تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[بعض المعلومات عن طائفة الإباضية المعروفة عند العوام في الجزائر ببني ميزاب بمدينة غرداية]

ـ[ابو عبد الله غريب الاثري]ــــــــ[29 - 10 - 08, 08:01 م]ـ

[بعض المعلومات عن طائفة الإباضية المعروفة عند العوام في الجزائر ببني ميزاب بمدينة غرداية]

الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه والتابعين ومن اتّبع أثرهم واقتدى بهم إلى يوم الدّين وبعد:

فقد تناقلتْ وسائل الإعلام عموماً وجريدة الفتنة ونشر الرذيلة –الشروق اليومي- خصوصاً ما جرى –منذ أشهر- من أحداث عنيفة دامية في منطقة بريان بمدينة غرداية جنوب الجزائر، وقد أبدا المُجتمعُ الجزائريُّ السُنّيُّ أسفه وحُزنه لما وقع في هذه الأحداث من خسائر وإتلاف للأموال والأنفس وانتهاك للأعراض.

والسلفيّون كغيرهم استنكروا هذه الأحداث، ونددوا بها وخطّأوا المُتسببين فيها، كيف لا وهو من أشدّ النّاس نبذا للعنف واستعمال الحديد.

فكم أوذوا –عُلماء وطُلاب علم وعاومّ- في سبيل استرجاع الجزائر وشعبها الأمن والأمان الذان حُرمت منهما طيلة عُشرية وُصفة بالمُظلمة وليس الخبر كالمُعاينة ولا يُنبّؤك مثل خبير.

ولكنّ بعض دُعاة الفتنة وأهل الصيد في الماء العكر أرادوا أن يستغلّوا هذه الفتنة لتمييع عقيدة الجزائريين السُّنّية وخلطها بالأفكار الإباضية الخارجية!!

فقد قرأتُ في صحيفة الشروق اليومي –وهي من أشدّ الصُحُف عداءاً لأهل السنّة السلفيين- محاولة بعض الإباضيين التقريب بين ما هم عليه من ضلال وانحراف وما عليه عُموم الجزائريين من اتّباع للسنّة.

فمن ذلك مُطالبتهم بحذف كلمة ((خوارج)) من ترجمة الإباضية في كتُب التاريخ!!

ومُطالبة البعض الآخر بإنشاء مدارس ومعاهد لتكوين الأئمّة من الطرفين –السنّة والإباضية-!! واختار البعضُ إرسال بعض الأئمّة إلى سلطنة عُمان – مركز الأباضية منذُ القديم- لتكوينهم وتعليمهم!!!

والمُصيبة أنّ بعض من يتكلّمون باسم الدّين عندنا ومن المحسوبين على أهل السنّة والموصوفين –بُهتاناً وزوراً- بالمالكية (!) قد أبدوا موافقتهم على هذه المطالب دفعاً للفتنة زعموا!! ألا في الفتنة سقطوا!!! ألا يعلمُ أولئك أنّ الفتنة أشدّ من القتل؟! والفتنة الشرك! فتنة المرء في دينه أشدُّ عليه من أن يُقتل في اليوم مائة مرّة!!

ولقد أحسن الشاعر أحمد شوقي حين قال عن أمثال هؤلاء:

أثّر البهتان فيه

وانطلى الزور عليه

ملأ الجو صراخا

بحياة قاتليه

يا له من ببغاء

عقله في أذنيه

لأجل هذا أحببتُ أن أنشُر هذا الموضوع في المنتديات حتى يعلم النّاسُ عموماً والجزائريّون خصوصاً من هم الإباضية وإلى أيّ شيء يدعون؟!

هذا وأسألُ الله جلّ وعلى أن يُرينا الحقّ حقّاً ويرينا الباطل باطلاً و] رزقنا اجتناب هذا واتّباع ذاك، وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم.

فصل

التعريف بالإباضية الخوارج

الإباضية أو الأباضية طائفة ضالة وفرقة من فرق الخوارج كلاب النّار، ذكر ذلك كلّ من صنّف في مقالات الفرق كالشهرستاني وابن حزم وعبد القاهر البغدادي والأشعري وغيرهم.

فمثلا قال الإمام أبو سعد عبد الكريم السمعاني رحمه الله (ت 562هـ): ((الإباضي: بكسر الألف وفتح الباء الموحدة وفي آخره الضاد المعجمة، هذه النّسبة إلى جماعة من الخوارج يقال لهم الإباضية، ... )) (الأنساب 1/ 87)

وقال الحافظ ابن حجر في ترجمة إبراهيم بن قطن القيرواني المهدي:

... ذكره الزبيدي في طبقات النحاة وقال كان يرى رأى الخوارج الاباضية (1/ 93 رقم267).

فلا مجال لدُعاة التلبيس والتدليس لمحو هذه الحقيقة التاريخية العفنة.

وترجع نسبة هذه الطائفة الضالة إلى رجل يُدعى: عبد الله بن إباض أو أباض على خلاف في فتح الهمزة وكسرها بين إباضية الجزائر وإباضية عمان.

قال الحافظ ابن حجر في لسان الميزان: ((عبد الله بن إباض التميمي الاباضي رأس الاباضية من الخوارج وهم فرقة كبيرة وكان هو فيما قيل رجع عن بدعته فتبرأ أصحابه منه واستمرت نسبتهم اليه ومن مقالتهم أنّّ من اتى كبيرة فقد جهل الله فهو كافر لجهله بالله لا لإتيانه الكبيرة)) (3/ 248 رقم1083)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير