[أمثلة على تسامح أبي جعفر المنصور على بعض من خرج عليه]
ـ[القتادي]ــــــــ[04 - 09 - 08, 05:12 م]ـ
نبذة مختصرة عن أبي جعفر المنصور وصور من تسامحه وقليل من بطشه
هو عبدالله بن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس بن عبدالمطلب بن هاشم أبوجعفر المنصور وكان أكبر من أخيه أبي العباس السفاح وأمه أم ولد أسمها سلامة
بويع له بالخلافة بعد أخيه في ذي الحجة سنة ست وثلاثين ومائة (136) وعمره يومئذ إحدى وأربعون سنة أنه ولد سنة خمس وتسعين
في تاريخ بغداد:محمد بن إبراهيم الكاتب قال بويع المنصور يوم الإثنين لأربع عشرة خلت من ذي الحجة وهو بن إحدى وأربعين سنة وعشرة اشهر وأمه سلامة البربرية وقام ببيعته عمه عيسى بن علي وأتت الخلافة أبا جعفر وهو بطريق مكة بموضع يقال له الصفينة فقال صفا أمرنا ان شاء الله.
قلت: وقرية صفينة معروفة إلى الآن وهي من ديار مهد الذهب ويسكنها قبيلة مطير
وقال أبو بشر قال أبو موسى هارون بن محمد بن إسحاق بن موسى بن عيسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس حدثني عبد الله بن عيسى الأموي عن إبراهيم بن المنذر الحزامى قال مولد أبى جعفر المنصور بالحميمة في صفر سنة خمس وتسعين وبويع له يوم الإثنين لثنتى عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة ست وثلاثين ومائة وهو بن إحدى وأربعين سنة وعشرة اشهر
وقال أبو بشر أخبرني طاهر بن يحيى بن حسن الطالبى عن علي بن حبيش المديني عن علي بن ميسرة الرازي قال رأيت سنة خمس وعشرين أبا جعفر المنصور بمكة فتى اسمر رقيق السمرة موفر اللمة خفيف اللحية رحب الجبهة اقنى الأنف بين القنى اعين كأن عينيه لسانان ناطقان تخالطه ابهة الملوك بزى النساك تقبله القلوب وتتبعه العيون يعرف الشرف في تواضعه والعتق في صورته واللب في مشيته
قال الربيع بن يونس الحاجب سمعت المنصور يقول الخلفاء أربعة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي والملوك أربعة معاوية وعبدالملك بن مروان وهشام بن عبدالملك وانا. تاريخ دمشق
قال الذهبي:وخلفاء هذا الزمان أبو جعفر المنصور وأين مثل أبي جعفر على ظلم فيه في شجاعته وحزمه وكمال عقله وفهمه وعلمه ومشاركته في الأدب ووفور هيبته. تذكرة الحفاظ
وتوفى أبو جعفر بالأبطح بمكة لتسع خلون من ذي الحجة سنة ثمان وخمسين ومائة ودفن ببئر ميمون وصلى عليه إبراهيم بن يحيى بن محمد بن على وقد قيل لا بل صلى عليه عيسى بن محمد بن على والمنصور هو قاتل أبى مسلم وكان أبو مسلم مولده بكرخ أصبهان واسمه عبد الرحمن بن مسلم قتله المنصور في آخر شعبان سنة سبع وثلاثين ومائة وطواه في بساط لأنه ترك الرأي بالرأى وكان للمنصور يوم ولى ثلاث وستون سنة وكانت ولايته اثنتين وعشرين سنة غير يوم.
ذكر اولاد المنصور
محمد المهدي وهو ولي عهده وجعفر الاكبرمات في حياته وأمهما أروى بنت منصور وعيسى ويعقوب وسليمان وأمهم فاطمة بنت محمد من ولد طلحة بن عبيد الله وجعفر الاصغر من أم ولد كردية وصالح المسكين من أم ولد رومية ويقال لها قالى الفراشة والقاسم
وهذا مثال على تسامح وعفو أبي جعفر على بعض الخارجين عليه في زمن إبراهيم أخي النفس الزكية وثورتهما في المدينة والبصرة وتسمى سنة الهزيمة 145
قطن بن معاوية الغلابي قال
كنت ممن سارع إلى إبراهيم واجتهد معه فلما قتل طلبني أبو جعفر واستخفيت فقبض اموالي ودوري فلحقت بالبادية فجاورت في بني نصر بن معاوية ثم في بني كلاب ثم في بني فزارة ثم في بني سليم ثم تنقلت في بلاد قيس اجاورهم حتى ضقت ذرعا فأزمعت على القدوم على أبي جعفر والاعتراف له فقدمت البصرة فنزلت في طريق منها ثم ارسلت إلى أبي عمرو بن العلاء وكان لي ودا فشاورته في الذي ازمعت عليه فقبل رأي قال والله إذا ليقتلنك وانك لتعين على نفسك فلم التفت إليه وشخصت حتى قدمت بغداد وقد بنى أبو جعفر مدينته ونزلها وليس من الناس أحد يركب فيها ما خلا المهدي فنزلت الخان ثم قلت لغلماني انا ذاهب إلى أمير المؤمنين فأمهلوا ثلاثا فان جئتكم وألا فانصرفوا ومضيت حتى دخلت المدينة فجئت دار الربيع والناس ينتظرونه وهو يومئذ داخل المدينة في الشارعة على قصر الذهب فلم البث أن خرج يمشي فقام إليه الناس وقمت معهم فسلمت عليه فرد علي وقال من أنت؟
قلت:قطن بن معاوية
قال انظر ما تقول؟
¥