تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ويورد الباحث عن كتاب «المساجد في الصين» للباحث (محمود يوسف لي هواين) أن عدد أبناء القوميات المسلمة يبلغ 14 مليوناً و 279 ألف نسمة حسب الإحصاء الرسمي الثالث الذي أجري على نطاق البلاد عامة عام 1982م، بينما ينقل عن «ول ديورانت» أنه إذا قيل إن في الصين مسلمين فجوابنا أن معظم الخمسة عشر مليوناً من المسلمين في الصين ليسوا صينيين، على حين ينقل عن أحمد الشلبي أن تعداد المسلمين في الصين كان 48 مليوناً يوم كانت الصين 460 مليوناً كما ذكر الإحصاء الرسمي للعام 1948م. وإذا كانت الصين الآن قد زادت عن الألف مليون كما أعلنت إحصائيات 1982م، وإذا افترضنا أن نسبة المواليد عند المسلمين هي نفس نسبة المواليد العامة في الصين فإن تعداد المسلمين في الصين ينبغي أن يكون أكثر من مائة مليون نسمة، في حين أن العالِم المسلم الصيني (محمد مكين) قال خلال دراسته في مصر في الثلاثينيات من القرن العشرين إن عدد المسلمين في الصين يساوي ثُمْنَ عدد سكان الصين 1/ 8 أي إنهم كانوا قرابة الخمسين مليوناً في ذلك التاريخ، ولذا يخلص الباحث الحراكي إلى أنه يعجز عن إثبات رقم مقطوع بصحته وإن كانت نسبة لا بأس بها من الباحثين الصينيين ترجح أن العدد كان 15 مليون نسمة عام 1980م، وأن هذا العدد قد تضاعف مع الوقت، ولا سيما أن المسلمين قد استُثنوا من قانون تحديد النسل المطبق في الصين الذي ينص على إنجاب طفل واحد فقط.

` دور وقضية:

ويورد الباحث الأستاذ أنور مصباح سوبرة في دراسته التوثيقية عن المسلمين في الصين عام 1998م، أن الواقع الإسلامي في الصين شهد العديد من الثورات التي تم قمعها بصورة قاسية، وكان أهمها في يونان وكانسو وتركستان الشرقية، ومنها خمس ثورات قامت في تركستان الشرقية وحدها ضد اضطهاد المسلمين في هذه المقاطعة وإن لم يكتب لها الاستمرارية، وكانت متفرقة في الأعوام 1820 - 1830 - 1847 - 1857م، وكانت أبرز هذه الثورات تلك التي قامت عام 1768م بقيادة «مامنغ شين» أو كما يسميه بعضهم «مامنسين» في ولاية كانسو، وكان «مامنغ شين» قد تلقى دروسه في كاشغر، وبدأ بنشر ما سمي بـ «المذهب الجديد» وذلك في مقابل المسلمين التقليديين الذين كانوا قد بدؤوا يتعايشون مع المجتمع الكونفوشي الصيني.

كما قامت في يونان ثورة إسلامية امتدت ما بين 1855 حتى 1873م، وقد بدأت بسبب خلاف بين عمال من المسلمين وآخرين من غير المسلمين مما استثارهم ضد المسلمين، إلا أن الغلبة كانت للمسلمين عام 1856م بعد مجزرة رهيبة قتل فيها ما يزيد عن مليون مسلم، وفتحوا مدينة «تاليفو» ثم «يونان فو» وذلك بقيادة (تو ون هسيو) أو كما يسميه بعض الناس «توفنسيو» حيث نودي به سلطاناً في مدينة «تالي» ولقب باسم السلطان سليمان؛ وذلك اشتقاقاً من اسمه «سليمان توون هسيو» وقد استطاع إقامة دولة إسلامية طوال هذه المدة أي منذ 1856 وحتى 1872م على نصف مقاطعة يونان؛ إلا أن الجيش الصيني وجه حملة بقيادة القائد سن يوينغ، وانتهت المعركة بالقضاء على الثورة ومقتل ثلاثين ألف مسلم.

وكانت قد قامت في «يونان» قبل ذلك ثورة في العام 1834م استمرت حتى 1840م سببها قتل ألف وستمائة مسلم من قِبَل الحاكم «شوانغ نينغ فو» في منطقة «ميانغ تينغ».

وفي منطقة «هواتشيو» شرق «سينغان فو» ثار المسلمون عام 1860م ضد الصينيين والمغول، وشهدت المنطقة اندلاع صراع مكثف فيها أدى إلى استمرار الثورة خمسة عشر عاماً استولى المسلمون خلالها على مقاطعة كانسو وشانسي ما بين الأعوام 1863م - 1877م، وفي مرحلتها الثانية أي في العام 1864م قامت الثورة في كانسو بقيادة «ماهوا لونغ» أو «مياو باي لين» المتأثرة بالحركة الوهابية، فسانده الأهالي في مناطق «تينغ هيا» و «شان هوا» و «ميننغ تياولينغ» شمال السور.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير