اعلم رحمك الله أنّ الإباضية في باب الإيمان بصفات الله تعالى معتزلة وجهمية أقحاح! فهم ينفون عن الله تعالى كلّ ما أثبته الله لنفسه في كتابه أو على لسان رسوله من صفات الكمال ونُعوت الجلال.
ولذلك فهم يقولون بعقيدة خلق القرآن الكفرية -التي لاقى المُسلمون منها ما لا يخفى على العوام- وبكلّ عقيدة تنجم عن نفي صفاة الله تعالى كنفي الإستواء على العرش وتفسيره باستواء أمر الله وبالهيمنة والسيطرة!!
ونفي علوّ الله على خلقه وبالتالي القول بأنّه تعالى في كلّ مكان!!
ونفي صفة الوجه واليدين والعينين وهلم جرا.
ومن عقائدهم الباطلة كذلك نفيهم رؤية المؤمنين ربّهم يوم القيامة!! وهم بذلك يردّون عشرات النّصوص الدالّة على أنّ المؤمنين يروا ربّم بالأبصار في جنّة النّعيم.
وكذا إنكارهم لحقيقة الميزان والصراط وعذاب القبر وغيرها من العقائد.
وكلّ هذه العقائد الباطلة والكفرية لا يُنكرها إباضية هذا العصر بل هم يتبجّحون بها وينتصرون لها ويطلبون المناظرة حولها!!
فهذا المدعو أحمد الخليلي –مُفتي سلطنة عمان- يطلُبُ المُناظرة من علماء السنّة ويشترط أن تكون على الهواء مُباشرة وتُذاع وتُنشر في وسائل الإعلام!! (سمعتُ ذلك في شريط للإمام الألباني رحمه الله)
ولستُ أدري، ألا يخشى هذا المسكين من حيدة كحيدة عبد العزيز الكناني رحمه الله؟!
فصل
في رحلة البّحث عن الربيع بن حبيب مُحدّث الإباضية!
إنّ الإباضية (يزعمون أن أبا عبيدة مسلم بن أبي كريمة –شيخ الربيع بن حبيب- تتلمذ على جابر بن زيد وتزعّم الحركة الإباضية بعده، فلماذا عُرف جابر بن زيد، ولم يُعرف هو، ولا تلميذه الربيع ابن حبيب، مع أنهما كانا يقودا حركة بأكملها، والقادة هم أول من يُعرف، بل إن من يتتبع ذاك الصراع الطويل للخوارج بأكملهم مع الأمويين والعباسيين يجد زعماء الخوارج معروفين، ومواقفهم وشجاعتهم معروفة، ولكن لم يرد لأبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة ولا تلميذه الربيع بن حبيب أدنى ذكر.
وكذلك أيضاً فإن تلاميذ جابر بن زيد معروفون، ولم يُذكر فيهم أبو عبيدة، فكيف يمكن التسليم لهم بأن الربيع بن حبيب تتلمذ عليه رجال من الشرق والغرب من العرب والبربر؟
أما كان يُعرف واحد من هؤلاء الرجال يقول في ذلك الوقت: حدثني الربيع بن حبيب حتى نعلم أن الله خلقه؟!!!)
التعريف بالربيع بن حبيب محدّث الإباضية الخوارج
الربيع بن حبيب بن عمروالفرهيدي أبو عمرو البصري: يقال إنّ أصله من عُمان منقضفان، قصد البصرة وأدرك جابر وأخذ عنه، وآلت إليه رئاسة المذهب الأباضي بعد أبيعبيدة، ورحل في آخر عمره إلى عُمان عاصمة السلطنة حاليا، ومات بها في النصف الثانيمن القرن الهجري. هذا ما تحكيه بعض الكتب –المعاصرة- في ترجمة هذا الرجل الوهمي والشخصية الأسطورية.
أقول هذا لأنّي أعترف وأُقرُّ بأنّي عجزتُ عن إيجاد ترجمة وافية ومعلومات شافية ومصادر كافية تتحدثُ عن هذا الرجل!!
نعم، لقد بحثتُ عن الربيع بن حبيب في كثير من كتب التراجم والسير فما عثرتُ على ضالتي، وبعد جهد كبير من البحث عن المدعو "الربيع بن حبيب الفراهيدي"تأكّدت عندي أمور:
الأولى: إنّ المدعو "الربيع بن حبيب" شخصية أسطورية وهمية لا وجود لها في التاريخ، ولم تلده رحم امرأة، وإنما نسجها خيال الإباضية لنصرة باطلهم، (فهم يزعمون أنه قاد الحركة الإباضية بالبصرة تعليقاً وتنظيماً، وأنه ثقة مرتضى تتلمذ عليه رجال من الشرق والغرب من العرب والبربر، وأنه توفي سنة 170 هـ.
ونحن بدورنا نسألهم فنقول: أنَّى لكم هذا؟
ومن أين أخذتموه؟
أعطونا مرجعاً من المراجع القديمة المعروفة قبل سنة 1000 للهجرة، سواء كان ذلك المرجع لأهل السنة، أو للإباضية، أو للرافضة، أو لليهود، أو للنصارى، أو لغيرهم!!
أما المراجع الحديثةكالأعلام للزركلي، أو معجم المؤلفين لعمر رضى كحالة أو نحوها فهي تؤكد على أن هذه الشخصية اختلقت مؤخراً، وهي إنما تلقت هذه المعلومات في إباضية هذا العصر.
¥