تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

- مفتي المالكية علي بن عبد القادر بن الأمين (ت 1235 هـ): " الشيخ أبو الحسن علي بن عبد القادر بن الأمين، العالم العلامة درس بالأزهر الشريف و أخذ عن علمائه وشيوخه، مفتي المالكية بالجزائر المحمية، المؤلف المشارك، المتفنن الفاضل" درس عليه مترجمنا و أخذ عنه الفقه المالكي و الحديث الشريف " ... فقرأ عليه صحيح البخاري سماعا لبعضه وأجازة بسائر مروياته عن شيخه أبي الحسن علي بن العربي السقاط المغربي عن شيخه محمد بن عبد الرحمن الفاسي صاحب " المنح البادية في الاسانيد العالية"، كما أجازه في الكتب الستة و موطأ الأمام مالك، و كتب القاضي عياض وتلقى عنه بعض المسلسلات.

- ومن شيوخه أيضا حمودة بن محمد المقايسي الجزائري (ت 1245 هـ): " المقايسي نسبته إلى صناعة الأساور المعروفة في الجزائر بـ «المْقَايَسْ، جمع ومفردها مَقْيَاسْ باللهجة الجزائرية»، وقد درس على علماء الجزائر ثم اتجه الى مصر حيث انتسب الى الأزهر الشريف وتتلمذ على علمائه وشيوخه، وأجازوه بمروياتهم وكتبهم ومنهم مرتضي الزبيدي و محمد الأمير الصغير و حسن العطار و محمد الدسوقي و حجازي بن عبد المطلب العدوي، كما أذنوا له بالتدريس هناك، ثم انتقل الى تونس إلا ان مقامه لم يطل بها، فعاد الى بلاده الجزائر واشتغل بالتدريس و نشر العلم و المعرفة، وكان يعيش من صناعة المقايس التي كانت مصدر رزقه، و قد مات فقيرا في الجزائر سنة 1245 هـ، و قد حلاه مرتضي الزبيدي في إجازته ب: " الشيخ الصالح الوجيه الورع الفاضل المفيد السيد الجليل و الماجد النبيل " و قد جمع المقايسي أسانيده في ثبت خاص يرويه عنه تلميذه ابن العنابي.

- الإمام أبو عبد الله محمد صالح الرضوي البخاري (ت 1263هـ): " الإمام العارف المحدث المسند،الماهر الرحال الجوال أبو عبد الله محمد صالح الرضوي نسبا السمرقندي أصلا ومولدا البخاري طلبا للعلم وشهرة، هذا الشيخ أصله من سمرقند وبه ولد ودخل بخارى والهند واليمن والحجاز وتونس والجزائر ومصر والمغرب الأقصى وأخذ عنه ورزق سعدا في التلاميذ وإقبالا عظيما أخذ عنه بحيث عنه في كل بلد ومصر أعيانه وكباره، ثم سكن المدينة المنورة [فهرس الفهارس: 1/ 432]

أجاز ابن العنابي بالصحيحين و الكتب الستة والموطأ وفقه الحنفية وبعض المسلسلات ودلائل الخيرات.

كما أجازه في القراءات العالم احمد بن الكاهية الحنفي، و غيرهم من العلماء و الأساتذة في الجزائر ومصر وتونس و الحجاز.

الى جانب العلوم الشرعية الدينية التي تلقاها ودرسها على العلماء الذين ذكرنا بعضهم، عرف عن ابن العنابي حبه وشغفه بالمطالعة و القراءة، فكان يطالع في مكتبة الأسرة و يشتري ما يصل الى الجزائر من كتب ونشريات، فطالع كتب التوحيد و التاريخ و الأدب و السياسة، مما أكسبه ثقافة واسعة جعلته بتفتح يوعي على مشاكل العصر ويدرس بتبصر الاضطرابات السياسية و الأجتماعية و يواكب التحولات الكبرى التي عرفتها المجتمعات و الدول الاسلامية و الاوروبية، و يتفاعل معها.

وظائفه وأعماله:

أول وظيفة يتولاها مترجمنا كانت منصب القضاء الحنفي سنة 1208 هـ وهو من المناصب الخطيرة والهامة التي تتطلب من صاحبه سعة العلم و الإطلاع، ولاه أياه الداي أحمد باشا بالإضافة إلى مهمة ثانية و هي الكتابة إلى باي تونس، إلا أنه أستقال من هذه الوظيفة سنة 1210 هـ في عهد الداي حسين باشا الذي تدخل في وظيفة القضاء و أراد أن يلزمه بأمر مخالف للشرع وهذا يدل على التزام مترجمنا بالشرع وقوة إيمانه و تقواه وورعه، وصلابته وقوته في الحق وأنه لا يخاف من السلطان و لا تأخذه في الله لومة لائم، ثم يعود في عهد عمر باشا الى وظيفته في القضاء الحنفي، كما يكلفه الباشا بسفارة الى سلطان المغرب الأقصى و التي نجح فيها نجاحا باهرا نال بها حضوة كبيرة عند الباشا، كما وجهه الداي سفيرا في مهمة الى الأستانة بعد المواجهة بين الأسطول البحري الجزائري والأسطول الإنكليزي سنة 1816م والتي شهدت خسارة بعض قطع الأسطول الجزائري ليشرح له أسباب هذه النكبة ويطلب منه العون.

و بذلك يتضح أن ابن العنابي لم يكن مجرد عالم بالفقه و ما إليه من علوم الدين, بل كان أيضا دبلوماسيا ناجحاً و خبيراً بشؤون الدول.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير