تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[التغني بالقرآن]

ـ[مسعود الغرداوي]ــــــــ[12 - 04 - 09, 09:34 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إخواني في الله أقدم إليكم هذه الرسالة المتواضعة، وأنا في معرض الرد على أحد أئمة المساجد - جزء تحسين الصوت بقراءة القرآن - الذي يلهج لسانه دائما بالطعن على السلفية وأهلها، فأقول وبالله التوفيق والسداد:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:

وأما مسألة تحسين الصوت بقراءة القرآن فالسنة أن يرتل القرآن ترتيلا لا هذا ولا عجلة، بل قراءة مفسرة حرفا حرفا، ويزين القرآن بصوته ويتغنى به في حدود الأحكام المعروفة عند أهل العلم بالتجويد، ولا يتغنى به على الألحان المبتدعة ولا على القوانين الموسيقية.

قال الله تعالى: {وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا} [المزمل:4].

- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به " وفي لفظ: " حسن الترنم " رواه البخاري ومسلم وأبو داود.

- وعن البراء بن عازب - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

" زينوا القرآن بأصواتكم فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا " رواه البخاري وأحمد.

- قال صلى الله عليه وسلم لأبي موسى الأشعري - رضي الله عنه -: " لو رأيتني وأنا أستمع لقراءتك البارحة لقد أوتيت مزمار من مزامير آل داود " قال أبو موسى: " لو علمت مكانك لحبرته لك تحبرا " رواه البخاري ومسلم.

- وعن عثمان النهدي قال: " دخلت دار أبي موسى الأشعري فما سمعت صوت صنج ولا بربط ولا ناي أحسن من صوته " أخرجه أبو نعيم في الحلية بسند صحيح.

- وعن أبي مليكة قال عبيد الله بن أبي يزيد - رضي الله عنهما - مر بنا أبو لبابة، فاتبعناه حتى دخل بيته، فدخلنا عليه، فإذا رجل رث الهيئة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ليس منا من لم يتغن بالقرآن " قال: فقلت لأبي مليكة، يا أبا محمد أرأيت إن لم يكن حسن الصوت، قال: يحسنه ما استطاع. رواه أبو داود بسند صحيح.

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح (10/ 88): " والحاصل أنه يمكن الجمع بين أكثر التأويلات المذكورة، وهو أنه يحسن به صوته جاهرا به مترنما على طريق التحزن، مستغنيا به عن غيره من الأخبار، طالبا به غنى النفس راجيا به غنى اليد، وقد نظمت في ذلك بيتين:

تغن بالقرآن حسن به الصو

ت حزينا جاهرا رنم

واستغن عن كتب الألى طالبا

غنى يد والنفس ثم الزم

وسيأتي ما يتعلق بحسن الصوت بالقرآن في ترجمة مفردة، ولا شك أن النفوس تميل إلى سماع القراءة بالترنم أكثر من ميلها لمن لا يترنم، لأن للتطريب تأثير في رقة القلب وإجراء الدمع، وكان السلف بينهم اختلاف في جواز القراءة بالألحان، أما تحسين الصوت وتقديم حسن الصوت على غيره فلا نزاع في ذلك ".

واخرج ابن أبي داود من طريق ابن أبي مسجعة قال: " كان عمر يقدم الشاب الحسن الصوت لحسن صوته بين يدي القوم ".

قال الإمام النووي - رحمه الله - في التبيان (ص: 93): " أجمع العلماء رضي الله عنهم من السلف والخلف من الصحابة والتابعين، ومن بعدهم من علماء الأمصار أئمة المسلمين على استحباب تحسين الصوت بالقرآن، وأقوالهم وأفعالهم مشهورة نهاية الشهرة، فنحن مستغنون على نقل شيء من أفرادها ".

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير