تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[لغز مصير قبور آل نصر ملوك غرناطة.]

ـ[هشام زليم]ــــــــ[15 - 11 - 08, 01:23 ص]ـ

بسم الله الرحمان الرحيم. و الصلاة و السلام على محمد و على آله و صحبه أجمعين.

فهذه ترجمة بتصرف يسير لمقال بالإسبانية عنوانه: El secreto de las tumbas nazaries " لغز قبور النصريين" للإسباني خوان لويس تابيا Juan Luis Tapia و كان قد نُشر يوم 11 نونبر 2008 بموقع Ideal.es الإسباني. وقد قمت في آخر الموضوع بترجمة بعض تدخلات القراء الأسبان التي رأيت فيها إثراء للموضوع.

"يلّف غموض كبير مصير قبور بني الأحمر النصريين ملوك غرناطة و آخر ملوك دولة الإسلام بالأندلس. فحسب الرواية الإسبانية: تفاقم حزن الملكة مريمة (أو مريم) عشية تسليم غرناطة للملوك الكاثوليك, و من جهته كان الملك أبو عبدا لله لا يتوقّف عن التحسّر قائلا:"لماذا لم يردني الموت و لا يريدني أبدا". فقامت الملكة مريمة باستدعاء منجّم شهير يدعى بن مخ كلموت Ben-maj-Kulmut الذي أخبرها في سريّة تامة عن برج الملك أبي عبد الله قائلا: "تقول النجوم أنّ آخر ملوك بني نصر سيعيش طويلا ليعاني كثيرا". (1)

(1)

بعد ذلك جاءت معاهدة تسليم غرناطة الموقعة بمدينة سانتافي و التي نصّت على مغادرة العائلة الملكية المسلمة و مقرّبيها إلى منطقة البشرات و منح أبي عبد الله و سلالته إقطاعية في مملكة غرناطة مكونة من لاس تاياس دو بيرخا las tah?s de Berja , دلياس Dal?as, بلودوي Boloduy, أندرش Andarax, مارتشينا Marchena, خوفيلس Juviles, لوشر L?char و أوخيخار Ug?jar, بالإضافة إلى ملكيات أخرى.

هذه الامتيازات لم تكن لتسعد الملكة مريمة و ابنيها أحمد و يوسف اللذين ظلا رهينتين في يد الملكين الكاثوليكيين تحسبا لثورة لأتباع أبي عبد الله.

لكن قبل الرحيل, أمر أبوعبد الله بحمل المقبرة الملكية بالحمراء, المعروفة باسم الروضة, حتى لا يبقى أجداده بأرض نصرانية. هكذا نقل أبو عبد الله بقايا أسلافه إلى موندخار Mond?jar في الطريق إلى لوشر و أمر ببناء مقبرة ملكية جديدة في مكان لازال غير معروف إلى يومنا هذا.

تمّ تأسيس الروضة الملكية بالحمراء على يد إسماعيل الأول, أحد الملوك النصريين القلائل الذين وصلوا للسلطة عن طريق الأم. و كانت الروضة تقع داخل المسجد الكبير الذي قامت مكانه اليوم كنيسة سانتا ماريا الحمراء.

ما هي المراسيم المتبعة عند وفاة ملك نصري؟ يجيب أنطونيو مالبيكا Antonio Malpica أستاذ التاريخ الوسيط بجامعة غرناطة: " في الموضع الموجود خلف ساحة السباع , توجد قبة ربما كانت تستعمل لوضع جثمان الملوك النصريين لإعلان موتهم رسميا". و هذه الطقوس تستوجب جوا من البساطة. فقطعة قماش أو ثوب أبيض يلفّ فيه الجثمان الذي يدفن على شقه الأيمن في اتجاه الجنوب الشرقي حيث مدينة مكة المقدسة. و توضع على القبر حجرة كشاهد. و يحتوي متحف الحمراء على بعض الشواهد الناجية للروضة, و تحمل كتابات حول تاريخ الملك و تمجيده لله." و بعض الحفريات التي جرت بالروضة كشفت عن وجود رفات امرأة.

يقول المتخصص الإسباني:"تخفي الحمراء العديد من المقابر, كالروضة الموجودة بالشابكة Sabika , أسفل البرج الأحمر , و التي كانت مدفن الشخصيات النصرية و بعض أعضاء العائلة الملكية. لكن لا يمكن تحديد من يرقد بهذه القبور لأن هذه المنطقة لم تتعرض لأي حفريات."

الشيء الموثق هو أن أبو عبد الله قد نقل كل حاشيته لمونديخار و لوشر و أندرش و بعد ضغوط من الملكين الكاثوليكيين ركب البحر إلى مدينة فاس من منطقة أدرة Adra. . و هناك بشمال المغرب مات أبوعبد الله لكن لا يعرف بالتحديد أين تم دفنه.

يبقى اسم مونديخار مثيرا للشكوك حيث توجد بلدتان تحملان هذا الإسم و قريبتان من لوشر أندرش و سهل لوكرين. لقد أكّدت أعمال حفرية وجود روضة بمنطقة قريبة من تلارا Talar. يقول أستاذ التاريخ الوسيط مالبيكا:"من المؤكّد أن الملوك النصريين حازوا ممتلكات بمنطقة سهل لوكر بمونديخار و تعود لأم أبي عبد الله. " ثم أكّد:"لا نستطيع أن نقول أنها تعود للملوك النصريين".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير