تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[01 - 11 - 08, 04:03 ص]ـ

لم يقتله بيديه بل وكل به ابن الزعيزعة، وطبعاً هذا لا يعفي عبد الملك من دمه، وعلى أية حال فلم يكن الأشدق بريئاً فهو قد غدر بعبد الملك من قبل مع أنهما أولاد عم، وقيل -والله أعلم- أن السبب الذي دعى عبد الملك لقتله هو إحساسه بنية الأشدق بالغدر به. إذ أن عَمراً قد أغلظ له وقال: إني لأحقّ بالخلافة منك فإن شئتَ فافْسَخ الصلح وأَعِد الحرب. وفي رواية: أتستطيل عليّ كأنك ترى أن لك عليّ فضلاً، إن شئت نقضت العهد بيني وبينك ثم نصبت لك الحرب، فقال عبد الملك: فقد شئت، فقال عمرو: قد فعلت. وبهذا اعتذر عبد الملك لأولاد الأشدق فقال: إن أباكم خيرني بين أن يقتلني أو أقتله، فاخترت قتله على قتلي. ولم يكن الغدر شيمة فيه فقد عفا عن زفر بن الحارث الكلابي وأوفى بعهده.

وحتى لو كان غدر هو أو غيره فهذا لا يبرر لبني العباس الغدر بخصومهم، فإنه صار طبع لهم. أما الحسين رضي الله عنه فيزيد لم يأمر بقتله بل تألم من ذلك. وأما يزيد بن علي رحمه الله فقد كان مخطئاً في خروجه، ولعل الذي قتله (مسلمة) خير منه. وقد قتل بنو العباس أضعاف هذا من بني هاشم ظلماً.

وكل الذين قتلهم الحجاج -على كثرتهم- لا يعادلون الذين قتلهم العباسيون في أول دولتهم، وقد فاقوه ظلماً بمرات. والحجاج كان من أبعد الناس عن صفات النفاق الثلاثة التي تشبع بها بنو العباس صغيرهم وكبيرهم، فقد غدروا ببعضهم البعض واستحلوا دمائهم.

وكما قال الشيخ الأنصاري: "وأبو مسلم قتل أكثر من ستمئة ألف نفس مسلمة في سبيل قيام دولة بني العباس، وهذا لم يحدث عند بني أمية الذين تعرض تاريخهم للتشويه، رغم أنهم أنجزوا وحققوا ما لم يحققه من جاء بعدهم. والله أعلم"

ـ[عبدالمحسن المطوع]ــــــــ[01 - 11 - 08, 01:08 م]ـ

يقول الطبري في التاريخ (7/ 202):

.. ولم يكن أحد من بني مروان يأخذ العطاء إلا عليه الغزو، فمنهم من يغزو، ومنهم من يخرج بدلا، وكان لهشام بن عبدالملك مولى يقال له يعقوب، فكان يأخذ عطاء هشام مئتي دينار ودينارا يفضل بدينار، فيأخذها يعقوب ويغزو، وتفقد هشام بعض ولده ولم يحضر الجمعة، فقال له: ما منعك من الصلاة؟، فقال: نفقت دابتي، فقال: أفعجزت عن المشي فتركت الجمعة؟!، فمنعه الدابة سنة.

وقال ابن كثير في تاريخه (9/ 104):

فكانت سوق الجهاد قائمة في بني أمية ليس لهم شغل إلا ذلك، قد علت كلمة الاسلام في مشارق الارض ومغاربها، وبرها وبحرها، وقد أذلوا الكفر وأهله، وامتلات قلوب المشركين من المسلمين رعبا، لا يتوجه المسلمون إلى قطر من الاقطار إلا أخذوه، وكان في عساكرهم وجيوشهم في الغزو الصالحون والاولياء والعلماء من كبار التابعين، في كل جيش منهم شرذمة عظيمة ينصر الله بهم دينه.

فقتيبة بن مسلم يفتح في بلاد الترك، يقتل ويسبي ويغنم، حتى وصل إلى تخوم الصين، وأرسل إلى ملكه يدعوه، فخاف منه وأرسل له هدايا وتحفا وأموالا كثيرة هدية، وبعث يستعطفه مع قوته وكثرة جنده، بحيث أن ملوك تلك النواحي كلها تؤدي إليه الخراج خوفا منه.

ولو عاش الحجاج لما أقلع عن بلاد الصين، ولم يبق إلا أن يلتقي مع ملكها، فلما مات الحجاج رجع الجيش كما مر.

ومسلمة بن عبد الملك بن مروان وابن أمير المؤمنين الوليد وأخوه الآخر يفتحون في بلاد الروم ويجاهدون بعساكر الشام حتى وصلوا إلى القسطنطينية، وبنى بها مسلمة جامعا يعبد الله فيه، وامتلات قلوب الفرنج منهم رعبا.

ومحمد بن القاسم ابن أخي الحجاج يجاهد في بلاد الهند ويفتح مدنها في طائفة من جيش العراق وغيرهم.

وموسى بن نصير يجاهد في بلاد المغرب ويفتح مدنها وأقاليمها في جيوش الديار المصرية وغيرهم اهـ.

وانظر إلى الوليد بن عبدالملك الذي كان يقول: لولا أن الله قص علينا عمل قوم لوط لما صدقت بأن هناك من يفعل ذلك، يدلك ذلك على عفة هذا الخليفة، وقارن ذلك بخلفاء بني العباس لا سيما من أتى بعد المعتصم تجد اللواط أحد الركائز في حياة بعضهم.

وقد ذكر بعض المؤرخين أن أقصى اتساع للدولة الإسلامية كان في عهد بني أمية ولا تزال من بعدهم في نقص.

فهؤلاء الغر الميامين من ولاة بني أمية

ـ[أم ريم المالكية]ــــــــ[01 - 11 - 08, 05:11 م]ـ

يقول الطبري في التاريخ (7/ 202):

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير