تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الانسان لايقدر على شيئ، ولايوصف بالاستطاعة ,بل هو مجبور في أفعاله، ولاقدرة ولاإرادة ولا اختيار، وإنما يخلق الله الافعال فيه على حسب ما يخلق في سائر ا لجمادات، وتنسب اليه الافعال مجازاإذ نقول اثمرت الشجرة وطلعت الشمس .. والثواب والعقاب جبر كما ان الافعال كلها جبر) [13] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftn13) وجاء الاشاعرة بنظرية توفيقية حاولت أن تجمع بين قدرية المعتزلة وجبرية الجهمية، فابتكروا ماسموه بالكسب، ورأواأن الانسان في منطقة حرام بين الجبر والاختيار،:فهو كراكب سفينة يتحرك داخلها كيف يشاء لكنه وسفينته تسيرهما العوامل الخارجية،ورأوا ايضا أن الله يوازي بين فعل العبد والقوة المحدثةله، فإذا أراد الله فعلا أراده العبد،وعمل من أجل تحقيقه، وتكون النتيجة إرادة من الله وفعل من العبد، وهذا الفعل هو ما يعبر عنه بالكسب، ويرون أن الاختيار الذي بمعنى القدرةوالارادة والانشاء والابداع خاص بالله تعالى [14] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftn14) ، ويحدثنا الاصبهاني عند تفسيره لقوله سبحانه وتعالى: (ونمدهم في طغيانهم) [15] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftn15) أن كل فعل صدر من ا لعبد له اعتباران: إن نظرت الي وجوده وحدوثه وماهو عليه من وجوه التخصيص فانسبه الى قدرة الله وإرادته، وإن نظرت الي تميزه عن القسري والضروري فانسبه الى العبد [16] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftn16) وهذه النسبة هي المعبر عنه شرعا بالكسب في قوله تعالى: (لها ما كسبت وعليها مااكتسبت) [17] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftn17)

قال القرطبي عند تفسير قوله تعالى (لها ماكسبت) .. من خير اوشر، وفي هذا دليل على أن العبد تضاف اليه أعمال واكتساب،وأن الله تعالى أقدره علىذلك، إن كان خيرا فبفضله، وإن كان شرا فبعدله، والآي في القرأن بهذا المعتى كثيرة، فالعبد مكتسب لافعاله بمعنى أنه خلقت له قدرة مقاربة للفعل يدرك بها الفرق بين حركة الاختيار وحركة الرعشة،وذلك التمكن هو مناط التكليف، [18] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftn18) وقال عند شرح قوله تعالى: (واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله ثم توفى كل نفس ماكسبت وهم لايظلمو [19] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftn19) ن) في هذه الاية نص على أن الثواب والعقاب متعلق بكسب الاعمال [20] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftn20) ) لكن ما هو هذا الكسب الذي ابتكره الاشاعرة وبحث عنه الباحثون فلم يجده واقعا أكثرهم حتى قيل: (ثلاثة افعال لاحقيقة لها:طفرة النظام واحوال ابي هاشم وكسب الاشعري …يحاول سهل بن محمد بن سليمان توضيح الكسب فيقول (فعل القادر القديم خلق، وفعل القادر المحدث كسب، فتعالى القديم عن الكسب وصغر المحدث عن الخلق، [21] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftn21)) ومن هنا يتضح لنا أن مفهوم الخلق يتطلب العلم بكل حقائق المخلوق، وأنه لا خالق إلا الله اماالانسان فهو مكتسب على الحقيقة غير خالق، لكن ما مفهوم الاستطاعة المنسوبة للانسان؟ إن الاستطاعة هي أمر يتجلى في توفيق الله للانسان للقيام يأعمال الطاعة، وهي أيضا تخلي الله عنه عند القيام بمعصية، ويعود البيهقي ليعطينا تصورا عن هذه الاستطاعة انطلاقا من قول صاحب موسى عليه السلامLإنك لن تستطيع معي صبرا) [22] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftn22) فهو قد نفى عنه الاستطاعةلما أراد أن ينفي عنه الصبر، ولما كانت الاستطاعة مرتبطة بوجود الفعل فقد جرت مع الكسب مجرى العلةمع المعلول [23] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftn23)) وطبيعي ألا تتقدم العلة عن المعلول بل يجب أ ن يكونا متلا زمين، فكسب الفعل مرتبط بالقدرة عليه، ونورد مثالا آخر في الموضوع نجده عند الزركشيي في البرهان يقول Lعند قوله تعالى إ: فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم [24] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftn24)) . لقد

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير