تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تاريخ سيطرة اليهود على الإعلام الأمريكي والعالمي د. راغب السرجاني]

ـ[حسين العسقلاني]ــــــــ[27 - 11 - 08, 05:58 م]ـ

تحت عنوان: الإعلام اليهودي وقيادة أمريكا كتب الدكتور راغب السرجاني

لا شيء أقوى أثرًا في تحريك الشعوب وتوجيه السياسات من تغيير الفكر! والإنسان قد يتحول من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال لمعلومة يعرفها، أو لكلمات يقرؤها، أو لخطبة يسمعها، وهذا التحول قد يكون إيجابيًّا، وقد يكون سلبيًّا؛ تبعًا للكلمات التي يتلقاها. ولقد تحوَّل العرب الجفاة الغلاظ إلى بناة حضارة، وقادة إنسانية عندما سمعوا كلمات القرآن الكريم، وعلى النقيض من ذلك، فإن قوم فرعون ليتبعونه في جهنم لأنهم سمعوا لكلماته، ولم يلتفتوا إلى كلام النبي الكريم موسى عليه السلام.

ولقد أدرك اليهود قيمة التغيير الفكري في تحريك الشعوب، فعملوا على استعمال هذه السياسة في كل تاريخهم، وما أكثر الشائعات الباطلة، والتعليقات المزوَّرة التي حاربوا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته منذ الأيام الأولى لدعوة الإسلام! وما زال اليهود إلى زماننا الآن يستخدمون نفس السياسة، وإن كان خطرهم قد أصبح أشدَّ، وأثرهم صار أعمق؛ وذلك لقوة الآلة الإعلامية في زماننا من ناحية، ومن ناحية أخرى لغياب الإعلام المضاد الذي يصحِّح المفاهيم، ويردُّ على الإشاعات والأباطيل.

ولقد بدا أثر الإعلام اليهودي واضحًا جدًّا في الضغط على أمريكا لتغيِّر من سياساتها، وتحوِّل من مسارها تبعًا لرغبات اليهود، حتى لو كان هذا التحوُّل في كثير من الأحايين ضد المصلحة الأمريكية ذاتها! هجرة اليهود إلى أمريكا

والذي يُراجع تاريخ اليهود في أمريكا يجد أن اهتمامهم بالإعلام كان كبيرًا جدًّا، وذلك منذ الأيام الأولى لهم في هذا البلد الجديد؛ فقد هاجر اليهود إلى أمريكا للمرة الأولى في أعداد قليلة من إسبانيا والبرتغال، وذلك بعد اكتشاف أمريكا وتعرض اليهود للاضطهاد فيهما بعد سقوط الأندلس الإسلامية! فقد كان الصليبيون الأسبان والبرتغال يضطهدون كل المخالفين لهم في العقيدة، سواء كان من المسلمين أو اليهود. ثم كانت الهجرة الثانية من ألمانيا بعد عام 1840م، وأخيرًا كانت الهجرة الرئيسية لهم من أوربا الشرقية بعد عام 1880م، وهذه الهجرة الأخيرة هي الهجرة التي خططت للسيطرة على الأمور في أمريكا، وكانت هذه السيطرة عن طريق عدة أمور، يأتي في مقدمتها الإعلام ثم المال ثم الدين.

لقد هاجر اليهود إلى أمريكا ومعهم أموال ضخمة لكونهم يعشقون التجارة ويهتمون بالكنز، ولكنهم لم يركزوا اهتمامهم على المشاريع التجارية فقط، إنما اهتموا اهتمامًا كبيرًا بالإعلام.

لم ينظر اليهود إلى صحيفة صغيرة ينشئونها أو وسيلة بدائية من وسائل الإعلام، بل توجهوا إلى أوسع الجرائد الأمريكية انتشارًا، وهي جريدة النيويورك تايمز، التي بدأت عملها في سنة 1851م، ولكنها كانت تعاني من بعض المشاكل المالية في أواخر القرن التاسع عشر، فعرض اليهوديُّ النشط أدولف أوكس ( Adolf Ochs) شراء الصحيفة الشهيرة، وتم له ذلك بالفعل، وصارت جريدة النيويورك تايمز من هذه اللحظة وإلى الآن جريدة يهودية صِرفة! أما صحيفة الواشنطن بوست فهي الجريدة التي تؤثر تأثيرًا مباشرًا في السياسة الأمريكية، وهي التيسيطر اليهود أول الأمر على صحيفتي الواشنطن بوست والنيويورك تايمز يحرص على قراءتها يوميًّا كبار الموظفين في الحكومة الأمريكية، وهي صاحبة التأثير المباشر في الانتخابات الأمريكية، سواء الخاصة بالرئاسة أو بالكونجرس أو بالمحليات.

وكانت هذه الجريدة تُدار من خلال أسرة ماكلين mclean المحافظة، والتي لم تكن تسير بشكل واضح مع قضايا اليهود؛ مما دفع المعلنين اليهود إلى سحب إعلاناتهم من الواشنطن بوست وتوجيهها إلى صحف واشنطن الأخرى، وهذا أدى -مع مرور الوقت- إلى إفلاس الواشنطن بوست نتيجة منافسة الصحف الأخرى، وكان ذلك سنة 1954م، فتقدم اليهودي يوجين ماير ( Eugene Meyer) لشراء الصحيفة بمبلغ زهيد نسبيًّا، وتم له ما أراد، وعادت الإعلانات اليهودية إلى الصحيفة الشهيرة، وصارت بذلك أقوى الصحف السياسية في أمريكا صحيفة يهودية.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير