تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[قصة ذكرها ابن عاشور وقعت بعد سقوط الأندلس, وفيها الحرص على تعلم العربية.]

ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[25 - 01 - 09, 09:07 م]ـ

قال ابن عاشور:

"في طبع الإنسان التأنس بأولاده وحبه اتصالهم به.

وقد وصف ذلك محمد بن عبد الرفيع الجعفري المرسي الأندلسي تزيل تونس سنة 1013 في كتاب له سماه "الأنوار النبوية في آبار خير البرية" قال في خاتمة الكتاب:

"قد أطلعني الله تعالى على دين الإسلام بواسطة والدي وأنا ابن ستة أعوام مع أني كنت إذاك أروح إلى مكتب النصارى لأقرأ دينهم ثم أرجع إلى بيتي فيعلمني والدي دين الإسلام فكنت أتعلم فيهما [كذا] معاً وسني حين حملت إلى مكتبهم أربعة أعوام فأخذ والدي لوحاً من عود الجوز كأني أنظر لها الآن إليه مملساً من غير طفل [اسم لطين يابس وهو طين لزج وليست بعربية وعربيته طفال كغراب]، فكتب لي في حروف الهجاء وهو يسألني عن حروف النصارى حرفاً حرفاً تدريباً وتقريباً فإذا سميت له حرفا أعجمياً يكتب لي حرفاً عربياً حتى استوفى جميع حروف الهجاء وأوصاني أن أكتم ذلك حتى عن والدتي وعمي وأخي مع أنه رحمه الله قد ألقى نفسه للهلاك لإمكان أن أخبر ذلك عنه فيحرق لا محالة.

وقد كان يلقنني ما أقول عند رؤيتي الأصنام، فلما تحقق والدي أني أكتم أمور دين الإسلام أمرني أن أتكلم بإفشائه لوالدتي وبعض الأصدقاء من أصحابه وسافرت الأسفار من جيان لأجتمع بالمسلمين الأخيار إلى غرناطة وأشبيلية وطليطلة وغيرها من مدن الجزيرة الخضراء، فتخلص لي معرفتهم أني ميزت منهم سبعة رجال كانوا يحدثونني بأحوال غرناطة وما كان بها في الإسلام وقد مروا كلهم على شيخ من مشايخ غرناطة يقال له الفقيه الأوطوري ... الخ" ا. هـ من "التحرير والتنوير" 27/ 48 ط. دار سحنون

ـ[ابن فرات]ــــــــ[26 - 01 - 09, 12:27 ص]ـ

قصة مؤثرة، خصوصا اذا عايشت احساس والده

ـ[ابو عبد الرحمن الفلازوني]ــــــــ[26 - 01 - 09, 08:42 ص]ـ

نعم والله سبحان الله .. الحمد لله على نعمة الامن والامان

جزاكم الله خيرا" اخى الحبيب ابو اسامة

ـ[أبو أسامه المهاجر]ــــــــ[01 - 02 - 09, 08:50 ص]ـ

محمد الصغير ... قصة واقعية مؤثرة جداً

بقلم الأديب الشيخ علي الطنطاوي

قال: كنت يومئذ صغيراً، لا أفقه شيئاً مما كان يجري في الخفاء، ولكني كنت أجد أبي ـ رحمه الله ـ يضطرب، ويصفر لونه، كلما عدت من المدرسة، فتلوت عليه ما حفظت من " الكتاب المقدس "، وأخبرته بما تعلمت من اللغة الإسبانية، ثم يتركني ويمضي إلى غرفته التي كانت في أقصى الدار، والتي لم يكن يأذن لأحد بالدنو من بابها، فلبث فيها ساعات طويلة، لا أدري ما يصنع فيها، ثم يخرج منها محمر العينين، كأنه كان بكى بكاءً طويلاً، ويبقى أياماً ينظر إلىَّ بلهفة وحزن، ويحرك شفتيه، فعل من يهم بالكلام، فإذا وقفت مصغياً إليه ولاّني ظهره وانصرف عني من غير أن يقول شيئاً، وكنت أجد أمي تشيعني كلما ذهبت إلى المدرسة، حزينة دامعة العين، وتقبلني بشوق وحرقة، ثم لا تشبع مني، فتدعوني فتقبلني مرة ثانية، ولا تفارقني إلا باكية، فأحس نهاري كله بحرارة دموعها على خدي، فأعجب من بكائها ولا أعرف له سبباً، ثم إذا عدت من المدرسة استقبلتني بلهفة واشتياق، كأني كنت غائباً عنها عشرة أعوام، وكنت أرى والديّ يبتعدان عني، ويتكلمان همساً بلغة غير اللغة الإسبانية، لا أعرفها ولا أفهمها، فإذا دنوت منهما قطعا الحديث، وحوّلاه، وأخذا يتكلمان بالإسبانية، فأعجب وأتألم، وأذهب أظن في نفسي الظنون، حتى أني لأحسب أني لست ابنهما، وأني لقيط جاءا به من الطريق، فيبرح بي الألم، فآوي إلى ركن في الدار منعزل، فأبكي بكاءً مراً. وتوالت علي الآلام فأورثتني مزاجاً خاصاً، يختلف عن أمزجة الأطفال، الذين كانوا في مثل سني، فلم أكن أشاركهم في شيء من لعبهم ولهوهم، بل أعتزلهم وأذهب، فأجلس وحيداً، أضع رأسي بين كفي، واستغرق في تفكيري، أحاول أن أجد حلاً لهذه المشكلات .. حتى يجذبني الخوري من كم قميصي، لأذهب إلى الصلاة في الكنسية.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير