تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[المحدث الثقة المسند الراوية أبو القاسم الوهراني الهمذاني.]

ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[23 - 10 - 08, 06:09 م]ـ

ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[25 - 10 - 08, 06:32 م]ـ

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

[المحدث الثقة المسند الراوية أبو القاسم الوهراني الهمذاني.]

هذه ترجمة لعالم جزائري، ابن مدينة وهران الباهية، اشتهر بحب الحديث الشريف و روايته بإسناد عال، الغيورين على سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، الذين نذروا أوقاتهم في تتبع و نشر الحديث الشريف في رحلات طويلة جاب خلالها أقطارا و بلدانا عدة لمدة عشرين سنة كاملة، كان شديد الحرص على أوقاته يضن بأنفاسه ولحظاته، فتجده ينتقل من مدينة إلى أخرى يسعى في كسب رزقه و رزق عائلته ممتهنا التجارة، فيستغل كل وقت فراغ ليفيد و يستفيد في مجالس التحديث و الرواية.

إن معرفة حياة مثل هذا الرجل الصالح – وغيره - سبيلٌ ينبغي الاعتناء به، حتى يَتَبَصَّرَ المؤمن و ينشط و تعلو همته ليقتفي آثارهم، و ليعلَمَ قدرَ هؤلاء الأخيار.

و الله ولي التوفيق

إسمه و كنيته ونسبه:

عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد بن مسافر، الهمذاني الوهراني، أبو القاسم الوهراني نسبة إلى مدينة وهران مدينة بالغرب الجزائري، ويعرف بالهمذاني أيضا نسبة إلى قبيلة همذان التي تنتمي إليها أسرته، كما كان يلقب بابن الخراز لأن والده كان يمتهن صناعة الخرز والمتاجرة فيه و خياطة الجلد.

مولده و نشأته:

ولد في سنة ثمان وثلاثين وثلاث مئة (333 هـ) بمدينة وهران و بها كانت نشأته الأولى حيث تعلم علوم العربية و حفظ القرآن الكريم، و قليلا من الفقه و الحديث الشريف، ثم انتقلت أسرته إلى الأندلس لتستقر بمدينة بَجانَة (1) حيث واصل مترجمنا تعليمه على يد شيوخها، و كان والده يأخذه معه ليساعده في مهنة الخرازة و التجارة، كما كان ينتقل معه في بعض رحلاته التجارية إلى قرطبة و المرية و غيرها من مدن الأندلس فكان يستغل هذه السفريات في الجلوس و الاستماع إلى العلماء و الشيوخ، وحبب الله إليه علم الحديث فأكب عليه من صغره حتى غلب عليه وتوغل فيه وصار لا يعرف إلا به، فتاقت نفسه إلى التفقه فيه رواية ودراية من أفواه الحفاظ و المحدثين والمذاكرة معهم و طلب الإسناد العالي، فشمر عن ساعد الجد، و هيأ نفسه وخرج من بلده في رحلة طويلة دامت أكثر من عشرين سنة.

رحلاته في طلب العلم وشيوخه:

الرحلة في طلب العلم من التقاليد الحسنة عند علماء المسلمين؛ ولم يشذ عنهم مترجمنا، فبعد أن نهل العلم من شيوخ و علماء بلدته والمدن المحيطة بها كما رأينا، انتقل أولا إلى افريقية (تونس حاليا) فأخذ بالقيروان عن تميم بن محمد بن أحمد بن تميم التميمي و سمع من أبي العباس وغيره، ومنها إلى مصر حيث أخذ عن مسندها و حافظها الحسن بن رشيق و عن أبي بكر القطيعي أشهر رواة مسند الإمام أحمد عن ابنه عبد الله و غيره، اتجها بعدها الى الحجاز حيث أدى فريضة الحج و سمع من الشيوخ و المحدثين الذين التقاهم هناك، و بعد إقامة قصيرة في الحجاز بعد أدائه للحج سافر إلى العراق حيث أقام ببغداد و البصرة أين أخذ عن القاضي أبي بكر الأبهري إمام أصحابه في المذهب المالكي ببغداد وطائفة من المحدثين و فقهاء المالكية البصريين كأبي يعلى البصري، وأبي عبد الله بن عطية، ثم انتقل إلى مرو فسمع صحيح البخاري من محمد بن عمر بن شبويه الذي يرويه عن الفربري أحد أشهر رواة الصحيح، ومنها الى بلخ حيث سمع صحيح البخاري على أبي إسحاق البلخي المستملي راوي الصحيح عن الفربري أيضا، كما سافر إلى أقصى خراسان و الجبل، وكان يستغل رحلاته استغلالا جيدا فإلى جانب طلبه العلم و سماع الحفاظ و العلماء و مذاكرتهم، كان لا ينسى نصيبه من الدنيا فتراه يشتغل بتجارة القماش و الجلود و هي الحرفة التي تعلمها من والده ببلدة بجانة.

عودته إلى الأندلس ومجالسه العلمية:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير