تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وحدّدنا موعداً لجنازته بعد صلاة العصر يوم السبت، وتسلّحتُ بكتاب " تلخيص أحكام الجنائز " للعلاّمة الألباني رحمه الله لكي أؤدّي جنازة أبي على السنة بقدر استطاعتي، وانطلقتُ ظهراً إلى برّاد المستشفى لرؤية أبي، فكان وجه أبي رحمه الله كالنائم!! والحمد لله.

وقد أرسل الجيش قرابة الخمسين عنصراً لـ " يقوموا بالواجب " على حد زعمهم، وذلك يتضمّن فرقة موسيقية لتعزف، وجنود مدججين ليرافقوا الجنازة، ومشي بالجنازة بطيء، وغيرها من الأمور المخالفة للدين.

فأخبرتُ الضابط المسؤول أن يصرف الفرقة الموسيقية، ولا أحد يطلق صفارات إنذار أو نيراناً أو غيرها، وأنني أنا المشرف على جنازة والدي وما أريد تنفيذه هو الذي سيقع، فوافق بامتعاض، وجاء المغسّل، فأخبرته أن صديقاً لي سيتولّى غسل الوالد - لكي لا يرتكب بدعة أثناء غسله -، وأتى صديقي وغسّله

، وقلتُ للمقرئ الذي أرسلته جمعية تغسيل الأموات أن لا يقرأ شيئاً، فوافق، بل قال: " أعلم أنها بدعة، وقد دخلتُ الجمعية للإصلاح بقدر استطاعتي "، فجزاه الله خيراً.

وانطلقنا إلى المسجد، وقد أتى ما يقارب المئة من إخواني السلفيين عدا الأقارب والمعارف، وطلبت من إمام المسجد أن أصلي صلاة الجنازة على والدي؛ فوافق، فألقيتُ كلمة على الحاضرين؛ واعظاً لهم عن أداء الصلوات الخمس، وعن حسن الختام، وأخبرتهم أني سأصلي الجنازة بخمس تكبيرات لأنها وردت في السنة، وأخبرتهم أن لا يصرخ أحد في الجنازة بـ " وحِّدوه، لا إله إلا الله " أو ما شابه،

فقد قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لا تُتبَع الجنائز بصوت ولا نار "، وعلينا الإسراع بالجنازة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك.

وبعد الصلاة حملنا الوالد وخرجنا من المسجد، فذهبتُ لأجلب نعلي وإذ بي أجد الجيش يضعون والدي في السيارة ليؤدّوا مراسيمهم!! فصرختُ بهم أن يتوقّفوا، وناديتُ إخواني، فهرع إليّ من بقربي، وحملنا الوالد على أكتافنا ومشينا بأسرع ما نستطيع؛ حتى أننا نكاد نعثر بأقدام بعضنا البعض، وصرخ الضابط المسؤول بالجنود: " اركضوا وشاركوهم بحمل الجنازة كي لا يُقال عنّا أننا قصّرنا!! ".

ووصلنا إلى مدفن جدّي رحمه الله الذي توفي منذ خمسٍ وأربعين سنة، وكان جاهزاً لاستقبال الوالد، فتولّى الإخوة دفن الوالد، جزاهم الله جميعاً خير الجزاء على وقوفهم معي ومساندتي في هذا الظرف العصيب، واجتمع حول القبر جميع الإخوة والأقارب، أما الجيش بضباطه وجنوده، فوقفوا بعيداً لأنهم أدركوا أن وجودهم غير مرغوبٍ به.

ودفنّا والدي على السنة، ورفعنا القبر بالرمل شبراً، ووضعنا مكان الرأس حجراً، وجاء بعض الجنود بإكليلٍ ضخمٍ من الزهور موقّعاً باسم قائد الجيش ليُوضَع على القبر، فرفضتُ أن يُوضَع، فلما اعترضوا قلتُ لهم أن ملك السعودية رحمه الله دُفِن في قبره ليس عليه إلا التراب، فافهموا! فوضعوه جانباً وانصرفوا.

ولبثتُ واقفاً عند القبر مقدار نحر جزور، وأتاني الإخوة وعزّوني، وقال لي بعضهم: أما شهادتنا لوالدك؛ فهي أنه كان من المواظبين على صلاة الجماعة في المساجد.

رحم الله والدي رحمة واسعة، وأدخله فسيح جناته، وحشره مع النبيين والصّدّيقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.

ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[10 - 12 - 08, 01:34 م]ـ

رحمه الله رحمة واسعة

وعظَّم الله أجرك فيه

ـ[سلطان التميمي]ــــــــ[10 - 12 - 08, 01:36 م]ـ

اللهم ارحمه واغفرله وثبته عند السؤال واجعل قبره روضة من روضات الجنه

اعظم الله لك الأجر أخي ابامعاوية

ـ[ابن السائح]ــــــــ[10 - 12 - 08, 02:07 م]ـ

رحمه الله وأكرم نُزُله

وكتب لك أجر المحسنين البارّين

ـ[عبدالله حمود سعيد النيادي]ــــــــ[10 - 12 - 08, 02:20 م]ـ

السلام عليكم ...

احسن الله عزاكم ورحمه الله رحمة واسعة

وجزاك الله خيرا على نصرة السنة.

ورحم الله الألباني

ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[10 - 12 - 08, 02:25 م]ـ

أحسن الله عزاءكم وجبر مصابكم وغفر لوالدكم ورحمه.

وجزاك الله خيرا على العمل بالسنة ودرء البدعة أسأل الله أن يثبتك على الحق إلى الممات

وأذكرك أن برك بأبيك لا ينقطع بالموت!

ـ[أحمد محمد بسيوني]ــــــــ[10 - 12 - 08, 02:43 م]ـ

رحمه الله رحمةً واسعة، وجعلك الله تعالى خير ابنٍ لخير والد.

ـ[هاني آل عقيل]ــــــــ[10 - 12 - 08, 07:38 م]ـ

رحمه الله رحمة واسعة وأعانك الله على بره

ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[10 - 12 - 08, 07:40 م]ـ

[ quote= عبدالله الميمان;944280]

وأذكرك أن برك بأبيك لا ينقطع بالموت!

بارك الله فيك أخي الميمان، لا تضع علامة تعجب ثم تقف! بل اذكر باختصار سبل البر بالوالد بعد وفاته لتعمّ الفائدة، وجزاك الله خيراً.

ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[10 - 12 - 08, 08:51 م]ـ

أحسنت أخي البيروتي

رحم الله والدك

ونفع الله بك ونصر بك السنة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير