تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

شَهَادَةُ النبيّ صلى الله عليه وسلم لعثمانَ رضي الله عنه أنَّهُ عَلى الإستقامةِ طوالَ خِلافَتِهِ

ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[05 - 10 - 08, 07:17 م]ـ

شَهَادَةُ النبيّ صلى الله عليه وسلم لعثمانَ رضي الله عنه أنَّهُ عَلى الإستقامةِ طوالَ خِلافَتِهِ

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وجميع صحبه ومن اهتدى بهديه ... وبعد؛

فإن أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه تعرض لمحنة شديدة وبلوى أصابته أخبره بها النبي صلى الله عليه وسلم و بشره معها بالجنة ألا وهي خروج من خرج عليه وحصاره،حتى انتهى الأمر بمقتله شهيداً، وهو صائم، يتلوا كتاب الله تعالى، وصدق فيه قول رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، لأبي موسى الأشعري، عندما استأذن عثمان في الدخول:

" افتح له، وبشره بالجنة، على بلوى تصيبه ".

ومن يتتبع سيرة أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه يجد أن بعض الروايات التاريخية تنسب إليه أنه عمل ست سنين من خلافته لا ينقم الناس عليه، ثم تغير في الست الأواخر من خلافته حتى تكلم الناس فيه رضي الله عنه،وتناقل هذا الأمر بعض الأئمة من أهل السنة وذكروه في كتبهم!

حتى وجدت كلاماً نفيساً للإمام الطحاوي رحمه الله تعالى يرد به هذه المزاعم في كتابه مشكل الآثار، وذلك عند ذكره لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لعثمان رضي الله عنه: «إن الله عز وجل مقمصك قميصا، فإن أرادوك على خلعه، فلا تخلعه".

فقد قال رحمه الله في باب: بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله لعثمان رضي الله عنه: «إن الله عز وجل مقمصك قميصا، فإن أرادوك على خلعه، فلا تخلعه».

وبعد أن ذكر الحديث من طريقين أحدهما عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، والأخرى عن النعمان بن بشير الأنصاري رضي الله عنه، قال رحمه الله:

فتأملنا هذا الحديث، فوجدنا بيعة عثمان رضي الله عنه، قد كانت بيعة هدى، ورشد، واستقامة، واتفاق من المهاجرين، والأنصار، وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سواهم عليها، لم يتنازعوا في ذلك، ولم يختلفوا فيه، وجرى الأمر له رضوان الله عليه على ذلك ما شاء الله أن يجري له من مدة خلافته، ثم وقع بين الناس في أمره ما وقع من الاختلاف، وادعى بعضهم عليه التبديل، والتغيير لما كان عليه قبل ذلك، وحاش لله عز وجل أن يكون كان ذلك كذلك، حتى كان سببا لتحزبهم عليه في أمره، واختلافهم عليه فيه، وحتى هم بعضهم بإزالته عن ذلك لدعواه عليه الخروج عنه بالأحداث التي ادعوا عليه أنه أحدثها، مما لا يصلح معها بقاؤه عليها، وكان ما تقدم من رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمره، مما خاطبه به في عهده إليه في ذلك الأمر، مما أطلعه الله عز وجل عليه منه، ما قد رويناه في هذا الحديث دليلا على أن أحواله رضوان الله عليه حينئذ هي الأحوال التي استحق بها ما استحق من الخلافة في بدء أمره، وفي اجتماع الناس على ذلك له، لم يتغير عن ذلك، ولم يحل عنه إلى ما سواه، لأنه لو كان قد تغير عن ذلك، وحال عنه إلى ما سواه، مما ادعي عليه لخرج بذلك، مما كان قد وجبت له ولايته بما كان عليه من الأسباب الموجبة له، لما أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتمسك بالخلافة التي كان عليها، ولأمره برده إياها إلى من سواه، ممن يستحقها، لأن الله تبارك وتعالى، قد كان أعلمه ما كان ينزل به، وما كان يطلب من أجله ترك الخلافة التي قد كانت إليه قبل ذلك، مما كان استحقاقه إياها بالأسباب التي كانت فيه، وفي أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم إياه بلزومها، وبالتمسك بها، ما قد دل على أن أحواله في وقته ذلك أحوال استحقاق لها، لا تبديل معه فيها، ولا تغير عما كان عليه قبل ذلك، مما استحقها به، وبالله التوفيق.

مشكل الآثار (11/ 477)

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير