تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فقلت: بعضهم في القتال،،وبعضهم في الحوائج .. فقام وتطهر،، واغتسل ومس طيباً،، وأخذ سلاحه وسار إلى موضع القاتل وهو صائم،، فلم يزل يقاتل حتى الليل،، وانصرف أصحابه وهو فيهم،، فقالوا لي: يا أبو الوليد لقد صنع هذا الرجل شيئاً،، ما رأيناه صنع مثله قط، ولقد حرص على الشهادة،، وطرح نفسه تحت سهام العدو،، وحجارتهم وكل ذلك ينبو عنه،،

فقلت في نفسي: لو تعلمون شأنه لتنافستم في مثل صنيعه،، قال: وأفطر على شيء من الطعام وبات ليلته قائماً و أصبح صائماً فصنع كصنيعه بالأمس،، وانصرف من آخر النهار فذكر عنه أصحابه مثل ما ذكروه بالأمس،،حتى إذا كان اليوم الثالث وقد مضت ليلتان، انطلقتُ معه وقلت: لا بد أن أشهد أمره وما يكون منه،، فلم يزل يلقي نفسه تحت مكايد العدو نهاره كله ولا يصل إليه شيء،، وهو يؤثر فيهم الآثار،، وأنا أرعاه من بعيد لا أستطيع الدنو منه،، حتى إذا نزلت الشمس للغروب … وهو أنشط ما كان،، فإذا برجل من فوق حائط الحصن قد تعمده بسهم .. فوقع في نحره .. فخر صريعاً،، وأنا أنظر إليه،، فصحت بالناس فابتدروه واجتذبوه وبه رمق،، وجاءوا به يحملونه فلما رأيته قلت له: هنيئاً لك بما تفطر عليه الليلة،، ياليتني كنت معك … فعضّ شفته السفلى،، وأومأ إليّ ببصره وهو يضحك يعني أكتم أمري حتى أموت،،

ثم قال: الحمد لله الذي صدقنا وعده،، فوالله ما تكلم بشيء غيرها،، ثم قضى رحمة الله تعالى عليه،، قال هشام،، فقلت بأعلى صوتي: يا عباد الله لمثل هذا فليعمل العاملون،، أسمعوا ما أخبركم به عن أخيكم هذا،، فاجتمع الناس إليّ فحدَّثتهم بالحديث على وجهه،، فما رأيت قط أكثر من تلك الساعة باكياً،، ثم كبروا تكبيرة أضطرب لها العسكر،، وأقبلوا للصلاة عليه،، وبلغ ذلك مسلمة بن عبد الملك فقال: يصلى صاحبه الذي عرف من أمره ما عرف .. قال هشام: فصليت عليه ودفناه في موضعه،، وبات الناس يذكرون حديثه وحرض بعضهم بعضاً،، ثم أصبحوا فنهضوا إلى الحصن بنيات مجددة،، وقلوب مشتاقة إلى لقاء الله عز وجل،، فما أضحى النهار حتى فتح الله الحصن ببركته رحمه الله تعالى،،

رهبان الليل ج1/ سيد بن حسين العفاني

وكذلك ذكرها في كتابه تعطير الأنفاس من حديث الإخلاص

ـ[أبو حسين السلفي]ــــــــ[19 - 02 - 09, 11:21 ص]ـ

جزيت خيرا أخي عاطف جميل

اللهم ثبتنا على طاعتك

وأكرمنا بالشهادة في سبيلك

ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[19 - 02 - 09, 02:35 م]ـ

وإياك أخي حفظك الله ......

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير