تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[12 - 12 - 09, 01:33 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أيها الأخ الفاضل عبد الحق آل أحمد بارك الله فيك وجزاك الله خيرا على هذا الموضوع الهام والشيق، اسمح لي والإخوة المتابعين على أن أتطفل فأضيف هذه المشاركة التي كنت قد أعددتها عن دار الحديث بتلمسان وغيرها من مدارس جمعية العلماء المسلمين لعلك تستفيد منها في إنجاز بحث عن هذه المدرسة

توجد هذه المدرسة في مدينة تلمسان بالغرب الجزائري، وهي المدينة العريقة في التاريخ والحضارة، وقد تشرفت بزيارة الأستاذ عبد الحميد بن باديس في سنة 1932م برغبة ملحة من أهلها، الذين رحبوا به وهرعوا عن بكرة أبيهم للاحتفال به، والاقتباس من نور علمه وواسع اطلاعه

" ... فألقى درسا أحدث به دويا كبيرا، وتأسف الكثير من الذين لم يتسع المكان لحضورهم لسماعه، فأعلن أنه سيلقي محاضرة في المساء، فقام أهل تلمسان فألقى درسا أحدث به دويا كبيرا، وتأسف الكثير من الذين لم يتسع المكان لحضورهم لسماعه، فأعلن أنه سيلقي محاضرة في المساء، فقام أهل تلمسان، وهيئوا رحب المكان في قاعة الأفراح، فما كادت تصل الساعة المحددة حتى كان المكان المهيئ غاصا بالجماهير التي أقبلت لسماع ابن باديس لأول مرة في حياتهم وفي مدينتهم، فأعجب الجميع (العام والخاص والصديق والعدو) لفصاحة لسانه وبيانه، وواسع علمه واطلاعه، ودام في محاضرته نحو الساعة والنصف لم يتوقف أثناءها وقفة، ولم يجر وراء شاردة، ولما انتهى من محاضرته نزل ضيفا في ديار احد المصلحين أين قضى ليلته، فاحتفت به جماعة من علية القوم ووجهاء البلد، وأنصار الحركة الإصلاحية، فدار حديثهم معه على من عسى يكون قائد الحركة العلمية والفكرية، فوعدهم بأنه سيعمل على إرسال من تتوفر فيه كل الشروط لتلمسان، دون أن يعلن عن اسم الأستاذ الإبراهيمي.

وفعلا فقد وفى بوعده، فعندما عاد إلى قسنطينة عرج على أخيه ورفيقه في الكفاح الأستاذ محمد البشير الإبراهيمي، وألقى إليه رغبته في الالتحاق بتلمسان ليكوّن به مركزا إشعاع الحركة الإصلاحية، والنهضة العلمية والأدبية في الغرب الجزائري كله.

فاستجاب الأستاذ الإبراهيمي لهذه الميزة التي خصه بها الأستاذ ابن باديس والتحق – دون إبطاء – بتلمسان وكان ذلك في أوائل سنة 1933م، فما إن نزل بها حتى احتفى به أهل تلمسان كبيرهم وصغيرهم يستفيدون من علمه وخبرته وإطلاعه، وشرع في أداء الرسالة التي جاء من اجلها، فنظم دروسا كثيرة يبدؤها بدرس الحديث بعد صلاة الصبح، وينهيها بدرس التفسير بعد صلاة العشاء، علاوة على محاضرات كان يلقيها على الشباب والطلبة في النوادي التي تأسست آنذاك، مثل النادي الإسلامي، ونادي الشبيبة ونادي السعادة ونادي زقاق الرمان.، وفي مراكز جمعيات ثقافية، وفي أحواش وبساتين السكان التلمسانيين التي استحالت كلها مدارس

ومجالس التجمعات لسماع دروس العلم والوعظ والإرشاد، وقد ضم إليه الشاعر الأديب الأستاذ الهادي السنوسي لمساعدته في تعليم الصغار بأحد هذه النوادي.

... ولما كان عمل الأستاذ الإبراهيمي قد احدث – في مدة قصيرة – انقلابا مدهشا في العقيدة، وتطورا سريعا في العلم والأفكار، وكون أرضية صلبة وخصبة، وعقولا نيرة كان لا بد من إحداث مشروع يضم هذه الحركة المتسعة التي انبثقت عنها مسؤوليات جسام، اتفق الجميع على بناء مدرسة تضم شتات التلاميذ والتلميذات والشباب، ومسجد يأوي إليه كبار الناس لأداء شعائرهم، ولسماع دروس الوعظ والإرشاد." [1]

وقد اجتمع رجال العلم والإصلاح والبر وهيئوا أرضا تسع لبناء المسجد والمدرسة، وكلفوا المعماري ابن مدينة تلمسان ابن قلفاط بتصميم المخططات ورسمها، وبعد إنجازها في ظرف قياسي هبت مدينة تلمسان بشبابها وشيوخها تساهم في إنجاز هذا المشروع المبارك، ولأدع الإمام عبد الحميد بن باديس يصف لنا بقلمه كما جاء في " افتتاحية البصائر السنة الرابعة عدد 142، الصادرة بتاريخ 10 شوال 1357هـ/ 2 ديسمبر 1938م ما شاهده وعاينه، يقول: " حضرت تلمسان أيام بنائها والتلمسانيون في نشوة من الفرح والنشاط عجيبة، يبذلون في نفقات البناء بسخاء، ويتسابقون في مشاركة العملة والصناع، فتغبر أيديهم وأرجلهم وثيابهم في سبيل الله، بعيني رأيت الشيوخ المتقدمين في السن من أهل تلمسان يأتون فيعملون، وهل أنسى ذلك

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير