بنو رزين Albarracin غيّروا تفكير رئيس الأرجنتين اتجاه المسلمين
ـ[هشام زليم]ــــــــ[25 - 12 - 08, 01:39 ص]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم. و الصلاة و السلام على محمد و على آله و صحبه أجمعين.
"خلال قرون الجهل الأعظم بأوربا و عندما كان الأسقف و رئيس الدير هم وحدهم من يحسنون القراءة, كان العرب علماء سواء في المشرق أو في أفريقيا أو إسبانيا" سارمينتو.
قد تكون هذه الجملة عادية لو كان قائلها مسلما, أو على الأقل رجلا أوربيا منصفا احتك بلده احتكاكا بالإسلام من خلال الحروب الصليبية الطويلة التي شنتها ممالك أوربا النصرانية على البلدان الإسلامية أو من خلال رحلات الأوربيين لطلب العلم في منابعه الإسلامية؛ لكن قائل هذه الجملة هو رجل من قارة بعيدة, قارة وصلتها النصرانية في ثوبها الكاثوليكي المرعب و بمخالب لمحاكم التفتيش ما فتئت تفتك بأبناء تلك البقعة من الأرض حتى جعلت أرضهم من أمنع معاقل الكاثوليكية في العالم. قائل هذه الجملة هو الأرجنتيني دومنغو فوستين سارمينتو Domingo Faustino Sarmiento.
من هو هذا الرجل؟ ما علاقته بالمسلمين؟ كيف كان ينظر إليهم؟ و لماذا تغيّر موقفه اتجاههم؟
لنبدأ الحكاية من البداية.
1) من هو سارمينتو؟
ولد الأستاذ, الكاتب, الصحفي و السياسي دومنغو فوستين سارمينتو Domingo Faustino Sarmiento في 15 فبراير عام 1811م, بمدينة سان خوان الأرجنتينية. يعتبر سارمينتو من أكثر الشخصيات تأثيرا في التاريخ الأرجنتيني و الإقليمي, حيث شغل عدة مناصب عالية في الدولة الأرجنتينية, أهمها رئيسا للدولة ما بين 1868 - 1874م. و هذا جرد للمناصب التي تولاها:
- حاكم لإقليم سان خوان.
- سفير للأرجنتين لدى الولايات المتحدة الأمريكية.
- رئيس للدولة ما بين 1868 - 1874م.
- سناتور.
- وزير بالحكومة.
كان سارمينتو شغوفا بالتعليم منذ طفولته, و في سبيله سافر إلى الولايات المتحدة و العديد من الدول الأوربية خلال فترة شبابه من أجل تحسين قدراته التعليمية حيث كان يسعى للعمل كمدرّس. و بعد مروره في الرئاسة تولى سنة 1875 م مهام المدير العام لمدارس إقليم العاصمة بوينس آيرس, ثم تقلّد سنة 1881م مهام المشرف العام على المدارس الأرجنتينية.
كتابات سارمينتو تتكوّن في جزءها الأكبر من كمية ضخمة من المقالات الصحفية و التجريبية ذات الطابع السياسي , أحيانا أدّت إلى تشنّجات جد عنيفة. لإعطاء فكرة عن تركته الأثرية يكفي ذكر أن آخر طبعة من أعماله الكاملة تتكوّن من 53 جزءا في أكثر من 15 ألف صفحة.
توفي سارمينتو بأسينسيون بالبارغواي في 11 شتنبر 1888.
2) أصول سارمينتو
لنترك سارمينتو يحكي عن أصوله: "في منتصف القرن الثاني عشر, احتل الشيخ السراسينو (المسلم) أل بن راسين (بنو رزين) مدينة و أعطى اسمه لها و لعائلة ستصبح فيما بعد نصرانية. صانع الحرير الفرنسي الشهير, السيد بوفيس Beauvais, كان يجهل الاسم العائلي لوالدتي و لم يسبق له أن رآني بالبرنس, لاحظ أنني أملك بنية جسمانية عربية بالكامل. و لمّا أخبرته أن البراسينيين Albarracines يملكون أعينا خضراء أو زرقاء رغم كنيتهم؛ ردّ عليّ مدافعا عن رأيه أنه حسب السلسلة الطويلة لصور عائلة مونتمرسي, يظهر في كل 4 أو 5 أجيال النوع الأصلي للعائلة. لقد فاجأني بالجزائر التشابه الجسماني بين الكوتشو gaucho (1) الأرجنتينيون و العرب. كان يقول لي بتزلّف, أن كل من ينظر إلى يعتقد أنني مؤمن. فأخبرته بالاسم العائلي لوالدتي الذي رنّ في أذنيه و نال قبولهما, فاسم العائلة منتشر بينهم. و أنا أقول الحقيقة, التي أسعدتني, ابتسمت من سلسلة النسب هذه التي تجعل مني قريبا مزعوما لمحمد (صلى الله عليه و سلم) " (2)
3 - البرّاثين Albarracin
البرّاثين, اليوم, هي بلدة صغيرة بأراغون بإقليم ترويل Teruel الواقع شمال شرقي إسبانيا, كانت هذه البلدة خلال سنوات خلت إحدى ممالك الطوائف, لمّا حكمتها القبيلة البربرية المغربية بنو رزين – ومنه اشتق اسم البلدة-. و قد تمّ إعلانها, سنة 1961م, معلمة أثرية وطنية بإسبانيا.
¥