تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والأمر الذي اعتمد عليه في وصف بني العباس بخيانة العهود ما فعله المنصور مع بعض الأعداء من عدم الإلتزام بالعهود وهذا إن صح ولم يكن من التشويه الذي يدسه أهل البدع والكذابون لا يدل على أن ذلك كان صفة للمنصور لأنه لم يفعل ذلك إلا لترجح مصلحة النقض على مفسدة الوفاء عنده ويدل على ذلك سيرته وصفاته الطيبة التي ذكرها ابن كثير في ترجمته المنتقاة من كتب التاريخ وأيضا ما قاله للناس بعد قتله لأبي مسلم لو علمتم ما علمت لعذرتموني على نقض العهد.

ولو صح وجود هذه الصفة في المنصور فلا يجوز بحال من الأحوال نسبتها إلى بني العباس.

مع أني أقول أن المنصور ليس بمعصوم أخطأ في عدة مواضع ومن أعظم أخطائه التسبب في موت ابن عمه العالم الهاشمي الجليل عبدالله بن الحسن بن الحسن مع أني أجزم أنه لم يرد موته ولكن كتاب الله أسبق فأسأل الله العلي العظيم أن يرحمهما وأن يرضي عبدالله ويعفو عن المنصور.

وفي النهاية فليعلم كل إنسان أنه محاسب على كل كلمة يتفوه بها أو يكتبها.

قال ابن الأثير:

وعاد خوارزم شاه إلى خراسان، فوصل إلى مرو في المحرم سنة خمس عشرة وستمائة، وسار من وجهه إلى ما وراء النهر؛ ولما قدم إلى نيسابور جلس يوم الجمعة عند المنبر، وأمر الخطيب بترك الخطبة للخليفة الناصر لدين الله، وقال: إنه قد مات؛ وكان ذلك في ذي القعدة سنة أربع عشرة وستمائة؛ ولما قدم مرو قطع الخطبة بها، وكذلك ببلخ وبخارى وسرخس، وبقي خوارزم وسمرقند وهراة لم تقطع الخطبة فيها إلا عن قصد لتركها، لأن البلاد كانت لا تعارض من أشباه هذا، إن أحبوا خطبوا، وإن أرادوا قطعوا، فبقيت كذلك إلى أن كان منه ما كان.

وهذه من جملة سعادات هذا البيت الشريف العباسي لم يقصده أحد بأذى إلا لقيه فعله، وخبث نيته، لا جرم لم يمهل خوارزم شاه هذا حتى جرى له ما نذكره مما لم يسمع بمثله في الدنيا قديماً ولا حديثاً (يقصد رحمه الله ما فعله التتار بخوارزم شاه).

قال السيوطي في تاريخ الخلفاء:

ومن الحوادث في أيامه (الخليفة الحاكم بأمر الله) في عام ولايته) 752هـ (خلع السلطان المنصور لفساده وشربه الخمور حتى قيل: أنه جامع زوجات أبيه ونفي إلى قوص وقتل بها فكان ذلك من الله مجازاة لما فعله والده مع الخليفة (المستكفي) وهذه عادة الله مع من يتعرض لأحد من آل العباس بأذى.

والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير