تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

- المورسكيون moriscos:: ظهرت هذه الكلمة أول مرّة لما سقطت كل بلاد الأندلس بيد النصارى حيث قاموا بفرض النصرانية على المسلمين و لم يبق نظريا وجود للمدجنين. و هي تصغير لكلمة مورو و نوع من التحقير لشأنهم و تعني المسلمون المنصّرون. و يسمون كذلك النصارى الجدد.

و هذا نص البحث:

" الوجود المورسكي بالمكسيك: تقليد خامد"

للدكتور عزيز أمحجور.

1 - مقدمة المؤلف

بدابة أريد التعبير عن شكري لمؤسسة التميمي و خاصة لمديرها الدكتور عبد الجليل التميمي لتوفيرهم لنا إمكانية المشاركة في هذا المؤتمر. و طبعا أريد التعبير عن شكري و امتناني لمن بفضله علمنا بالاحتفاء بهذه المناسبة هنا بزغوان, دكتورنا البروفسور رودولفو غريمو.

أود أن أبدأ بسؤال قد يطرحه زملائي المحاضرون المجتمعون بهذه المناسبة (و الآن قرّاء هذا المقال): هل هناك وجود مورسكي حقيقي بالمكسيك؟ أم مجرد زوابع لريح شرقية جاءت لهذا البلد على سفن المحتلين الشراعية؟ و إذا كان هناك وجود فعلي, فكيف تُعمّق دراسته؟ بمعنى آخر: ماذا ندرس؟ الهوية المورسكية بالمكسيك, أو ما أضافه المورسكيون للهوية المكسيكية؟

في الحقيقة الوجود المورسكي بأمريكا هو موضوع يبدو مثيرا للإنتباه و الفضول في السنوات الأخيرة. فبعد أعوام عديدة من الصمت ظهرت اليوم دراسات تعالج على الأخص المسائل العامة كالإضافة الثقافية لإسبانيا المسلمة للأراضي الأمريكية عبر التقليد الإسباني, و بالخصوص الدراسات حول الفن و المعمار الإسباني الاستعماري و المدجن, حيث ظهرت بعض التواريخ و الأفكار المتعلقة بالوجود المادي لهذا المجتمع البشري بالقارة الجديدة. أمام نقص الوثائق المنتظمة المتعلقة بهذا الموضوع, قمنا بجمع التواريخ القليلة المذكورة هنا و ناقشنا بعض الأحداث المرتبطة بها. و بنفس الطريقة تعاملنا مع المصادر التاريخية التي تناولت المكسيك. و حتى نتجاوز بشكل ما هذا النقص في الوثائق, اعتمدنا التأويل الآخذ بالاعتبار المستوى الواقعي للبحث أو البراغماتية و هي خطوة ضرورية للبحث السيميوتيكي Sémiotico.

2- نبذة تاريخية عن محنة الأندلسيين

بالطبع لا نستطيع مناقشة وجود – أو الوجود المفترض – المورسكيين بالمكسيك دون ذكر بعض الفقرات الحاسمة من تاريخهم ببلدهم الأصلي و خاصة التي حدثت بعض سقوط غرناطة.

بداية هناك سياسة التنصير التي تبنّاها الكاردينال سيسنيروس الذي وضع حجر الأساس , ابتداءا من سنة 1499م, لحملة تعميد جماعية شكلت خرقا لبنود معاهدة الدخول إلى مملكة غرناطة. ثم بعدها سياسة الأمر الواقع الشهيرة التي تبنّاها نفس الكاردينال سيسنيروس لإدماج المورسكيين. نريد أن نتذكر هذه السياسة في الاحداث المقبلة. لقد تمّ سنة 1516م التعبير عن الرغبة في دمج هؤلاء "المسيحيين الجدد" في المجتمع المسيحي, و هذا يعني أن الذين سيحترمون هذا القرار بإمكانهم البقاء و الذين يرفضون لا يمكنهم ذلك؛ لكن الكثيرين تفننوا في مخادعتهم للحفاظ على عاداتهم و طقوسهم.

براغماتية الكاردينال سيسنيروس أجبرت المورسكيين على التخلي عن زيهم, لغتهم, عاداتهم و دينهم و اعتناق أسلوب و عقلية الحياة المسيحية. هذه البراغماتية لم تستطع تحقيق الأهداف طبعا. و سنة 1567م قام فيليب الثاني نفسه بإصدار قرار جديد يدعو إلى تطبيق الإجراءات التي سنّها سيسنيروس, و أعطى مهلة 3 سنوات للمورسكيين لتعلم اللغة القشتالية و منع كتابة أو قراءة اللغة العربية أو إحياء الشعائر و الأعراس و الأعياد على الطريقة المورسكية و كذلك منع استخدام الأسماء العربية و الحمامات. أما القرار الخاص بالطرد النهائي, فكما نعلم, كان سنة 1609م.

3 - قرار منع الأندلسيين من العبور إلى القارة الجديدة.

لكن قبل هذا التاريخ (1609م) و حتى قبل أمر فيليب الثاني بتنفيذ قرارات سيسنيروس, و بالتحديد سنة 1543 (في فترة حكم كارلوس الأول الممتدة من 1516م إلى 1556م) تمّ إصدار مرسوم ملكي يمنع مرور المورسكيين إلى أمريكا. إنها وثيقة ذات أهمية لا تُقدّر بثمن , و هي في ملك خورخي غارسيا غرانادوس Jorge Garcia Granados و عنه نشرها مؤرخ الفن المكسيكي مانويل توسانت Manuel Toussaint في مؤلفه الثمين "الفن المدجن بأمريكا" من نسخة مصوّرة عن الأصلية.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير