أما بالنسبة للغاز المستخدم في عملية الابادة المزعومة،فمن المعروف أن تكلفة مثل هذا الغاز مكلفة جداً،ويجب تهوية الغرفة التي يستخدم فيها هذا الغاز بعد عشر ساعات على الأقل،ويجب أن تكون الغرفة محكمة.
وقد قام بعض المهندسين الأمريكيين ويدعى لوشتر بزيارة ما يسمى غرف الغاز في المعسكرات النازية،وقدم تقريراً سنة 1988م، أكد فيه استحالة أن تكون هذه الغرف الموجود في المعسكرات النازية قد اتخدمت لقتل بشر بالغاز،لأنها لا تصلح لذلك،وفيها مخاطرة على حياة جميع الموجودين في الأماكن المحيطة،وعلى رأسهم النازيين أنفسهم ([11])
أما بالنسبة للمحارق،فلابد من التأكيد على أن وجود أعداد كبيرة من الأفران في المعسكرات النازية لا يُعد برهاناً على مقولات الابادة،إذ كان الغرض منها هو محاولة الحد من انتشار وباء التيفوس،وتوجد محارق مماثلة في جميع المدن الكبرى في أوربا كباريس ولندن ([12]).
وقد ذكر المؤرخ الإسرائيلي يهودا باور، مدير قسم دراسات الهولوكوست في معهد دراسات اليهود في العصر الحديث التابع للجامعة العبرية، أن الرقم ستة ملايين لا أساس له من الصحة، وأن الرقم الحقيقي أقل من ذلك. وبيَّنت بحوث المؤرخ الفرنسي جورج ويلير أن العدد الإجمالي لمن أُبيدوا في أوشفيتس من اليهود وغير اليهود ليس أربعة ملايين وإنما هو 1.6 مليون وحسب، وأن هؤلاء لم يقضوا حتفهم من خلال أفران الغاز وحسب وإنما أيضاً بسبب الجوع والمرض والموت أثناء التعذيب والانتحار. ومما يجدر ذكره أن من يتبنون رقم ستة ملايين وغيره من الأرقام لا يشيرون من قريب أو بعيد إلى ظاهرة اختفاء اليهود من خلال عوامل طبيعية مثل:
الزواج المختلط وسوء التغذية والغازات والأوبئة (التي تتزايد بسبب ظروف الحرب).
وبغض النظر عن الرقم مليون أو الأربعة أو الستة ملايين، فإن ثمة خللاً أساسياً في المنطق الصهيوني يمكن تلخيص بعض جوانبه فيما يلي:
1 ـ التركيز على اليهود بالذات دون الجماعات الأخرى. فمع أن اليهود عانوا، مثلهم في ذلك مثل غيرهم من ضحايا النازية، إلا أن سياسة هتلر في الإبادة كانت موجهة أيضاً نحو الغجر والكاثوليك والمعارضين السياسيين والمرضى والمتخلفين عقلياً والسلاف عامة والبولنديين والروس على وجه الخصوص. وقد بلغ عدد ضحايا الحرب ما بين خمسة وثلاثين مليوناً وخمسين مليون، وخسر الاتحاد السوفيتي في الحرب العالمية الثانية ما بين سبعة عشر وعشرين مليوناً بين مدنيين وعسكريين، وخسر البولنديون نحو خمسة ملايين بعضهم من اليهود. وخسر الصينيون ما يزيد على عشرة ملايين ماتوا جوعاً أو قتلاً على يد الاحتلال الياباني.
2 ـ التركيز على المدنيين دون العسكريين. ومع ذلك، فإنه من بين العشرين مليون سوفيتي الذين قُتلوا في الحرب، كان هناك أربعة ملايين ونصف مليون مدني والباقون من العسكريين، ناهيك عن عدة ملايين من الألمان أرسلهم هتلر للموت في ساحة القتال. كما كان هناك كثيرون من جنود الحلفاء ضمن من قُتلوا في الحرب. ويجب ألا ننسى الجنود من الأفارقة والآسيويين الذين جُندوا، رغم أنفهم، ليشتركوا في حروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، حيث كانوا يوضعون في الصفوف الأمامية باعتبارهم مادة بشرية رخيصة.
3 ـ التركيز على الماضي دون الحاضر، وعلى ملايين اليهود الذين هلكوا قبل نحو نصف قرن، دون اهتمام مماثل بالملايين التي أُبيدت بعد ذلك. فقد فقدت كمبوتشيا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية نحو مليوني شخص، وفَقَدت الجزائر أكثر من مليون شخص، وفقدت أفغانستان منذ الغزو السوفيتي عام 1978 نحو مليون قتيل، فضلاً عن مليوني مهاجر داخل البلد وخمسة ملايين مهاجر إلى خارجها حتى صاروا يمثلون نصف مجموع اللاجئين في العالم.
4 ـ وهناك، بطبيعة الحال، مشكلة ملايين الفلسطينيين الذين طُردوا من ديارهم والذين يخضعون لظروف إرهابية شبه دائمة.
لكن التشكيك في مدى دقة الرقم (الستة ملايين) لا يعني بحال من الأحوال التشكيك في الجريمة النازية ذاتها، فالجريمة النازية هي إحدى جرائم الحضارة الغربية الحديثة العديدة التي لا يمكن التهوين من شأنها ([13]).
[1]- المسيري، موسوعة اليهود و اليهودية و الصهيونية، ج2،ص585 - 588.
[2]-الأساطير المؤسسة،ص136 - 138.
[3]-جارودي، الأساطير المؤسسة،ص154.
[4]- جارودي، الأساطير المؤسسة،ص157.
[5]- جارودي، الأساطير المؤسسة، ص167 - 168.
[6]- جارودي، الأساطير المؤسسة، ص169 - 171.
[7]- جارودي، الأساطير المؤسسة، ص213.
[8]- جارودي، الأساطير المؤسسة، ص174.
[9]- جارودي، الأساطير المؤسسة، ص175.
[10]-جارودي، الأساطير المؤسسة، ص188 - 190.
[11]- جارودي، الأساطير المؤسسة، ص190 - 192.
[12]- جارودي، الأساطير المؤسسة، ص219.
[13]- المسيري، موسوعة اليهود و اليهودية و الصهيونية، ج2،ص667 - 668.
ـ[إسماعيل سعد]ــــــــ[11 - 11 - 08, 09:13 م]ـ
جزاكم الله خيرا معلومات مفيدة
¥