تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ينادي بجامع دمشق الصلاة على الشيخ ركن الدين الموقع، فصاح الناس لذلك النداء، فاستيقظت فبلغنا ليلة الجمعة موته وصُلِيَّ عليه بجامع دمشق، وتأسف المسلمون عليه تأسفاً بليغاً، ومنهم من توجه إلى قبره في نوى وقال السيوطي: فهو رضي الله عنه شهيد، جمع بين مرتبتي العلم والشهادة نفعنا الله به"، ورثاه كثير من العلماء بأشعارهم ولا يسع المقام لذكرها، فرحم الله شيخنا وأسكنه فسيح جناته وأسال الله سبحانه وتعالى أن يجمعنا به يوم القيامة.

لقد أكرمني الله سبحانه وتعالى بالسفر إلى الشام للحصول على بعض المصادر، فرأيت أنَّ من الأدب زيارة المقبرة والتي فيها قبر الإمام النووي المدفون في مدينة نوى (رحمه الله)، للدعاء له وللمسلمين، وماله من منِّة في رقابنا ورقاب المسلمين، والانتفاع بأمور أخرى تنفعني في دراستي لمعرفة مدينة نوى وما حولها من الناحية التاريخية والجغرافية، فوصلت إلى نوى بعد أن أمضيت أكثر من ساعة تقريباً بمسافة تتراوح تقريباً 90كم، فذهبت إلى المقبرة التي فيها إمام عصره ووحيد دهره (رحمه الله)، فإذا هي مقبرة قديمة غالب من فيها كست قبورهم الأحجار، ثم توجهت إلى المكان المخصص الذي أحاط بقبر الإمام بمساحة لا تتجاوز 100م2، وقبر الإمام في وسطه ولم يبنى عليه لامتناع أهله عن البنيان لما رأوه من رؤيا صالحة تخص ذلك أوردها الإمام السيوطي في المنهاج السوي ص 27بقوله: (ولما دفن أراد أهله أن يبنوا عليه قبة فجاء في النوم إلى عمته وقال لها: قولي لأخي وللجماعة لا يفعلوا هذا الذي عزموا عليه من البنيان لأنهم كلما بنوا شيئاً ينهدم، فامتنعوا وحوطوا على قبره الحجارة)، وارتفعت من وسط القبر شجرة عملاقة يقال أن عمرها قريب من عصره، وحكى لي أحد أقاربه ممن ينتسب إلى نسبه حكايات لطيفة من حكايات الصالحين تليق بمقامه، وعدت إلى دمشق أحمل معي نفحات وبركات ذلك الإمام الصالح (رحمه الله).

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير