تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مكتبة تمبكتو الاندلسية بمالي.]

ـ[هشام زليم]ــــــــ[16 - 12 - 08, 12:32 ص]ـ

بسم الله الرحمان الرحيم. و الصلاة و السلام على محمد و على آله و صحبه أجمعين.

عنوان المقال: مكتبة مورسكية-أندلسية بتمبكتو. Una biblioteca morisco-andalus? en Tombuct?

كاتبة المقال: ماريا خوسيه كاراسكو. إشبيلية.

تاريخ المقال: 3 أكتوبر 2005.

مصدر المقال: موقع ويب إسلام. (الموقع الرسمي للجماعة الإسلامية بإسبانيا)

رابط المقال: http://www.webislam.com/?idn=5322

تعريب المقال:

إنه تاريخ يلتقي فيه اسم ليون الأفريقي (1) و إمبراطورية سنغاي و الاستعمار الفرنسي لمالي باسم المنحدرين من علي بن زياد, هذا المسلم الذي غادر طليطلة (2) سنة 1468م باتجاه إفريقيا, حاملا معه مكتبة مهمة. يقول إسماعيل ديادي حيدرة, سليل هذه العائلة الإسبانية-القوطية (بني القوطي) التي تحوّلت إلى الإسلام: (بعد مرور ابن زياد من جنوب المغرب, توات (الجزائر) , مكة ثم Gualaca بموريتانيا, استقرّ بكومبو, و هي بلدة على ضفة نهر النيجر؛ و قد سافرت معه طائفة من الأندلسيين). بهذه المنطقة توجد جذور مجموعة من المخطوطات و الأوراق الجلدية, وثائق لم تتوقف عن التنامي حتى بداية القرن التاسع عشر, عندما تفرّقت فقام الفرنسيون بالبحث عنها, لكنهم انتهوا إلى الاعتراف بفقدانها.

قام ديادي بجمعها من جديد, وبدأ منذ بضعة سنوات بحملة لحفظ إرث عائلته من الضياع و العمل على التعريف به للعالم. ظلت هذه المجموعة محفوظة داخل صناديق في منزل من الطوب بمدينة القوافل القديم (تمبكتو). ترحال ديادي, البالغ من العمر 44سنة و مدير مؤسسة FONDO KATI, أعطى نتائجه: مستشارية العلاقات المؤسساتية بجماعة أندلوسيا ستنشئ مكتبة بتمبكتو بقيمة 150.253 أورو, ستدفع المستشارية 120.202, بينما ستتحمل عائلة كاتي الباقي. هذا الإتفاق تضمن أيضا تصوير المخطوطات لتسهيل الإطلاع عليها من طرف الباحثين بمركز الدراسات بألمرية.

بقرار من العائلة المالكة للمخطوطات, ستحمل المكتبة اسم الشاعر خوسي أنخيل بالنتي José Angel Valente, الذي كان من أكثر المدافعين عن هذا الإرث التاريخي تحمّسا؛ و قد توفي منذ 10 سنوات. يقول ديادي: (كان أكثر من ساعدني بإسبانيا لحفظ هذا التراث). الأشغال بالمعلمة الجديدة, التي ستكون قريبة من المنزل الحالي, ستنطلق في 15 أكتوبر.

منذ سنتين, قام عدة مفكرين (خوسي أنخيل بالنتي José Angel Valente, خوسي سارمكو José Saramago, خوان كويتيسولو Juan Goytisolo, منيوز مولينا Mu?oz Molina, و آخرون) بتوقيع بيان لحماية تراث FONDO KATI. كما كان ديادي صاحب فكرة تبنّي كل مخطوط ب15 أورو للاعتناء به. (الصندوق العام للادخار بغرناطة. رقم الحساب ( xxxxxxxxxxxx

محمود كاتي و ليون الإفريقي.

وثائق حول دخول الإسلام لإسبانيا, مصير العائلات القوطية بعد سقوط مملكة طليطلة, هجرة رجال الأدب الأندلسي إلى إفريقيا كالساحلي بغرناطة و سيدي يحي التودلي, مرور ليون الإفريقي عبر ضفاف نهر النيجر, احتلال امبراطورية سنغاي من طرف ابن ألمرية جودر باشا بجيش من المورسكيين و المرتدين الإسبان و البرتغاليين, إضافة لمئات من المخطوطات الأندلسية توجد ب FONDO KATI, التي حملت اسم محمود كاتي, ابن علي ابن زياد من زواجه بابنة أخت امبراطور سنغاي. يروي مدير التراث الذي يعيش بين مالي و غرناطة: (عمّ محمود أصبح حاكم سنغاي و حمل اسم أسكية محمد. محمود كاتي ترعرع في البلاط و هنا تعرّف على ابن المهاجرين الغرناطيين ليون الأفريقي, و الذي جاء مع عمه سفيرا من ملك فاس). ليون و محمود كانا ابني مهاجرين و كلاهما تركا مؤلفات مهمة حول إفريقيا: ليون ترك كتاب "الوصف العام لإفريقيا", أما محمود فخلّف كتاب "تاريخ ال Fettaâsh", هذا الأخير أدرجته اليونيسكو ضمن مجموعة المؤلفات النموذجية. هذا الإرث المكوّن من 3000 مخطوط ظل يُتداول من جيل إلى جيل حتى سنة 1818, حيث توقف هذا التداول بسبب مشاكل سياسية, فتوزّعت المخطوطات بين مختلف فروع العائلة. و لمّا و صل الفرنسيون إلى مالي سنة 1895م, بحثوا بدون نجاح عن المكتبة. ثم أُعيد تجميع المجموعة سنة 1990م, و افتتحت سنة 1999م.

الفيضانات طمست و الحرائق فحّمت جزءا من المخطوطات, بينما النمل الأبيض و تدمير الإنسان ألحق ضررا ببعضها. لكن رغم ذلك, ظل هناك 3000 مخطوط, (أغلبها موقّع أو معلّق عليه من طرف محمود كاتي أو أحفاده. كتابات بالعربية, العبرية, الإسبانية و الفرنسية. إنه ليس فقط أهم تراث أندلسي خارج إسبانيا) كما أكّد ديادي. ثم ختم: (هناك أكثر من 600 أرشيف سيساعد على كتابة تاريخ كامل للمورسكيين, بل أيضا تاريخ التجارة الصحراوية, العلاقات مع القاهرة و مؤلّفات كُتّاب مشرقيين ... )

انتهى التعريب و لله الحمد.

الهوامش:

(1) هو الرحالة و المؤرخ المسلم الحسن الوزان. اسمه الأعجمي LEON L'AFRICAIN.

(2) كان سقوط طليطلة بيد النصارى في 5 ماي 1085م.

عرّبه و كتبه أبوتاشفين هشام بن محمد المغربي.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير