وبتلك البهجة والأبهة والعظمة انطلقت تبني وتؤلف الرجال والنساء، وتعلم العربية وتنشر الاسلام والفضيلة في عزة وكرامة، فكان الأستاذ الابراهيمي المدير والموجه والمرشد بمساعدة الأستاذ (بن عودة بوعياد) الذي عينه مدير إداريا فنيا.
وتعرضت مدرسة دار الحديث لكل ما تتعرض له مدارس جعية العلماء من مضايقات واتهامات وإغلاق ومحاكمة، فأغلقت بأمر من رئيس الدائرة (السوبريفي) في سنة 1938م، لقد أثار قرار غلقها غضبا شعبيا عارما صورته لنا جريدة البصائر في العدد 100 لشهر فبراير سنة 1938 م. على النحو التالي: " ... من المصائب (الاستثنائية) على هذه الأمة أن القوانين تفرض عليها: أن تفرح بمقدار و أن تحزن بمقدار، لقد اجتمع الموجبان (موجب الفرح و موجب الحزن) حول مدرسة دار الحديث فتحناها فاحتشد في تلمسان عشرون ألفا من أبناء هذه الأمة في حفلة ضاحكة يعلوها جلال العلم، ووقار الدين و سكينة التقوى و روعة النظام و تجمعها جامعة الابتهاج بأعظم معهد علمي ديني شيد بأموال الأمة في الجزائر الحديثة و في أول يناير صدر قرار بإغلاقها ... فلا حول و لا قوة إلا بالله العظيم "
وظلت مغلقة إلى أن أعيد فتحها بعد شهور قليلة، وهذا [بفضل الله] وبفضل المساعي الحميدة التي قام بها الأستاذ الإبراهيمي والأمة التلمسانية والنواب المسلمون ودفاع جمعية العلماء الذي يتمثل في رئيسها الذي قدم احتجاجا تلو الآخر إلى الدوائر المسؤولة، ونشر في البصائر والشهاب فضائحهم ومكائدهم.
ونشبت الحرب العالمية الثانية فكان لا بد للمدرسة أن تتوقف وخاصة عندما نفي الأستاذ الإبراهيمي في 04 أوت 1939م إلى آفلو الذي قضى في منفاه ثلاثة أعوام.
ثم فتحت المدرسة بعد إطلاق سراح الأستاذ الإبراهيمي في سنة 1943م فاستأنفت نشاطها ولم تتوقف إلا في 29 ماي 1956م حيث أغلقت من طرف السلطات الفرنسية وجيشها كبقية المدارس في الغرب الجزائري.
أما الأساتذة والمديرون الذين عملوا فيها فاذكر منهم ما توصلت إليه: محمد الصالح رمضان، محمد بابا أحمد، أحمد الشاوي، عبد الله أبو عنان، المختار الصبان، محمد ملوكة، مصطفى بن ثابت، عبد المجيد مزيان، محمد بن يلس، الجلالي حجاج، عبد الوهاب بن منصور، بن عودة بوعياد، محمد بن عقيلة، حمزة بلعيد، صالح زروق، سليمان بشنون، عبد العزيز قروف، مولاي الحسن البغدادي.
وأما المعلمات فأذكر من بينهن الأوانس: خديجة بن ديمراد، ربيعة بن الأحبيب، زليخة كراري، فتيحة قورصو، خديجة خلدون، زليخة إبراهيم عثمان، خيرة إبراهيم عثمان، ربيعة بن ثابت، زبيدة بوصالح، كنزة بلخوجة، فضيلة سلعاجي، زاهية عبورة، فاتحة أمراد بودية، رشيدة بن ديمراد
وكلهن من طالبات دار الحديث ومعلمات فيها وفي مدرسة عائشة المجاورة.
وأذكر بمزيد من الفخر والإعجاب الطالبة زليخة كوار – وهي المكفوفة – قد تحدت العمى من صغرها، وأخذت تعليمها عن طريق السمع والتلقين، وخاضت امتحان الشهادة الابتدائية العربية الذي نظمته جمعية العلماء فنالت الشهادة بتفوق. [3]
تلاميذ دار الحديث شهداء حرب التحرير:
انضم عدد كبير من تلاميذ دار الحديث إلى الثورة التحريرية، وكانوا من جنودها الأوفياء، وهذه قائمة الشهداء الذين وقعوا في ميادين البطولة والشرف خلال فترة الحرب التحريرية ضد المستدمر الفرنسي (1954 – 1962م) تواجهك أسماؤهم على لوحة رخامية في مدخل دار الحديث:
01 – مليحة حميدو
02 – عويشة حاج سليمان
03 - كمال قورصو
04 – جمال أباجي
05 - عبد الرزاق أباجي
06 - عثمان محمد إبراهيم
07 - عز الدين الصبان
08 - مصطفى بابا أحمد
09 - شرقي أحمد يحياوي
10 - عبد الرزاق بختي
11 - محمد الصغير برحيل
12 - حاج حناوي
13 - محمد حساين بوفردة
14 - علي خديم
15 - سيد أحمد مازوي خياط
16 - بن علي بودغن (العقيد لطفي قائد الولاية الخامسة التاريخية)
17 - عبد الحفيظ بوذراع (من عائلتنا الكريمة: أبو مريم الجزائري)
18 - منير ديب
19 - محمد ولد أحمد رمضان
20 - عبد الحميد بالسعود
21 - حسن شحمي
22 - مصطفى بن شعرة
23 - عبد الكريم بن شعرة
24 - عبد الله كرزابي
25 - قادة مرزوق
26 - منير مغيلي
27 - جلالي دالي يوسف
28 - قويدر مهاجي
29 - أحمد بن شقرة
30 - محمد شقرون
31 - جلالي صاري
32 - عبد الرزاق صاري
33 - حسين علالي
34 - شكري علالي
35 - عبد الكريم بوعياد
36 - مختار غزلاوي
37 - جلول غزلاوي
38 - محمد غزلاوي
39 - رشيد رضا قارة تركي
40 - نور الدين؟ [كذا]
41 - محمد قادة قلوش
42 - محمد خير الدين قروزان
43 - عبد الحميد قرطي
44 - حسين قوار
45 - منير قوار
46 - محمد الكبير كاهية ثاني
47 - محمد بن يحي.
الهوامش:
[1] و [2] و [3] من كتاب " المسيرة الرائدة للتعليم العربي الحر بالجزائر " ج 3
للأديب محمد الحسن فضلاء - رحمه الله -
شركة دار الأمة للطباعة والنشر والتوزيع – الجزائر
الطبعة الأولى - أفريل 1999م.
¥