تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أما البروتستانتية والكاثوليكية فإن تأثيرهما ضيق ومقتصر على المدن الكبرى مثل شنغهاي وبكين، وقد دخلت المسيحية إلى الصين للمرة الأولى في القرن الثامن الميلادي، ثم اندثرت وعادت مرتين إلى أن انتهى الوجود المسيحي إلى حوالي أربعة ملايين مسيحي على المذهب البروتستانتي.

` أصول وقوميات مختلفة:

وترى الباحثة فتحية يحيى الكمالي في دراستها المعنونة «المسلمون في الصين» - الواقع الراهن «المحفوظة في كلية الإمام الأوزاعي للدراسات الإسلامية» أن عدد المسلمين في الصين أكثر من مائة مليون نسمة حالياً، أي أكثر من عشرة بالمائة من تعداد السكان وهي تشرح أصولهم كما يلي وفق الأصول القومية:

- قومية الخوي: وهي تنتمي إلى الأصل الصيني وتستخدم اللغة الصينية، وتتوزع في كافة أنحاء الصين مع غيرهم من الصينيين المعروفين بالخان، وتحاول هذه القومية التميز عن الخان في المأكل والملبس والمسكن وعدم الاختلاط بهم.

- قومية الأوجور: والتي يسميها الباحث سوبرة الويغور (وهم مسلمو تركستان الشرقية) الذين يعيشون في الجزء الشمالي من الصين وأصولهم تركية، وهم السكان الأصليون لتركستان الشرقية، ويصل تعدادهم إلى 2.7 مليون نسمة. وهناك أيضاً خمسمائة ألف نسمة منهم في تركستان الغربية التي تحتلها روسيا يُعرفون بـ (كازاخستان، وأوزبكستان، وقرغيزستان، وتركمانستان وطاجيكستان)، ويتحدث الأوجور اللغة الأوجورية، وهي من اللغات التركية القديمة، ويستخدمون الحروف العربية في الكتابة.

- قومية القازان: ويسميها الباحث سوبرة (القازاق) وأصل هذه القومية من قازاقستان في آسيا الوسطى، وتعيش في الصين وفي تركستان الشرقية وشنغهاي، وتستخدم الحروف العربية للكتابة.

- قومية الدونغشيانغ: (ذات الأصل المغولي) وهي تتحدث باللغة المغولية، وتتمتع بالحكم الذاتي في مناطق لينشيا الشرقية وفي شينيانغ.

- قومية القرغيز: وأصلها من قرغيزستان في آسيا الوسطى، وتعيش في الصين في ولاية ذات حكم ذاتي تابع لمقاطعة سينيكيانغ ولغتها من اللغات التركية القديمة وتستخدم الحروف العربية في الكتابة.

- قومية السالار: وتتمركز في مقاطعة تشيهو ذات الحكم الذاتي في شنغهاي، والبقية الباقية منها في محافظة هوالوانغ، ولغتها كذلك من اللغات التركية القديمة، وتستخدم الحروف العربية في الكتابة.

- قومية الأوزبك: التي تعيش مع الأوجور في سينكيانغ (ولها وجود لا بأس به في أفغانستان).

- قومية الطاجيك: وهي تنتمي بالأصل إلى جمهورية طاجيكستان، وتسكن على جبال البامير التي ضمت للصين، ويتحدث الطاجيك اللغة الفارسية، وتستخدم الحروف العربية في الكتابة.

- قومية البوان: ويسميها الباحث سوبرة باو آن، التي تمثل الفرع الثاني من الهجرة المنغولية نحو الصين وتتحدث اللغة المنغولية.

- قومية التتار: ويعود أصل هذه القومية إلى تتار تتارستان، وتتار سيبيريا، والقرم، وتعيش في تركستان الشرقية، وتتحدث اللغة التتارية، وتستخدم الحروف العربية في الكتابة.

ويلاحظ أن لكل قومية من هذه القوميات، كما تقول الباحثة، لغتها الخاصة بها وتاريخها وحاضرها الثقافي الخاص بها، وأن كل القوميات باستثناء الخوي ذات الأصل الصيني، لا تزال تسكن أوطانها الأصلية وقد ضمت إلى الجمهورية الصينية، إما بإقرار سياسي أو عن طريق الغزو العسكري المباشر.

` أعداد مختلفة ومتنوعة:

أما الباحث فريد عبد الغفار الحراكي فيقول في دراسته المعنونة: (المسلمون في الصين، ماضيهم وحاضرهم) المحفوظة في كلية الإمام الأوزاعي للدراسات الإسلامية: إن عدد المسلمين في الصين غير معروف على وجه الدقة، وهذا اللغز الغامض لم يتمكن أحد من فك طلاسمه حتى اليوم، وقد حاول الباحثون الذين درسوا أحوال المسلمين في الصين تقصِّي أعدادهم بشكل أقرب ما يكون إلى الصحة فلم يوفقوا لذلك، ويعزى السبب الرئيسي في ذلك إلى أن التعداد السكاني في الصين لا يُعنى بالأديان بل بالقوميات فحسب، وإزاء هذا الوضع، تم إحصاء القوميات المسلمة البالغة عشر قوميات، وكانت الإحصائيات مجرد تقديرات تجافي الحقيقة والواقع، وفات الكثير أن مسلمين كثراً من غير تلك القوميات العشر أسلموا مع مرور الوقت وحافظوا على أصولهم القومية التي ينتمون إليها، ولم يحسبوا في تلك الإحصائيات مثل مسلمي قومية المنغول وقومية التيبت.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير