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا ..... ) الحديث
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[11 - 09 - 08, 03:18 ص]ـ
بارك الله فيك
ولعل القراء الكرام لا حظوا أن الأستاذ شاكر جعل مسألة النسب عمود الصورة، بل الصورة كلها، وبعد أربعين عاماً لم يجد إلا نصوصاً عن الرضاعة، فاعتبرها دليلاً على صحة رأيه في النسب، وهي نفس النصوص التي تستشهد بها أنت.
فقول الأستاذ (نصر فرضي نصرًا مؤزَّرًا، وألحقه بالحقيقة المقررة)، وقوله (إلا يكن علوي النسب من أنفسهم صَليبة، فهو علوي رَضاعًا، أي هو أخوهم من الرضاع، والرضاع لحمة كلحمة النسب) -- غير صحيح البتة، لأن الأستاذ لم يقف عند كون المتنبي له علاقة ما بالعلويين، بل قرَّر أن العلويين أنكروا نسب هذا الصبي من صبيانهم، فعاش طيلة حياته يطلب حقه السليب، وجعل الأستاذ هذا المعنى (عمود الصورة كلها)، واستنكر ما ورد في التاريخ من ادعائه للنبوة، ومن نسبه الجعفي، وجعل ذلك كله من افتراءات أعدائه العلويين إيغالاً منهم في عداوته وإنكار نسبه.
ولك إن شئت أن تضحك لهذا الاعتراض، أما أنا فلا أظن أن المتنبي عاش ثائراً طيلة حياته ليطلب حقه في الرضاعة!!
ولعل هذا آخر ما عندي عن الموضوع، ولكنني أهديك هذه الهدية في هذا الشهر الكريم!
تقول حفظك الله (ما نقله حافظ الدنيا ابن عساكر ... ما نقله الشيخ عن ابن عساكر). وأنت في هذا مقلِّد للشيخ رحمه الله، لأنه نشر ذلك الجزء في ذيل كتاب المتنبي منسوباً لابن عساكر!
وأنا والله لا أقضي العجب من غلط الشيخ هذا، وهو سيد أهل التحقيق، لأن ذلك الجزء لا علاقة له باين عساكر من قريب ولا بعيد، ولو نظر الشيخ أدنى نظر لأدرك أنه مختصر كتاب ياقوت الحموي في أخبار المتنبي، أو مختصر المختصر، وإن شئت فعُد إليه واقرأ قول جامع الكتاب (قال الحسن المتطبّب: وظفرت بمختار صغير في أخبار المتنبي قد اختاره ياقوت بن عبدالله العربي من مختار ألّفه ياقوت بن عبدالله الرومي الأصل البغدادي المنشأ الحموي المولد رحمه الله تعالى فنقلت منه ما يأتي ذكره)، ومعلوم بداهة أن ابن عساكر مات في سنة 571 قبل أن يولد ياقوت الحَمْوي في سنة 574، بَلْهَ ياقوت العربي، بَلْهَ الحسن المتطبب!
وكتاب ياقوت في أخبار المتنبي مذكور في تآليفه، وليس لابن عساكر كتاب بهذا المعنى، وإنما ترجم للمتنبي ترجمة عادية في تاريخ دمشق، أكثرها منقول من تاريخ بغداد. وقد ضاع أصل هذه الترجمة، وبقيت ضمن مختصر ابن منظور، وليس فيها شيء مشترك مع هذا الجزء الذي نسبه إليه الأستاذ شاكر، إلا الجملة الأولى التي غرَّت الأستاذ، وقد نقلها ابن عساكر من كلام الخطيب البغدادي.
كيف ذُهل الشيخ عن ذلك؟! الله أعلم، والعصمة لله وحده
¥