تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لقد لفتت المرأة المسلمة نظر الوزير الخائن إلى ما فعله في نفسه، وفي شعبه .. لقد كان الوزير معظمًّا في حكومة بني العباس .. وكان مقدماً على غيره .. وكان مسموع الكلمة عند كل إنسان في بغداد، حتى عند الخليفة نفسه ..

أما الآن، فما أفدح المأساة .. !! إنه يهان من جندي تتري بسيط لا يعرف أحد اسمه .. بل لعل هولاكو نفسه لا يعرفه .. ! وهكذا ـ دائمًا ـ من باع دينه ووطنه ونفسه، يصبح بلا ثمن حتى عند الأعداء، فالعميل عند الأعداء لا يساوي أية قيمة إلا وقت الاحتياج، فإن تم لهم ما يريدون زالت قيمته بالكلية ..

وقد وقعت كلمات المرأة المسلمة الفطنة في نفس مؤيد الدين بن العلقمي، فانطلق إلى بيته مهمومًا مفضوحًا، واعتكف فيه، وركبه الهَمُّ والغَمُّ والضيق .. لقد كان هو من أوائل الذين خسروا بدخول التتار .. نَعَمْ هو الآن حاكم بغداد .. لكنه حاكم بلا سلطة .. إنه حاكم على مدينة مدمرة .. إنه حاكم على الأموات والمرضى .. !!

ولم يستطع الوزير الخائن أن يتحمل الوضع الجديد .. فبعد أيام من الضيق والكمد .. مات ابن العلقمي في بيته .. !!

مات بعد شهور قليلة جدًّا من نفس السنة التي دخل فيها التتار بغداد .. سنة656هجرية .. ولم يستمتع بحُكمٍ ولا مُلْكٍ ولا خيانة .. !! وليكون عبرة بعد ذلك لكل خائن ..

"وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة، إن أخذه أليم شديد"

فهل يتعظ أحفاد ابن العلقمي في العراق الآن، وقد أصبحوا متنفِّذِين تحت سلطان الأمريكان، يتلقون منهم الأوامر، ويعلنون على الملأ رغبتهم في بقاء المحتل الأمريكي البغيض؟!!

هل يتعظون بعد أن تخلصوا من حاكم العراق الطاغية القديم؛ ليصبحوا هم الطغاة الجدد؟!!

إنَّ في التاريخ دروسًا وعِبرًا لمن يريد، ولكننا تعلَّمنا أنه لا يعتبر به إلا من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ..

منقول من الرابط

http://www.islamstory.com/article.php?id=2599

ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[22 - 05 - 09, 12:12 ص]ـ

جزاك الله خيراً

والمتهم أكيد معروف عليه من الله ما يستحق

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير