الُّنْصَرة الَحِقْيِقَّية لِلَّنِبي صَلَّى الله عَلَيِه وَسَلَّم للأستاذة أناهيد السميري
ـ[أمل بنت حسن]ــــــــ[20 - 09 - 08, 02:01 م]ـ
النصرة الحقيقية للنبي صلى الله عليه وسلم
للأستاذة/أناهيد السميري- حفظها الله-
لكَمْ ـ والله ـ أثلم القلبَ وأحزن الفؤادَ ما رأيناه وسمعناه من الاعتداء على جناب نبينا وحبيبنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ، مع علمنا أن الاعتداء على جناب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليس أمرًا جديدًا، بل هو موجود منذ بعثته ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى آخر زمان أمته، ولكن صوره هي التي تتغيّر، وهذا من سنُّة الله في الكون، فأهلُ الباطل يؤذون أهلَ الحقّ، فيردّ أهلُ الحقّ بما يُظهِره، ولولا هذا لركنوا، لكنّ الله يدفعهم بأهلِ الباطل.
وليُعلم أنه ما تُعرِض للإسلام، ولا لنبي الإسلام ـ صلى الله عليه وسلم ـ، إلا بعد أن تهاون أهلُ الإسلام بالإسلام، والحل هو في النصرة الحقيقية له ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع أنه ليس محتاجًا لنا، والله قادر على نصره دوننا، لكن ما نقوم به من النصرة هو دورنا الذي نتعبد الله به.
ولنتعرف على صورة النصرة الحقيقية علينا عرض هذه الحادثة على كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم؛ لأن فيهما تبيانًا لكل حادثة تحدث. يقول الله تعالى مخاطبا نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ^ إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ ^ الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ^ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ ^ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ ^ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [1] ( http://www.alrekab.com/vb/#_ftn1).
فقوله تعالى: {وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ} أي: لا تبالِ بهم وبتكذيبهم واستهزائهم وكفرهم, ولا يصعب عليك ذلك ولا تلتفت إليه, واترك مشاتمتهم ومسَابَّتَهم, فهم سيحاجّونك ويخرجون مِن كلامك ما هو متشابه؛ ليعارضوك ويطعنوا فيما أتيتَ به.
وهذا هو الواقع الآن .. هم لن يتركونا، سيخرجون مِن كتابنا المتشابهات، ويتكلمون عنها، ويشبّهون على أهل الإسلام بمسائل لم تخطر في بالهم.
ونحن دورنا: الإعراض عنهم وعن شُبَهِهِم، إلا إذا دخلت الشبهة في قلوب أهل الإسلام, فحينئذ تُفنَّد وتُناقَش, وإلا فالأصل عدم السماع لشبههم مطلقًا ولا للحوارات التي تدور بين مسلم ونصراني.
ثم بيّن-عزَّ وجل-سبب أمره بالإعراض عنهم فقال: {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ}، قال الإمام الطبري -رحمه الله تعالى-: "إنّا كفيناك المستهزئين -يا محمد- الذين يستهزئون بك, ويَسخرون منك, فاصدع بأمر الله ولا تخف شيئًا سوى الله, فإنّ الله كافيك مَن ناصَبَك وآذاك" [2] ( http://www.alrekab.com/vb/#_ftn2).
فلمّا تنتهي شُبه المشركين يلجؤون إلى الاستهزاء بما يهزّ القلوب ويجرح المشاعر، فيكون الاستفزاز ليس من جهة الشبهة، بل من جهة الاستهزاء فيمَن نراه معظّمًا, وهو النبي صلى الله عليه وسلم، فنعرض عن استهزائهم, ونعلم يقينًا أن الله سيكفّ عن أهل الإسلام شرورَ هؤلاء المشركين المستهزئين.
و تكون كفاية الله بأمور:
•أن الله عز وجل يجعل نشرَ الحق على أيديهم، فيتحوّل فِعلُهم إلى حسرةٍ وندامةٍ عليهم.
وهذا من السنن؛ أن يُنشَر ذكر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ برغم أنف الكارهين! بل يُنشر على لسانهم!، وهذا زيادة بلاء عليهم، وعلينا أيضًا؛ لنزداد يقينًا بقدرة الله على نشر دينه.
•يُسلِّط اللهُ عليهم مِن أنفسهم مَن يُظهِر الحقّ.
•يرفع الله ذكر نبيّه ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلاّ ولابدّ، وينشر عنه ما طُوي من جميل ذكره، فيقع في قلوب الناس هيبته ومحبّته.
فنحن - مِن إيماننا باسم الله الكافي - نؤمن أن الله كافينا استهزاءَ المستهزئين, كما قال تعالى: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ [3] ( http://www.alrekab.com/vb/#_ftn3)} وقال تعالى: {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ [4] ( http://www.alrekab.com/vb/#_ftn4)}.
¥