تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

اضيف القتل الى المسلمين لاعلى جهة الحقيقة وإنما على جهة الكسب المجازي إذ انتفى الفعل المؤثر من قبلهم، ولهذا قيل الافعال مخلوقة لله مكتسبة للآدميين، وفي قوله تعالى Lوما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) معناه انك لم ترم خلقا، وإنما رميت كسبا، وكل أفعال العباد المكتسبة.من الله: الانشاء والايجاد.ومن الخلق:الاكتساب [25] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftn25))

وخلاصة القول فإن الكسب الذي جاء به الاشاعرة هو محاولة لاتباث القدر لله وإتباث المسؤولية للكائن البشري، فما دام الله هو الذي يخلق فيه القدرة على الفعل فإن تصرفه هو الذي يحكم النتيجة، (إن أحسنتم أحسنتم لانفسكم [26] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftn26))( لها ماكسبت وعليها ما اكتسبت [27] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftn27))

ولقد ادعى كل من الاشاعرة والمعتزلة الحجية لمذهبه في قوله تعالى: (إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ الى ربه سبيلا، وماتشاؤون إلا أن يشاء الله) [28] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftn28) فقد تمسك بها القد ري واعتبر الجزء الاول حجة له، ونصيرا لمذ هبه، وجعلها مثل قوله تعالى: (فمن شاء فليومن ومن شاء فليكفر) [29] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftn29) واحتج بها الجبري، لان قوله تعالى (فمن شاء اتخذ الى ربه سبيلا) يقتضي أن تكون مشيئة الله مستلزمة للفعل،ومستلزم المستلزم مستلزم،إذا فمشيئة الله مستلزمة لمشيئة العبد، [30] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftn30) ونجد عند مسكويه وجهة نظر هي ماتبنته المدرسة الوضعية الايطالية في مجال العقاب،فهو يرى بأن اختيار الانسان فعل ما رآى فيه الخير إما على الحقيقة أوبحسب ظنه، وأفعال العباد اليها دواع ولها أسباب،وينظر اليها من جهات مختلفة كما تعرض لها عوائق، وكل فعل يحتاج لظهوره الى الفاعل والهيولى والغرض والصورة،وعند النظر إلى أي فعل أوعدمه يجب النظر اليه من جميع الجهات المتعلقة به، لان النظر اليه من جهة واحدة يوقع في الخطإ، ويعرض للغلط، والفعل الانساني وإن كان واحدا فوجوده متعلق بأشياء كثيرة لايتم إلابها،فإن تخلف واحد منها تخلف وقوع الفعل،وإن نظر المرء الى كل الجوانب المرتبطة بفعل الانسان،وراعى الملابسات والحيثيات أدرك اسباب وقوع الفعل أوعدمه وإن حصر نظره في جزء من الاسباب ظن انعدام الارادة الحرة لدى الفاعل واعتبر الجبر هو الاساس .. [31] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftn31)

اعتقد أنه قد اتضح ان التشريع الاسلامي في موضوع حرية الارادة واجه تيارات مختلفة المورد والمصدر رأى كسب الاشاعرة غير واضح،ورأى توجه الجهمية غيرمقنع، فسار مع الذين اعتبروا الانسان مالكا لزمام التصرف، له حرية القرار، وعليه مقابل ذلك الرضا بالنتائج. رأى بأن الانسان حر في تصرفه، له القدرة على اجتناب الممنوع والتزام المباح: (من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها) [32] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftn32) وأن الله زوده بوسائل يعي بها واقعه، ويحددبها مساره حتى إذا اقترف ذنباكان المسؤول الاول عنه: (كل نفس بما كسبت رهينة [33] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftn33)) وإذا كان تحمل المسؤولية يتطلب الوعي والارادة،فقد اعطي الانسان وسائل التمييز: (هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والابصار والافئدة [34] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftn34)) وعلى هذا فالانسان يملك إمكانات الاختيار، فإذا اختار طريق الخير اثيب،وإذا اختار غيرها عوقب، لكن من سلب حرية الارادة لم يتحمل مسؤولية فعله، فعنه صلى الله عليه وسلم: رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه) [35] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftn35)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير