تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أما بذله للمجاهدين فحدّث ولا حرج في هذا المجال، وقد رأيته في أحد الأيام يكتب شيكاً بخمسين ألف ريال للمجاهدين الأفغان، ودخلت مكتبه في أحد الأيام فوجدت مكتبته قد اختفت، ولما سألته عنها قال: لقد عبئأناها في صناديق كرتون وأرسلناها إلى المجاهدين الأفغان.

أما بالنسبة لنا نحن المهاجرين السوريين، فكان خير عون للجموع التي تدفقت للمدينة المنورة فارّة بعقيدتها ودينها، ثم توزعت في أرجاء المملكة، وعندما كانت تحدث مشكلة لبعض هؤلاء ونعجز عن حلّها نستنجد بالشيخ المجذوب، فيكون نعم الأب المنجد رحمه الله.

وكنت أخرج برفقته إلى مختلف كليات الجامعة الإسلامية فيحثّ أساتذتها وطلابها على التبرع لمعالجة النكبة التي حلّت بسورية وكان يرحمه الله على رأس المتبرعين.

وفاته

ولما بلغ التسعين من العمر، وكان أكثر أولاده قد تفرقوا في البلاد كما قدمت، واضطررت لقضاء معظم وقتي في عمان، شعر بدنو أجله –وكان كثيراً ما يذكر الموت- فأقنعه أحد أولاده بالذهاب إلى سورية وتم له ذلك، فعاد الشيخ الجليل من السعودية، إلى مدينته "اللاذقية" السورية عام 1996م ولزم بيته، فلم يغادره إلا لضرورة، واعتزل الناس، وأكبّ على أوراقه وقلمه، يكمل مؤلفاته الأخيرة، ويكتب -كما ترامى إليّ- مذكراته وسيرة حياته، ثم وافته المنية رحمه الله بعد عمر زاد على الثانية والتسعين في شهر يونيو 1999م، وتناقل العلماء والأدباء والكتاب في أنحاء سورية ولبنان نبأ وفاته، وطالبوا بتأخير دفنه حتى يتمكنوا من الحضور إلى اللاذقية من أجل المشاركة في تشييعه، وكان لهم ما أرادوا، وبعد ثلاثة أيام من الوفاة شيعه الآلاف من تلاميذه وإخوانه وأصدقائه، وألقوا أمام قبره كلماتهم وقصائدهم، وبكاه كل من عرفه، ودعوا الله أن يرحمه ويسكنه الجنة، فلطالما عمل في ميادين الدعوة إلى الله، وامتُحن بالسجن والاغتراب عن وطنه من أجل دينه وجماعته، رحمه الله رحمة واسعة. والحمد لله رب العالمين.

المراجع:

1. أعلام الدعوة والحركة الإسلامية المعاصرة بقلم: المستشار عبدالله العقيل

2. مجلة المجتمع 22/ 04/2006

3. مصابيح العصر والتراث ص 20 أنور الجندي.

4. شعراء الدعوة الإسلامية ج 5 ص 28 جدع وجرار.

5. مجلة المنهل س 54 م 49 1408/ 1988 مقال: تحية إلى العلامة محمد المجذوب، لأنور الجندي.

6. مصادر التراجم السعوديّة ص 198 مطبوعات مكتبة الملك فهد الوطنيّة.

7. أعلام الصحوة الإسلاميّة: ........... الشخصيّة رقم 441 ص 932 تأليف محمد علي شاهين.

أبو سليمان العسيلي

من ثغر الساحل الشامي

ـ[يحيى الأول]ــــــــ[24 - 08 - 09, 07:34 ص]ـ

له كتاب علماء ومفكرون جميل استفدت منه.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير