[مؤرخة إسبانية لا تعتبر دخول المسلمين إلى الأندلس غزوا.]
ـ[هشام زليم]ــــــــ[18 - 11 - 08, 04:00 ص]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم. و الصلاة و السلام على محمد و على آله و صحبه أجمعين.
ظهرت في الآونة الأخيرة كتابات بأياد مسلمة تحاول تشويه الفتح الإسلامي للأندلس و تعمل على تصوير النور الذي أهلّ على غرب أوروبا كاحتلال إسلامي لأرض لا تحقّ له وقد اغتصبها من أهلها الذين لم يقبلوه.
و هذا جهل فاحش بتاريخ إسبانيا قبل دخول الإسلام, فهذه البلاد كانت موطن الشعب الآري الموحّد لله , الرافض للتثليث و لإلوهية المسيح , فجاء الكاثوليك من روما و احتلوا إسبانيا و فرضوا على أهلها المذهب الشركي الكاثوليكي التثليثي. نعم فرضوه فرضا و اضطهدوا اليهود اضطهادا شديدا ذكّرهم بالسبي البابلي. و في هذا الوضع وصل طارق بن زياد رحمه الله للأندلس حاملا راية التوحيد و داعيا الناس إليه فلا غرابة في استجابة أهل الأندلس الذين رأوا في الإسلام شبها كبيرا بدينهم السابق المبني على التوحيد, فاعتنقوه و رحّبوا بالفاتحين عربا و بربرا. أما اليهود فقد استبشروا خيرا بقدوم المسلمين, فقد سئموا من اضطهاد الكاثوليك لهم. لقد أنقذ المسلمون اليهود مرّتين من بطش النصارى, مرة على يد عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما دخل بيت المقدس فأنهى سيطرة النصارى عليه و اضطهادهم لليهود (باعتبارهم قتلة المسيح –زعموا-) , و المرّة الثانية على يد طارق بن زياد لما دخل الأندلس فأنهى سيطرة الكاثوليك على إسبانيا.
فدخل الأسبان أفواجا في دين الله و سعدوا بالإسلام و جاهدوا في سبيل الله و عمّروا الأرض و نشروا العلوم. ثم عاد الكاثوليك فاحتلوا إسبانيا و عذبوا أهلها تعذيبا شديدا انتهى بطردهم من إسبانيا سنة 1609م.
في هذا الإطار قامت مؤرّخة إسبانية بتأكيد أن المسلمين ليسوا غزاة و أن الأسبان و هم السكان الأصليون كانوا هم نواة دولة الإسلام بالأندلس. و بيّنت أن المسلمين الفاتحين لم يكرهوا الناس على الإسلام بل دخلوه مقتنعين و عن طيب خاطر.
و قد أجرت وكالة EFE الإسبانية حوارا مع هذه المؤرخة القطلونية بتاريخ 11نونبر 2007.وقد قمت بترجمته نقلا عن موقع ويب إسلام الخاص بالجماعة الإسلامية الإسبانية.
عنوان المقال: "مؤرخة تعتبر أن الوصول الإسلامي لأسبانيا في القرن الثامن لم يكن غزوا"
" Historiadora se?ala que llegada de los musulmanes a Espa?a en el siglo VIII no fue una conquista"
المقال:
"تَعتبر دولورس برامون Dolors Bramon المؤرخة بجامعة برشلونة أن قضية الأسلمة خلال القرن الثامن الميلادي "لم تكن قط غزوا" , بما أن السكان الأصليين, الذين كانوا الغالبية العظمى, "تحمّسوا و انخرطوا بهذه الحضارة التي كانت متفوقة آنذاك".
ففي حوار أجرته معها وكالة EFE , أكّدت برامون التي شاركت حديثا في أيام دراسية حول:"الإسلام و الشأن الوطني بقطلونية" على أنّه: "لما وصل العرب في القرن الثامن كانت النسبة غير متكافئة, بحيث لولا اعتمادهم على مساعدة السكان الذين يقطنون المنطقة لما استطاع الإسلام الانتصار".
بالنسبة للمؤرخة "لم يكن هناك غزو, و لم تكن بعده حرب استرداد ( reconquista), لكن كان قدوم أناسٍ أصحاب ثقافة متفوقة آنذاك تحمّس لها السكان المحلّيون و انخرطوا فيها, ليس فقط من وجهة نظر ثقافية فقط, بل حتى من الناحية الدينية".
و بخصوص الإرث الإسلامي, بيّنت برامون أن:"بقايا هذا الوجود كانت ستكون غزيرة لولا حدوث مجازر محاكم التفتيش".
في القرن الخامس عشر, كما تذكر, تأسست هذه المؤسسة لقمع المنشقين عن الملوك الكاثوليك و انطلاقا من هنا عمل السكان الأصليون على إخفاء و تورية كل مظهر يعود لهذا الماضي الإسلامي, لما فيه من تهديد للحياة".
المؤرخة بجامعة برشلونة أكّدت بتعبير أنه:"يمكننا القول أن العديد من أسلافنا كانوا مسلمين, وهذا لا يعني أن دمهم عربي, لأن العرب جاءوا بعدد قليل جدا"
¥