وقال أيضاً في تقريظه لشرح شيخه المترجَم على ((الدر المختار)): ((العَلَم النحرير، رضيع لبان العلم والتحرير، مجمع بَحري المعقول والمنقول، كشاف مخدَّرات الفروع والأصول .. العَلَم الأوحد، والطود المُفْرَد)).
- قال عنه محفوظ سماتي: ((العالم الجليل، الأستاذا البارع والأصولي الفذ، القاضي شيخ للإسلام)).
- قال عنه حمدان بن عثمان خوجه في (المرآة ص 79): ((كان المفتي سيدي محمد العنابي رجلاً نزيهاً فاضلاً)).
- وقال عنه محمد المرسي: ((شيخنا وأستاذنا العالم الرباني)).
- وقال إبراهيم بن صالح بن عيسى في عقد الدرر (99): ((الشيخ العالم العلامة مفتي الجزائر)).
- وقال عبد الستار الدهلوي في فيض الملك الوهاب المتعالي (3/ 1811): ((العالم الفاضل، صاحب التآليف النافعة))، ووصفه في موضع آخر (1/ 131): بالعلّامة.
مؤلفاته وآثاره:
ان ابن العنابي الفقيه المفتي المحدث المسند، يعتبر من العلماء الذين جمعوا بين الأصالة والمعاصرة، تدل على ذلك تآليفه الكثيرة و ما أحتوته من أفكار ومشاريع اصلاحية، ومن بينها:
1 - " السعي المحمود في نظام الجنود " وهو أجلّ مؤلفاته وأشهرها و سأفرده ببعض التعليق.
2 - " صيانة الرياسة ببيان القضاء والسياسة " و هذا الكتاب ألفه تلبية لطلب محمد علي باشا والي مصر الذي تضايق من كثرة المشاكل التي يختلقها المفتين -على اختلاف المذاهب- وارتشائهم، فأمر مترجمنا أن يؤلف كتاباً يجمع فيه ما رجح من أقوال الأئمة الأربعة ويُعتمد في القضاء، فألّف كتابه: ((صيانة الرياسة في القضاء والسياسة))، وهذا الكتاب هو الذي جلب عليه نقمة بعض مشايخ السوء الذين ما زالوا يكيدون له عند عباس باشا لما تولى الحكم حتى عزله كما ذكرت سابقا.
3 - " شرح الدر المختار " في الفقه الحنفي، وصل إلى ثلثيه، وقرَّظه عالم تونس محمد بيرم الرابع.
4 - " العقد الفريد في التجويد".
5 - " التوفيق والتسديد في شرح الفريد في التجويد " كتاب في فن التجويد، و آداب مجلس قراءة القرآن.
6 - " إمعان البيان في بيان أخذ الأجرة على القرآن".
7 - " شرح التوحيد للبركوي"، لم يتمّه.
8 - "خاتمة في التوحيد".
9 - " المقتطف من الحديث" اقتطفه من صحيح ابن حبان.
10 - " مسائل منتقاة من كتب الحديث " مخطوط، توجد منه نسخة في الهيئة المصرية للكتاب تحت رقم 10422 في قسم الحديث بعنوان " المنتقى في الحديث ".
11 - " المنتخب من فوائد المنتقي لزوائد البيهقي للبوصيري".
12 - التحقيقات الإعجازية بشرح نظم العلاقات المَجازية، في البلاغة والأدب.
13 - رسائل ثماني عشرة في وقف العقار.
14 - رسالة في أداء زكاة الفطر.
15 - رسالة خاصة بالمرأة.
16 - ثبت بعنوان: سند ابن العنابى الجزائرى باوائل الكتب الستة" مخطوط بالمكتبة الأزهرية تحت الأرقام 305405 و 330612 و 330804.
17 - أشعار في أغراض شتى منها المديح النبوي، والإخوانيات، وبعض المنظومات في الفقه و التوحيد.
وله أيضاً فتاوى كثيرة منثورة في مظانها من كتب الفقه، وإجازات متعددة، ومراسلات مع العلماء والساسة، وله أيضاً تقاريظ وتعاليق على بعض الكتب.
" السعي المحمود في نظام الجنود ":
هذا الكتاب النادر في موضوعه كتب بأسلوب سهل وعبارات خالية من الترهّل والحشود والاستطراد عكس ما كان معروفا من كتابات عصره يحتوي على مشروع إصلاحي كبير و أفكار نيرة تخدم المجتمعات الإسلامية، أظهر فيه صاحبه آراءا جريئة، فهو من أوائل علماء المسلمين الذين طرحوا قضية التجديد في النظم الإسلامية في القرن الثالث عشر هجري / أوائل القرن التاسع عشر الميلادي.
وهو لذلك من أوائلهم أيضا الذين طرقوا باب الاجتهاد الذي ظل مغلقا عدة قرون نتيجة التأخر العقلي الذي كان عليه العالم الإسلامي، كما عالج أيضا قضية جمود عقلية علماء المسلمين أمام تقدم العقل الأوروبي، وتخلف الجيوش الإسلامي أمام زحف الجيوش الأوروبية.، فقد ألفه سنة (1242هـ/ 1826م) حين نزل مصر في إحدى حجّاته خلال تلك السنوات التسع التي قضاها بعيدا عن بلده، قبل الاحتلال الفرنسي للجزائر بحوالي اربع سنوات.
¥