و في الشريط العمودي الأيمن ما يأتي:" تؤمنون بالله و رسوله و تجاهدون في سبيل الله".
و في الشريط الأفقي الأدنى تكملة الآية:" بأموالكم و أنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون".
"و ما النصر إلا من عند الله" " و من يتوكل على الله فهو حسبه" "نصر من الله و فتح قريب" " و ما توفيقي إلا بالله".
و في الشريط العمودي الأيسر:"يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم".
و نقشت في الأهلة و عددها ستة عشر عبارة: "لا إله إلا الله", في ثمانية منها, و "محمد رسول الله" في الثمانية الأخرى, وعدد النجوم عشرون.
و في ذيل هذا العلم, أنه صنع لأمير المسلمين أبي يوسف يعقوب بن عبد الحق, في قصبة فاس, في شهر المحرم سنة اثني عشر و سبعمائة, و السلطان المذكور هو أبو يوسف المنصور الجد الثاني للسلطان أبي الحسن." (5) انتهى كلام عبد الله عنان.
http://www.saudiaramcoworld.com/issue/200605/images/ibn/KHALDUN_G_sp6_ELA_001.jpg
صورة لعلم من كاتدرائية طليطلة
http://www.pixsup.com/uploads/40192b989f.jpg
صورة مكبرة لعلم أبي الحسن المريني بكاتدرائية طليطلة
هكذا انتهج النصارى بالأندلس منذ سقوط الحواضر الإسلامية بأيديهم سياسة خبيثة تعتمد على إبراز مظاهر قهرهم للمسلمين. و لازالت هذه السياسة مستمرة اليوم بإسبانيا حيث أغلب المآثر التي نفتخر بها على أنها من حضارة المسلمين بأوربا تحمل في طياتها ما يسيء للمسلمين و ينكأ جراحهم التي لم و لن تندمل.
فالنصارى ردموا مسجد قصر الحمراء و أقاموا مكانه كنيسة جعلوا برجها أعلى مكان بالحمراء و نصبوا فوق البرج صليبا كرمز على سيادة الصليب.
زار العلامة محمد تقي الدين الهلالي المغربي رحمه الله قصر الحمراء فلمّا جنّ الليل راح يبحث بناحيته عن غرفة ليقيم فيها فانتهى إلى فندق مكتوب على جداره فوق الباب "مطامورو" و معناه بالإسباني "قتال المغاربة". فتعجّب من ذلك و قال لمن كان معه من الإسبان أنا لا أريد أن أقيم في مكان يُقتل فيه المغاربة. فضحكوا و قالوا هذا اسم قديم و لا يُعمل به اليوم. (6)
هذا عن الحمراء أما جامع قرطبة فقد تُرك على حاله برهة قبل أن يجعلوا في قلبه كاتدرائية عظمى.
و كاتدرائية طليطلة وضعوا فيها لواء جيش مسلم هزمته جيوش الصليب كمفخرة من مفاخرهم التي إن عددناها وجدنا أكثرها على حساب المسلمين.
فلنا أن نقول أن بهجة إسبانيا و سعادتها قامت على جماجم و جثث مئات الآلاف من المسلمين عربا و بربرا و أندلسيين و شيوخا و نساءا و أطفالا بل و حتى على حساب اليهود الذين كانت لهم فرحتان: فرحة يوم دخل عمر الفاروق رضي الله عنه بيت المقدس , و فرحة يوم دخل طارق بن زياد رحمه الله الأندلس فاتحا.
و الحمد لله رب العالمين. و الصلاة و السلام على محمد و على آله و صحبه أجمعين.
كتبه أبوتاشفين هشام بن محمد المغربي غفر الله له و لوالديه و لجميع المسلمين.
الهوامش:
(1) "إعلام أهل العلم و الدين بأحوال دولة الموحدين" للدكتور محمد علي الصلابي. ص 251.
(2) "إعلام أهل العلم و الدين بأحوال دولة الموحدين" للدكتور محمد علي الصلابي. ص 252.
(3) "تاريخ ابن خلدون ج7 ص 346."
(4) نفح الطيب للمقري ج6 ص 317.
(5) " الأثار الأندلسية الباقية في إسبانيا و البرتغال" لمحمد عبد الله عنان رحمه الله. ص 83 - 90.
(6) حاشية العلامة محمد تقي الدين الهلالي على ترجمته لكتاب"مدنية المسلمين بإسبانيا" ص 102.
ـ[محمد أبو سعد]ــــــــ[14 - 10 - 08, 06:53 ص]ـ
قصة محزنة، فيها عبرة وعظة، وتكشف عن نفسيات الأعداء تجاه شعائر الإسلام، لكن ثق أن العاقبة للمتقين.
ـ[هشام زليم]ــــــــ[15 - 10 - 08, 04:44 م]ـ
قصة محزنة، فيها عبرة وعظة، وتكشف عن نفسيات الأعداء تجاه شعائر الإسلام، لكن ثق أن العاقبة للمتقين.
بارك الله فيك أخي
ـ[ابن فرات]ــــــــ[15 - 10 - 08, 10:36 م]ـ
وصلك الله كما تصلنا بأرضنا الغائبة الحاضرة (الأندلس)
يشهد الله ان لها في قلب ما لها، وربما اشعر احيانا بوجودها الآن و ان بإمكاني السفر اليها، ولكن؟؟
تلك الجزيرة لست انسى حسنها .... بتعاقب الأحيان والأزمان ِ
نسج الربيع نباتها من سندس ... موشية ٍ ببدائع الألوان ِ
وغدا النسيم بها عليلا ً هائما ً ... بربرعها وتلاطم البحران ِ
¥