تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يقول ابن جبير في رحلته، عام 579هـ"1183م تقريباً"،عن أئمة الحرم المكي: " وللحرم أربعة أئمة سنية وإمام خامس لفرقة الزيدية. وأشراف أهل هذه البلدة على مذهبهم، وهم يزيدون في الأذان: "حي على خير العمل" إثر قول المؤذن: " حي على الفلاح" وهم روافض سبّابون، والله من وراء حسابهم وجزائهم، ولا يجمعون مع الناس إنما يُصلون ظهراً أربعاً، ويصلون المغرب بعد فراغ الأئمة من صلاتها" [4]. والرحالة ابن جبير يردد ما شاع في زمانه من تبني الأمراء للمذهب الشيعي الزيدي دون أن يطرح دليله على ذلك، ولعل مرد ذلك أن حديثه عن الحرم المكي ولم يكن عن الأمراء، ليتتبع مدى حقيقة اعتناقهم للمذهب الشيعي الزيدي.

لم تشر الباحثة عائشة باقاسي في دراستها العلمية المطبوعة بعنوان: (بلاد الحجاز في العصر الأيوبي 567 - 648) [5] عند حديثها عن الحياة العلمية في بلاد الحجاز عامة ومكة خاصة عن دور علمي ما لعلماء الزيدية في تلك الفترة التاريخية.

لم يشر الدكتور سليمان عبد الغني مالكي في دراسته العلمية المطبوعة بعنوان: (بلاد الحجاز منذ بداية عهد الأشراف حتى سقوط الخلافة في بغداد من منتصف القرن الرابع حتى منتصف القرن السابع الهجري) إلى دور ما للزيدية في الحياة العلمية في الحجاز عامة وفي مكة خاصة. [6]

لم يتحدث علي بن حسين السليمان في دراسته العلمية القيمة المطبوعة بعنوان: (العلاقات الحجازية المصرية زمن سلاطين المماليك،1393/ 1973) عند حديثه عن الدور الديني والعلمي في الحجاز إلى دور علمي ولو محدود للزيدية في اليمن، عدا ما تمت الإشارة إليه من إمامة في الحرم منبوذة محصورة لم تكن ذات شأن ولم تلق القابلية من أهل مكة، بما أبرزته النصوص التاريخية الواردة في الدراسة.

4 - النجم عمر بن فهد: إتحاف الورى .. ،ج3،ص179،علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري: منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم، حققه جميل المصري وآخرون، الطبعة الأولى،1419هـ/1998م، جامعة أم القرى، مكة المكرمة، ج2،ص342 - 343.

5 - ج6،ص313، ترجمة رقم"2978".

6 - شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام، تحقيق سعيد عبدالفتاح وآخرين، الطبعة الأولى،1417هـ/1996م

،مكتبة نزار مصطفى الباز، مكة المكرمة، ص442، والسنجاري: منائح الكرم، ج2،ص416.

7 - دار صادر، ص78

8 - الطبعة الأولى،1400هـ/1980م، دار مكة، منشورات نادي مكة الثقافي، ص101 - 116.

9 - الرياض،1403هـ/1983م، مطبوعات دارة الملك عبدالعزيز، ص183 - 236.

admin

مشاهدة ملفه الشخصي

إرسال رسالة خاصة إلى admin

البحث عن جميع مشاركات admin

#4 اليوم, 04:19 PM

admin

المشرف العام تاريخ التسجيل: Dec 2007

المشاركات: 132


الصارم الثاني:
امتداد المذهب الشيعي إلى بعض مناطق الحجاز لا يعني التغلغل والتمكن والسيطرة بل كانت المطامع السياسية لحكام اليمن الشيعة الإسماعيلية والشيعة الزيدية وراء بث أفكارهم ودعواهم كسباً لأمراء ووجهاء الأشراف في الحجاز، وتراوح ولاء أمراء مكة بين مصر واليمن تبعاً لحجم الأعطيات التي تصلهم من أي من الدولتين.
وقد حرص حكام اليمن على فرض سيطرتهم على الحجاز بما تمتلكه بلادهم من المحاصيل الزراعية؛ كالحبوب التي تصل للحجاز على شكل قوافل من قبائل السر، ونتيجة لانقطاع هذه الحبوب تحدث المجاعات في الحجاز. [1]
وسبقت الإشارة إلى أن محمد بن علي الصليحي اليمني الشيعي الإسماعيلي الذي أقام دولة له باليمن، سيطر على مكة بقوة عسكرية، عام 455هـ"1063م تقريباً"، وفرق في أهلها وحجاجها الأعطيات والهبات وأزال حكومة الأشراف السليمانيين، وأحل محلهم حكومة الأشراف الهواشم مقابل إعلان الدعاء للحاكم الفاطمي الشيعي الإسماعيلي، وتلته تدخلات حكومات اليمن الأيوبية والرسولية، والرسيين الزيدية.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير