تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[بنو أمية من جديد في إسبانيا]

ـ[هشام زليم]ــــــــ[01 - 01 - 09, 11:12 م]ـ

بسم الله الرحمان الرحيم. و الصلاة و السلام على محمد و على آله و صحبه أجمعين.

بعد سقوط دولة بني أمية بالمشرق على يد العباسيين, الذين أعملوا السيف في كل أموي يصلح للحكم, استطاع أحد الأمويين الفرار إلى أقصى المغرب حيث بلاد الأندلس الحديثة العهد بالإسلام, و التي كانت آنذاك ترزح تحت نير الفرقة و التشتت, و كاد يُعصف, قبل وصوله, بالحكم الإسلامي بتلك البلاد. لقد كان الأموي عبد الرحمان بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم (الذي لقّبه أبو جعفر المنصور صقر قريش) على موعد مع إقامة دولة إسلامية بالأندلس بأبعاد حضارية و عسكرية فائقة التقدم خضع لها ملوك أوربا الذين راحوا يتسابقون على إرسال أبنائهم لقرطبة طلبا للعلم, و إرسال بناتهم الأميرات, أيضا لقرطبة, لكن لطلب ودّ الخليفة الأموي.

مرّ اليوم 13 قرنا على دخول عبد الرحمان الداخل إلى الأندلس لأول مرّة. لقد تغيّر كلّ شيء: سنة 633 هجرية (1236م) سقطت عاصمة الأمويين قرطبة بيد النصارى, فتحوّل الجامع الكبير لقرطبة إلى كاتدرائية كبرى يُحتفى فيها بالصور و الصلبان بعد أن كانت تلك الجدران, لقرون طويلة, تشهد بتوحيد الله عز وجل. ليس هذا فقط, فسنة 897ه (1492م) سقطت دولة الإسلام بالأندلس نهائيا بسقوط مملكة غرناطة الإسلامية أمام ضربات الجيوش النصرانية بقيادة الملكين الكاثوليكيين المجرمين فرديناند و إيزابيلا. و يا ليت المأساة توقفت هنا, ففي سنة 904ه (1499) أصدر النصارى قرارا بتنصير مسلمي مملكة غرناطة, تلتها قرارات مماثلة تهم المسلمين الموجودين في أراضي قشتالة, أراغون و بلنسية. هكذا وجد المسلمون أنفسهم في مواجهة الموت أو التنصير, فاختارت الأغلبية إظهار النصرانية و البقاء على العقيدة الإسلامية. لقد اعتقد المسلمون أنهم يستطيعون العيش بسلام عبر هذه التقية, لكن عبقرية النصارى الإرهابية الإجرامية تفتقت عن جهاز يحاكم النوايا و الخبايا: إنها محاكم التفتيش, أو, كما سمّاها المسلمون الأندلسيون, محاكم الشيطان نظرا لبطشها و ظلمها لهم. و استمر المسلمون في رباطهم بالأندلس يقاسون ظلم محاكم التفتيش و يظهرون النصرانية تقية حتى سنة 1016ه (1609م) حيث جاء الفرج لهذا الشعب المسلم المقهور, لقد قرّر الملك الإسباني فيليبي الثالث طرد جميع المسلمين الذي اعتنقوا –تقية-النصرانية إلى خارج إسبانيا حفاظا على وحدة إسبانيا الدينية و تأكيدا على الإخلاص للكاثوليكية. لقد غادر حوالي 300ألف مسلم إسبانيا امتثالا لهذا القرار, و وصلت الغالبية العظمى منهم للجزائر, تونس و المغرب.

لقد استمر الوجود الأموي بالأندلس حتى بعد سقوطها بيد النصارى, بل و لازالوا متواجدين في إسبانيا إلى يومنا هذا. و من أهم الشخصيات الأموية في التاريخ الأندلسي-الإسباني:

1 - محمد ابن أمية أو فرناندو دو بالور

بعد الاحتلال العسكري لغرناطة, قام الملكان الكاثوليكيان بمنح إقطاعية بالور Los Valores للدون هرناندو دي قرطبة, جد محمد ابن أمية, من عائلة هرناندو, الذي جعل "بالور العليا" مقر إقامته و أضاف لقب دي بالور إلى اسمه, فأصبح يتسمّى ب هرناندو دي قرطبة و بالور, و عائلته تعرف ببالور Los Valories .

تنتسب عائلة هرناندو تنتسب للأمويين, و لها اعتبار واسع لدى الأندلسيين, لهذا لا يُستغرب أن انتخبوا واحدا من هذه العائلة هو فرناندو دو قرطبة و بالور كالرأس البارز للانتفاضة بغرناطة ضد الحكم النصراني (حرب البشرات) مابين (1568 - 1570) و بايعوه "ملكا للأندلس" و حمل اسم محمد ابن أمية. و كان كذلك فارسا من طبقة الأربعة و العشرين Caballero Veinticuatro للعاصمة الغرناطية, أي عضو بالمجلس البلدي.

2 - رودولفو جيل ابن أمية Rodolfo Gil Benumeya

هو الكاتب و المؤرخ الإسباني رودولفو جيل ابن أمية Rodolfo Gil Torres-Benumeya ولد بمنطقة أندوخار Andujar (http://es.wikipedia.org/wiki/And%C3%BAjar) بمدينة جيانفي 5 يونيو1901 و توفي بمدريد سنة 1975.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير