تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كما أصدر "حسن هاتانو" الذي أسلم على يد "بركة الله" مجلة شهريَّة مصوَّرة باللغة الإنجليزيَّة أسماها أيضًا "الأخوَّة الإسلاميَّة"، واسمها بالإنجليزيَّة ISLAMIC BROTHERHOOD، ولم أعثر على أي عدد منها حتى الآن، وذلك في عام 1918، كما أنَّه أصدر في عام 1911 مجلة Islam باليابانيَّة والإنجليزيَّة، ولم أعثر حتَّى الآن على أي عدد منها.

وأدَّى الحجَّ أوَّلُ يابانيٍّ عام 1909، وهو "عمر ياما أوكا"، فقد صاحب "عبدالرشيد إبراهيم" إلى الديار المقدَّسة ثم إلى إسطنبول.

ونَشَرَت مجلة العالم الإسلامي بالفرنسيَّة عام 1911 خبرًا عن إسلام شخصين يابانيين مقيمين في الصين، وعزمهما على نشر الإسلام في اليابان بعد عودتهما إلى بلدهما.

ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[21 - 01 - 09, 08:12 ص]ـ

الإسلام في اليابان (3)

العشرينيات: 1920 - 1930

ازداد اهتمام اليابان بالعالم الإسلامي لأغراض متعددة: توسعيَّة، اقتصاديَّة، ثقافيَّة، كما تمَّت ترجمات لمعاني القرآن الكريم، وشُكِّلَت الجمعيَّات، وأُلِّفَت الكتب الإسلاميَّة الاستشراقيَّة.

وبدأ المهاجرون من المسلمين التتار يَفِدون اليابانَ فرارًا منَ الحكم الشيوعي في روسيا، واستقرَّ أكثرهم في "طوكيو"، و"ناغويا"، و"كوبي"؛ كما أدَّى ثاني مسلم ياباني فريضة الحج، وهو المرحوم "نور إبي تاناكا" ( IPPEI TANAKA) الذي أسلم في الصين، كما أسلم في الصين المرحوم "عمر ميتا" مترجم معاني القرآن الكريم.

زار "عمر ياما أوكا" مصر، وذهب إلى الأزهر عام 1924، وله صورة تذكاريَّة بالزي الأزهري، يعلو وجهَه النورُ وكأنه أحد علماء إندونيسيا وماليزيا.

الثلاثينيَّات 1930 - 1940

برز اسم "عبدالحي قربان علي" كزعيم ديني للمسلمين التتار، وأصدر مجلَّة باللغة التتاريَّة "جابان مخبري" توزع في داخل اليابان وخارجه، وأنشأ مطبعة بالحروف العربيَّة طبع فيها الكتب الإسلاميَّة باللغة التتاريَّة، وطبع القرآن الكريم الذي كان قد طبع في مدينة "قازان" قبل الحكم الشيوعي، وقوَّى علاقاته بالسلطات اليابانيَّة ممَّا دفعها لمساعدة المسلمين في بناء أول مسجد في "طوكيو" عام 1938، والذي حضر افتتاحه المرحوم "حافظ وهبة" سفير المملكة في لندن مندوبًا عن المرحوم الملك عبدالعزيز آل سعود، وحضر سيف الإسلام الحسين من اليمن، ومحمود فوزي قنصل مصر في اليابان، والذي أصبح فيما بعد وزيرًا للخارجيَّة ونائبًا لرئيس الجمهوريَّة، ولدى كاتب هذه السطور الكلماتُ التي ألقيت وترجمتها والصور التي أخذت بالمناسبة.

عاد ثانية إلى اليابان عام 1933 الدَّاعيةُ عبدالرشيد إبراهيم، وتعاون مع "قربان علي" في قيادة الجالية الإسلاميَّة، حيث أصبح الضبَّاط الشباب الذين أسلموا على يديه في زيارته الأولى - أصبحوا هم الذين يتولون سياسة البلد.

كما جاءت شخصيَّة هنديَّة لامعة لليابان، وهو "نور الحسن برلاس"، الذي تولى كرسي اللغة الأردية في جامعة اللغات الأجنبيَّة منذ عام 1932 إلى عام 1949، وكان له نشاط مع المسلمين، وكتب الكثير عن الإسلام في اليابان باللغة الأردية، ترجمها كاتب هذه السطور للعربيَّة، وقابَلْت ابنَه في كراتشي عام 1997 وأحفاده في كراتشي، وإسلام آباد، والرياض.

وزار اليابان كذلك الدَّاعية العالم الهندي "علم الله صديقي"، وألقى محاضرات عن الإسلام في طوكيو، وهو من أوائل الرحَّالة والدعاة العالميين الذين أنشؤوا مراكز، وزاروا أقطار الدنيا، وترك أثرًا في كل بلد، وعندي خطابه الذي ألقاه في فندق "الأوريون" في "جينزا" ( GINZA) بقلب "طوكيو" عام 1936 عن مكانة المرأة في الإسلام.

وقد أسِّس في هذه الفترة مسجدُ "كوبي" عام 1935 من قِبل المسلمين الهنود، وساهم المرحوم "فيروز" بأكبر قسط من المال، وقابَلْتُ ابنه في "دلهي" عام 1995، وقبَّلت رأسه احترامًا لوالده، كما بنى المسلمون التتار مسجدًا في مدينة "ناجويا" في الفترة نفسها.

واهتمَّت اليابان بتركستان الشَّرقيَّة التي هي جزء من الصين، واستدعت زعماء المسلمين هناك والطلبة لليابان، ومنهم أمين إسلامي الذي أصبح إمامًا لمسجد "طوكيو" من 1938 إلى 1953، وهاجر بعدها للمملكة في الطائف ثم جدة، وعمل في الإذاعة ووزارة الحج، وأبناؤه في جدة.

كما برز في هذه الفترة وأسلم المرحوم "مصطفى كومورا" وكان له دور مع مسلمي تركستان الشَّرقيَّة و"يونان" في الصين، وبعد الحرب شكل جمعيتين إسلاميتين معترَفًا بهما رسميًّا، وبهذا يعتبر أمْهَر وأول اليابانيين المسلمين في التسجيل الرسمي، والذي يعتبر أصعب شيء في اليابان، وأرسل عشرات الطلبة إلى باكستان وماليزيا ثم المملكة، وشارك "عمر ميتا" في ترجمة معاني القرآن الكريم في مكة المكرمة، وألَّف موسوعة ضخمة عن تاريخ الإسلام في اليابان باللغة اليابانيَّة، ترجمناها للإنجليزيَّة، وهي قيد الإعداد للطبع.

وفي هذه الفترة بدأ سيلٌ من المسلمين اليابانيين يذهب لأداء فريضة الحج في سنوات متتالية، حظي أبرزهم المرحوم "صالح سوزوكي" بمقابلة المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود؛ حيث كان يعطي اهتمامًا كبيرًا للحجاج اليابانيين كما روى لي السيد العامودي، الذي كان يعمل في رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة أن السيد "جايان أوغلو" - وهو عديل للسيد "قربان علي" - زار المملكة وقابل المرحوم الملك فيصل في الطائف في وسط الثلاثينيات، وحدثه عن مسلمي اليابان، وطلب من المملكة دعمهم.

وجاء اليابانَ التاجرُ اللبناني الأديب "عبدالرحمن قليلات" قادمًا من البرازيل ومعه عائلته، وله إسهامات مع المسلمين في اليابان، كما سكنَت اليابانَ عائلةُ "الدبس"، وكبيرهم المرحوم "عبدالهادي الدبس"، وهم تجار كبار من سوريا، وكان ابن عمه السيد "فؤاد الدبس" - متعه الله بكامل الصحة والعافية - الذي يقيم في كوبي، كان له ولآل الدبس أيادٍ بيضاءُ في دعم الوجود الإسلامي في اليابان.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير