أما المرحلة الثانية: فكانت في المملكة العربية السعودية من 1964م لغاية 1997م، حيث برز في تمام النضج والإنتاج الفكري السلفي المعتدل، إذ تعاقد مع الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة (1964) هو وأخوه الدكتور مصطفى السباعي المراقب العام للإخوان المسلمين في سورية وباني الحركة الإسلامية وقائد الصحوة الإسلامية فيها.
ثم رجع الاثنان إلى سورية حيث وافت المنية الدكتور السباعي بدمشق ودفن فيها، أما الشيخ محمد المجذوب فقد عاد إلى المدينة المنورة للتدريس في الجامعة الإسلامية وكان له نشاطه الإسلامي الفذ، وكان عضواً في المؤتمر الإسلامي العالمي، وكانت الجامعة تندبه كل عام إلى دولة من الدول الإسلامية ليحاضر في جامعاتها وقد منحته الجامعة الإسلامية رتبة الحامل للدكتوراه -أثناء كتابة العقد معه- وحدثني العديد من طلابه ومنهم من نال درجة الماجستير أو الدكتوراه وصار من كبار أساتذة الجامعة بأن أستاذهم الشيخ محمد المجذوب كان يتفاعل مع ما يدرسه فيغرس في نفوس طلابه حب الإسلام والتضحية في سبيله بالغالي والنفيس، خاصة عندما يدرس السيرة النبوية أو عندما يجول بهم في أرجاء العالم الإسلامي ويشعرهم بدورهم في الدفاع عن الإسلام والعمل له، وأقسم لي أحد طلابه على أن الكثيرين منهم كانوا يبكون أثناء محاضراته ويقول هذا الطالب: إن الإسلام قد خالط سويداء قلب الشيخ المجذوب، بل خالط كل كرية من كريات دمّه.
ارتفعت منزلة الشيخ المجذوب في الجامعة الإسلامية، فصار رئيساً للجنة كُلّفت بإصدار مجلتها القيمة ثم أصبح عضواً في المجلس الأعلى للجامعة، وقد دخلت معه مرة على أحد مديري الجامعة الإسلامية، فترك المدير مكتبه وأقبل على الشيخ يرحب به ويصغي لأقواله ويخاطبه يا والدي ..
إن النضج الإسلامي الفكري لشيخنا وعشقه للإسلام –شغله عن إنتاجه الشعري- فقد التفت إلى معالجة قضايا أمور المسلمين التي ظهرت في العديد من كتبه الإسلامية وهاأنذا أحاول تذكر بعض أسماء منها: لأنها قد تجاوزت السبعين بعددها وهاكم بعضها:
1. فضائح المبشرين.
2. اليوبيل الفضي الذهبي.
3. المرشد في الأدب العربي "مع آخرين".
4. نار ونور "ديوان شعر كتب مقدمته الشاعر الكبير بدوي الجبل".
5. من تراث الأبوة "مسرحية".
6. قصص من الصميم.
7. صور من حياتنا.
8. فارس غرناطة وقصص أخرى "مجموعة قصصية".
9. الأدب العربي "للسنة الأولى للجامعة الإسلامية".
10. الأدب العربي "للسنة الثانية للجامعة الإسلامية".
11. دروس من الوحي.
12. قصص وعبر.
13. مشكلات الجيل في ضوء الإسلام.
14. تأملات في المرأة والمجتمع.
15. مشاهد من حياة الصديق.
16. همسات قلب "ديوان شعر كبير".
17. قصص من سورية.
18. مدينة التماثيل.
19. قاهر الصحراء.
20. ثورة الحرية.
21. الكواكب الأحد عشر.
22. بطل إلى النار.
23. من أجل الإسلام وحواريات أخرى.
24. الآيات الثلاث.
25. كلمات من القلب.
26. بطل من الصعيد وقصص أخرى.
27. دماء وأشلاء.
28. قصص لا تنسى من تاريخنا.
29. أفكار إسلامية.
30. كلمات مضيئة.
31. الألغام المتفجرة.
32. اللقاء السعيد وقصص أخرى.
33. علماء ومفكرون عرفتهم "ثلاثة أجزاء".
34. خواطر ومشاعر.
35. قصص لا تنسى.
36. ذكريات لا تنسى.
37. ردود ومناقشات.
38. السبيل القريب إلى صناعة الأديب.
39. صرخة الدم "رواية".
40. ألحان وأشجان "الديوان الثالث".
41. الإسلام في مواجهة الباطنية "نشرة باسم: أبوهيثم".
لقد أكرمني الله في السكن معه في المدينة المنورة في طريق الهجرة، وكنت أدخل شقته –بعد الاستئذان- في الطابق الأرضي، وأدلف إلى مكتبه الخاص الذي رصّت جدرانه بخزائن الكتب، فما كنت أراه إلا قارئاً للقرآن أو لأحد الكتب أو لإحدى الصحف أو المجلات، أو مستمعاً للمذياع أو كاتباً لمقال أو لأحد الكتب كما كنت أشعر بسرور لتفقدي إياه أو لدخولي منزله، فيرتاح من عمله لنتناقل آخر أنباء العالمين العربي والإسلامي أو لمناقشة أمر من الأمور إذ كانت له مناقشة ممتلئة بعبقريته ذات الوجوه المختلفة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وفقهياً .. ورغم هذا العمل المتواصل كان يمازح زوجه التي بقيت الوحيدة في منزله بعد أن تفرّق أولاده جميعاً طلباً للرزق في القارات وتركوا المدينة المنورة.
¥