[تركستان الشرقية]
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[17 - 02 - 09, 12:59 ص]ـ
(1) (محمود بيومي (
القسم الأول
10/ 2/1426
20/ 03/2005
يبدو أن الأمة الإسلامية قد أرهقتها المشكلات وتكاثرت عليها المحن .. فتناسى المسلمون العديد من القضايا المهمة .. ومن القضايا التي تناساها المسلمون .. قضية شعب تركستان الشرقية المسلمة .. التي تاهت وضاعت وسط الكيان الصيني .. حيث قامت الصين بطمس كافة المعالم التاريخية لهذه الدولة المسلمة .. واعتبرتها مقاطعة صينية أطلقت عليها اسم مقاطعة " شينكيانج " ومعناها " الأرض الجديدة " .. دون أن يعترض العالم الإسلامي أو يتنبّه إلى خطورة ما حدث وما يحدث لهذه الدولة المسلمة.
فالشعب المسلم في تركستان الشرقية .. يعاني من الاضطهاد، ويتعرّض لمؤامرة كبرى لتذويب كيانه المسلم .. فقد تعرّضت تركستان الشرقيّة المسلمة لجميع الممارسات اللاأخلاقية التي استهدفت القضاء على هويّة الشعب المسلم هناك .. فقامت الصين بإنشاء معسكرات جمعت فيها الشباب والفتيات من أبناء المسلمين .. لإشاعة الرذائل بينهم والنيل من القيم الأخلاقية التي تنادي بها تعاليم الدين الإسلامي الحنيف .. وحين اعترض المسلمون على هذه الممارسات .. قامت السلطات الصينية بقتل (360) ألف مسلم من خيرة الشباب المثقف .. وقد سجل التاريخ التركستاني أسماء العديد من الشهداء أمثال: عبد الرحيم عيسى، وعبد الرحيم سيري، وعبد العزيز قاري وغيرهم.
تغيير المعالم
قامت سلطات الاحتلال الصيني بتغيير المعالم الثقافية والقومية وكافة مرتكزات البنيان الاجتماعي لتركستان الشرقية .. وعملت على تنحية العقيدة الإسلامية، ومحو الشخصية الإسلامية لشعب مسلم يضم أكثر من عشرين مليون نسمة من المسلمين.
إن قضية هذه الدولة المسلمة وهذا الشعب المسلم .. الذي يجاهد وحده للحفاظ على هويّته العقائدية وكيان دولته المسلمة .. في حاجة ماسّة إلى جهود المسلمين ومؤسّساتهم التثقيفية والإعلامية .. لتعريف كافة شعوب العالم، وشعوب الأمة الإسلامية بأبعاد قضية تركستان الشرقيّة .. وكيف آلت إلى مصيرها هذا وسط صمت إسلامي عجيب!
لقد تلاشت دولة تركستان الشرقية من الوجود السياسي .. فإذا نظرت إلى خريطة قارة آسيا .. فلن تجد دولة اسمها تركستان الشرقية .. وإنما تجد مقاطعة في النطاق الصيني اسمها " شينكيانج " وتعتبر تركستان الشرقية من أهم المواقع الاستراتيجية في قارة آسيا .. وقد ظلت تركستان المسلمة موضع نزاع بين روسيا والصين عبر المراحل التاريخية المختلفة .. حتى تم اقتسام منطقة تركستان بينهما .. فحصلت روسيا على تركستان الغربية – التي ضمت الجمهوريات الإسلامية التي حصلت على استقلالها بعد تفككك الاتحاد السوفيتي – وحصلت الصين على تركستان الشرقية.
تبلغ مساحة تركستان الشرقية (مليون و828 ألف و418) كيلومتراً مربعاً .. أي أنها أكبر مساحة من باكستان وأكبر من مساحة تركيا .. ويبلغ عدد سكانها أكثر من عشرين مليون نسمة غالبتهم العظمى من المسلمين .. وعاصمتها هي مدينة "كاشغر" التي فتحها قتيبة بن مسلم الباهلي .. وكان علم هذه الدولة علماً إسلامياً لونه أزرق يتوسطه الهلال والنجمة تأكيداً على إسلامية هذه الدولة.
قامت السلطات الصينية بتقسيم تركستان الشرقية إلى عدة مناطق منذ عام 1945 ميلادية .. وقامت بتغيير اسمها وأسماء العديد من المدن والقرى إلى أسماء صينية .. كما بدأت الهجرات الصينية المنظمة إلى تركستان الشرقية .. بهدف إذابة الكيان الإسلامي داخل الكيان الصيني .. كما تم إغلاق المساجد والمدارس الإسلامية .. بينما وُضعت المساجد التي سمح بافتتاحها تحت رقابة صينية مشددة.
ثورة المسلمين
لم تهدأ ثائرة الشعب المسلم في تركستان الشرقية طوال فترة الاحتلال الصيني لوطنهم .. فقد سجّل التاريخ العديد من الثورات الإسلامية التحرّرية التي قام بها أبناء تركستان الشرقية .. فبعد احتلال الصين لتركستان الشرقية في عام 1760 ميلادية .. قامت هناك ثورة إسلامية في عام 1863 ميلادية استطاعت تحرير تركستان الشرقية .. وتولى حكم هذه الدولة الإسلامية المستقلة في هذا الوقت " يعقوب خان با دولت " الذي أعلن مبايعته للخليفة العثماني " السلطان عبد العزيز خان".
¥