ولأنني لا أعرف أحداً من عائلته أو أقاربه في لبنان طلبت منه أن يكلّم العائلة ويعطيني وكالة عامة باستلام دفن الميت لأتصرّف، فكلّمهم، واتصل بي بعض أفراد العائلة، وطلبوا مني تولّي أمور الجنازة بناءً على طلب الابن، فطلبت منهم الإسراع بالأوراق القانونية المطلوبة لندفنه بأسرع وقت.
وفي صباح اليوم التالي - أي أمس - جاءوني صباحاً وذهبنا سويّةً إلى المستشفى لاستلام الميت، وذهبنا إلى المغسلة، وجلبت أحد الإخوة السلفيين ليغسّله على السنة، وشرحت لإخوة الميت ما سأفعله وما سأمنع حدوثه في الجنازة إرضاء لله وتطبيقاً للسنة،
فقالوا: والتقاليد؟!!
قلتُ: لا نقبل منها ما كان بدعة وخالف الشرع.
فوافقوا؛ بعضهم على مضض.
فأزلت الطربوش عن كفن الميت،
ومنعت السيارة من تشغيل القرآن على المسجلة،
وطلبت من أهله ألاّ يجلبوا مقرئ؛ فوافقوا.
وأمور أخرى؛ فيما استطعت.
وأخبرت الإخوة أن يأتي من استطاع منهم إلى المسجد ظهراً للمؤازرة.
وسبحان الله!
كان هناك في المسجد - ظهراً - ثلاث جنائز؛ إحداها لفرقة الأحباش،
وقدّر الله أن القبر الذي سيدفنون ميّتهم فيه ملاصق لقبر ميّتنا!!
فطلبت من أهله أن فور ما ينتهي الإمام من صلاة الجنازة أن يسارعوا بحمله لنسبق الأحباش بدفنه، تفادياً للمشاكل، ولأنه حصل من قبل احتكاكات وتشنجات عند لقائنا معهم.
فيسّر الله لنا سبقهم،
وصرخ بعض مَن في جنازتنا: (وحِّدوا الله!! قولوا: لا إله إلا الله) أكثر من مرة،
فمنعتهم وطلبت منهم التزام الصمت في الجنازة.
وعند وصولنا إلى القبر طلبت منهم الدعاء للميت بالمغفرة والسؤال له بالتثبيت.
وما كدنا نضع ميّتنا في قبره ونريد أن نلقي عليه التراب حتى وصل الأحباش بجنازتهم واقتحموا جموعنا وكادوا أن يدوسوا على تلّة ترابها غير متماسك ويسقطوا بالميت فوق قبرنا لو لم يمنعهم موظفو الدفن،
وقالوا لهم: تراجعوا ونحن نضعه في القبر، فوافقوا على مضض.
ثم بدأ الناس يهيلوا التراب على القبرَين.
وجاء خطيب الأحباش وبدأ بالكلام،
فانسحبنا،
والحمد لله رب العالمين.
ـ[صلاح السعيد]ــــــــ[25 - 04 - 10, 12:37 ص]ـ
رحم الله والدك وجميع المسلمين
وأعانكم على نشر السنة، فأنتم مجاهدون في قطركم.
ـ[إبراهيم البراهيم]ــــــــ[25 - 04 - 10, 09:20 ص]ـ
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
وآجركم على برِّكم وإحسانكم.
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[29 - 08 - 10, 11:40 م]ـ
آمين،
بارك الله فيكم ونفع بكم.
ـ[علي سَليم]ــــــــ[24 - 10 - 10, 05:16 م]ـ
رحم الله والدك ... و أدخله فسيح جناته
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[26 - 10 - 10, 01:03 م]ـ
رحم الله والدك ووالد صاحبك.
وأسأل الله أن يثبتك على التوحيد والسنة حتى يدفنك أولادك كما دفنت والدك ووالد صديقك.
وامض قدما في رفع راية الدين الصحيح في بلادك التي يعز فيها أمثالك.