تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد نقل من هذا الجزء بعض تلاميذه و ذكروا انه املى و أقرأ عليهم منه في مجالسه، ومنهم ابن الحذاء الذي احتفظ لنا ابن بشكوال ببعض ما كتبه، ومنها على سبيل المثال هذه الحادثة التي رواها الوهراني لما كان بمرو: " ... أخبرنا أبو محمد بن عتاب رحمه الله قال: أنا أبو القاسم حاتم بن محمد ونقلته من خطه قال: ((أملي علينا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد الهمداني رضى الله عنه قال: لما وصلت إلى مدينة مرو من مدائن خراسان سمعت الجامع الصحيح على محمد بن عمر بن شبوية المروزي فسمعنا عن شيخ بها يروي الحديث فأتيناه لنروي عنه أيضاً. وكان اسمه علي بن محمد الترابي يعرف به، فوجدنا معه كتاباً غير بين فوجدناه يقرأ في المصحف وعند أصحاب الحديث أن من لا يستظهر القرآن عن ظهر قلب فهو ناقص. وكان الرجل إماماً في الحديث. فقلنا له: مثلك يقرأ في المصحف؟ فقال: ليس في أصحاب الحديث احفظ مني للقرآن، وذلك أني أصلي به الأشفاع في كل عام وأنا إمام قومي، فلما كبر سني ضعف بصري فتركت القراءة في المصحف، وكان ابن أخي يقودني إلى المسجد أصلي بالناس الفريضة، فنمت ذات ليلة فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي يا علي: لم تركت القراءة في المصحف، فقلت يا رسول الله: ذهب بصري. فقال لي ارجع إلى القراءة في المصحف يرد الله عليك بصرك. فقمت فتوضأت وصليت وكانت ليلة طويلة من ليالي الشتاء فغلبتني عيني، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي يا علي:؛ أقرأ في المصحف يرد الله عليك بصرك ففكرت في قول النبي صلى الله عليه وسلم: " مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي فَإِنَّالشَّيْطَانَ لَا يَتَمَثَّلُ بِي " (2) فلما أصبحت غدوت إلى المسجد وابن أخي يقودني ولا أرى شيئاً فصليت بقومي الفريضة ثم انصرفت إلى منزلي فقلت لهم: أعطوني المصحف. فقال لي أهلي: وما تريد من المصحف؟ قلت لهم: انظر فيه: فأخذت المصحف وفتحته وأخذت في القراءة ظاهراً وأنا أفتح المصحف ورقة فما طلع النهار إلا وأنا أقرأ في المصحف وأرى حروفه أجمع، ثم تماديت في القراءة إلى الظهر، فلم يأت الظهر إلا وأنا أرى كما كنت أرى وأنا أحدث فهذا شأني)). (3)

كما ذكرت هذه المصادر و نقلت عنه من مصنف يتعلق ب " غوامض الأسماء المبهمة " منها ما أورده ابن بشكوال لما عرّف بمغيث بن جحش زوج بريرة، وهل هو عبد أم حر؟ و مغيث هذا هو المذكور في الحديث الشريف الذي أخرجه البخارى (5/ 2023، رقم 4979)، وأبوداود (2/ 270، رقم 2231)، والنسائى (8/ 245، رقم 5417)، و ابن ماجه (1/ 671، رقم 2075).

قال ابن بشكوال: " ... في زوج بريرة هذا الذي تقدم هو مغيث بن جحش الحجة في ذلك ... أخبرنا أبو الحسن يونس بن محمد عن أبي عمر أحمد بن محمد ابن يحيى القاضي عن أبيه قال، ((قال أبو القاسم الوهراني زوج بريرة هو مغيث بن جحش مولى لآل أبي أحمد)) " (4).

فلست أدري إن كان هذا المصنف هو من تأليفه أو هو من بعض أملاءاته في مجالسه؟ كما نقلت عنه المصادر أيضا أن له آراء فقهية و أقوال في الجرح و التعديل و التعريف ببعض المحدثين و رجال الفقه المالكي بالمشرق و كلها مبثوثة في مظانها من الكتب.

وفاته:

توفي رحمه الله في مدينة بجانة في ربيع الأول سنة إحدى عشرة وأربع مئة (411 هـ) وقد جاوز سبع و سبعين سنة، و بعد حياة حافلة بكثرة الرحلات و السياحة في بلاد الإسلام طلبا للعلم و الإسناد العالي و التفقه في الدين، و الإفادة و الاستفادة.

ثناء العلماء عليه:

نال مترجمنا ثناء كثير من العلماء والشيوخ فقد أعجب به أساتذته وشيوخه، و عرف قدره و فضله تلاميذه و أقرانه، وكل من ترجم له من المصنفين ذكروا همته العالية في طلب العلم و رسوخ كعبه فيه، كما اثنوا على أخلاقه و حمدوا سيرته وسأورد بإيجاز بعضا منها:

- ترجم له الإمام الخبير مؤرخ الإسلام الحافظ الذهبي فقال عنه في سير أعلام النبلاء: " الشيخ الثقة الجليل أبو القاسم عبد الرحمنبن عبد الله بن خالد بن مسافر الهمداني المغربي الوهرانيثم البجانيالمعروف ابن الخراز، مولدهسنة ثمان و ثلاثين و ثلاث مئة، و سافر في التجارة إلى أقصى خراسان، و عنيبالرواية ... وكان خيرا صالحا متقبضا، يتكسب بالتجارة ".

- ذكره الخولاني و أثنى عليه في مجالسه وقال عنه: ... رجل صالح صاحبسنة".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير