ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[17 - 02 - 09, 01:02 ص]ـ
القسم الثاني
18/ 2/1426
28/ 03/2005
محمود بيومي
لقد عالجت الأمة الإسلامية العديد من قضاياها بالصراخ الإعلامي! ولكن قضية تركستان الشرقية قد افتقدت مجرّد هذه المعالجات الهشّة .. وفي ظل الغياب الإسلامي استطاعت الصين أن تسلب وطناً إسلامياً وتعزل شعباً مسلماً عن أمته الإسلامية .. وهذا أمر لا يمكن السكوت عليه وإنما يتطلب أن ترفع بشأنه رايات الجهاد الإسلامي في كافة المجالات.
الإخلال بالخريطة العقائدية
مرّت بالمسلمين في تركستان الشرقية مراحل قاسية من الاضطهاد .. حيث تدفقت إلى أراضيها موجات متلاحقة من الهجرات الصينية للإخلال بالخريطة العقائدية من ناحية والإخلال بالخريطة البشرية من ناحية أخرى .. بهدف تحويل المسلمين هناك إلى أقلية واستغلال ثروات هذا الشعب المسلم .. وكما قامت روسيا القيصرية بابتلاع تركستان الغربية وامتصاص خيراتها .. فعلت الصين بتركستان الشرقية التي تعتبر كنزاً كبيراً لما يتوفر بأراضيها من ثراء معدني.
تبلغ أنواع المعادن الموجودة في تركستان الشرقية 121 نوعاً .. فهناك 56 منجماً من الذهب وهناك النفط واليورانيوم والحديد والرصاص .. أما الملح فهناك مخزن طبيعي يكفي احتياجات العالم لمدة عشرة قرون مقبلة .. علاوة على الثروات الزراعية والحيوانية والرعوية .. حيث بلغت أنواع الحيوانات 44 نوعاً.
إن أهل تركستان الشرقية ينتمون إلى أصل عرقي واحد .. ولهم تاريخ وحضارة بشرية واحدة .. فتركستان " اسم جامع لجميع بلاد الترك " – كما يقول ياقوت الحموي في معجم البلدان – المجلد الثاني ص 23 – كما أن " كاشغر" هي قاعدة تركستان وأهلها مسلمون .. لذا فإن تركستان دولة إسلامية خالصة منذ أن تعرّف أهلها على الإسلام في نهاية القرن الأول الهجري.
ومنطقة تركستان الشرقية تقع في شمالي الصين الغربي .. أي تقع في أواسط آسيا الوسطى .. وهي دولة متعددة القوميات يقيم بها أبناء قوميات: " الإيغور والقازاق والهوي والقرغيز والتاجيك والتتار والأوزبك " ـ الذين يعتنقون الدين الإسلامي ـ بالإضافة إلى قوميتي " هان" و " المغول " .. وتحتل القومية " الأيغورية " المكانة الأولى .. إذ بلغ عددهم وفقاً للإحصائيات المسجلة في عام 1972 ميلادية خمسة ملايين و949 ألف و655 نسمة.
وكل المسلمين في تركستان الشرقية سنيون أحناف .. وقد عرف الإسلام هناك ـ على وجه التحديد ـ في عام 96 هجرية .. وازدادت قوته وانتشر انتشاراً واسعاً بعد اعتناق " سلطان ستوق بوغرا عبد الكريم خان " الإسلام .. حيث اعتنقه سراً في بداية الأمر ثم أعلن إسلامه .. ونشر الإسلام في ربوع تركستان الشرقية في أواسط القرن الرابع من الهجرة .. وبدأ الناس يدخلون في دين الله أفواجاً يدفعهم الحماس الشديد لهذا الدين الحنيف.
إن الأراضي التي تقع في آسيا الوسطى ويقطنها الأتراك .. وتسميها كل من الصين وروسيا بأسماء مختلفة حسب أهوائهما السياسية .. هي نفس البلاد التي تسمي تركستان في المصادر الإسلامية .. وسكان تلك الأراضي هم من الأتراك المسلمين الذين كان لهم دوراً بارزا في تاريخ وحضارة الإسلام .. وهم جزء من الأمة الإسلامية .. التي اشترك التركستانيون في بناء كيانها الماضي والحاضر .. وإن حجبتهم الظروف المعاصرة عن المساهمة الفعلية في الوقت الحالي.
ونظراً لأن سياسة "الأمر الواقع" قد جعلت من تركستان الشرقية جزءاً من أراضي الصين .. فإن التناول لهذا الموضوع ـ من خلال استعراض بعض الوثائق الصينية ـ ليس إقراراً بالتبعية السياسية لتركستان الشرقية للصين ـ بالقدر الذي يسلط دوائر الضوء على دور تركستان الشرقية في نشر الإسلام في الصين .. وعلاقة المسلمين في هذه الدولة المسلمة بسكان الصين منذ أقدم الفترات التاريخية.
لقاء مع قادة العمل الإسلامي
¥